خسائر التصحّر تزحف نحو لبنان ولا إمكانات للمواجهة!!!

كل شيء في لبنان اسود و»نار بتحرق»، من جهنم اهل السياسة بلهيبها «الشاوي»، الى الظروف المعيشية «المأسوية»، ليزيد طين الحرائق بلة سواد اللبنانيين، نيران تنتقل بين الاحراج آكلة الأخضر واليابس، في «هستيريا سواد» رمى المسؤولون الشعب في نيرانها يتفرجون عليه، في غياب اي بصيص امل وسط المؤشرات غير المطمئنة من كل حدب وصوب.



فعلى غرار الخسائر السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تضرب لبنان من دون توقف، فإن خسائر التصحر تزحف في اتجاهه من دون هوادة، بحيث اصبحت الكارثة البيئية اكبر من ان تحصر وتحصى مع استمرارها متجولة ومتنقلة بين المناطق، حيث كشفت الحرائق ضعف إمكانات لبنان في مواجهة الكوارث والازمات الطبيعية، في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة.


صحيح ان العالم كله يشهد موجة من الحرائق والفيضانات والكوارث الطبيعية، الا ان لبنان دخل منطقة الخطر، بل تخطى الخط الأحمر، بعد سلسلة النكسات البيئية لسنوات، قضت على لبنان الأخضر، عن سابق اصرار وتصميم، وفقا للكثير من العالمين، في ظل غياب اي اجراءات او قوانين ردعية.


وفيما العجز الرسمي عن معالجة ازمة الحرائق في اوجه، من دون بروز اي بوادر جدية للأحداث اي تغيير على صعيد المعالجات، رغم كل الوعود، سألت مصادر نيابية عن سبب تأخر الحكومة في بت طلب قيادة الجيش ببيع طوافات «السيكورسكي» التي لم تسمح الموازنة المرصودة في تأمين الصيانة اللازمة لها، وعن البدائل الموضوعة، خصوصا في ظل الازمة الحالية التي تعاني منها البلاد اقتصاديا، وعدم ضمان تدخل طوافات الجيش بشكل دائم بسبب كلفة التشغيل العالية، مشيرة الى ان الوقت قد حان لتعزيز الدفاع المدني عديدا وعتادا بعدما لامست مستوى جهوزيته الحالية الصفر، وعمل متطوعيه باللحم الحي.


اوساط متابعة لملف الحرائق أشارت الى ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع اسعار المحروقات دفعت بالناس الى القيام بعمليات التفحيم والتحطيب، ما سبب في انلاع الكثير من الحرائق وخروج غالبيتها عن السيطرة وتعريض المشاركين في عمليات الإطفاء للخطر، مع معاناته من صعوبات كبيرة، من نقص المحروقات للآليات وتعطل الكثير منها الى عدم اهتمام الدولة بالعمر البشري، فضلا عن ان طوافات الجيش، رغم اهمية تدخلها في الأماكن التي يتعذر الوصول اليها، الا ان فعاليتها تبقى منقوصة لعدم اختصاصها واعتمادها نظاما تقليديا في حمل المياه ورميها، إضافة إلى ارتفاع كلفة مشاركتها وآخرها في غالب الأحيان نتيجة العمل البيروقراطي.


واشارت الاوسط الى ان غالبية الحرائق مفتعلة وليست طبيعية، انما بفعل فاعل، سواء بسبب حرق مخلفات التشحيل والمشاحر او حرق النفايات، أو بسبب التخريب المتعمد بهدف الايذاء واثارة الفتن، أو بسبب الإهمال وفقدان السيطرة...

ميشال نصر