عودة صحية إلى المدرسة

عودة صحية إلى المدرسة

راندا جرجس



يرتبط موسم عودة العام الدراسي بحالة من الارتباك بداخل الأسرة، خاصة بعد انتهاء الإجازة الصيفية الطويلة التي تتسم بالعادات الغذائية غير منتظمة والسهر وقضاء معظم الوقت في اللعب والمرح. ومع بداية الدراسة، يزداد قلق أولياء الأمور على صحة أطفالهم؛ لأن الاختلاط المباشر يمكن أن يتسبب في الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية. وفي السطور القادمة يقدم الخبراء والاختصاصيون مجموعة من النصائح الطبية والصحية لعودة مدرسية آمنة.


توضح د.سديم بشيتي، استشارية طب الأطفال، أن اجتماع الصغار في مكان مغلق يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية في موسم عودة المدارس، خاصة مع الاختلاط أو ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروسات والبكتريا. وتقول: تعتبر الالتهابات من المشكلات الشائعة، خاصة التي تستهدف الأذن الوسطى، والعيون، والمعدة والأمعاء، والحلق والبلعوم واللوزتين، ونزلات البرد المرتبطة بالسعال، والزكام، وسيلان المخاط من الأنف، فيروس كوزاكي الذي يصيب الأطراف ويتسبب في تقرحان الفم والطفح الجلدي على الكف والقدمين.


وتلفت بشيتي إلى أهمية زيارة الطبيب المختص قبل أشهر على الأقل من بدء الموسم الدراسي الأول للطفل، لإجراء فحص روتيني ومناقشة أية مشاكل صحية يعانيها الطفل، مثل: الحساسية من أنواع الطعام، أو الأنف، أو الجلد، أو الإمساك والتهابات البول، أو القلق والتوتر من مواقف تعرض لها أو يمكن أن يواجهها في المدرسة، مع ضرورة تحديث الملف الطفل الطبي لدى المدرسة وخاصة في الحالات المزمنة كالربو وتحديد أنواع الأدوية، وفحص النظر لدى طبيب العيون الذي يبدأ من عمر 3 إلى 6 سنوات.

تطعيمات

اللقاحات ضد الأمراض تُعد واحدةً من أفضل الوسائل الطبية لوقاية الإنسان من الإصابة بعدد كبير من المشكلات المعدية لأنها تعمل على تحفيز الجهاز المناعي للجسم، حسب د.نور هشام، طبيبة الصحة العامة، وتبدأ التطعيمات من الشهر الأول بعد الولادة وتستمر خلال المراحل العمرية وفق بروتوكول وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وتكون ضد الجدري، التهاب الكبد الوبائي، الميكروب السحائي «التهاب أغشية المخ». وتعتبر اللقاح ضد الإنفلونزا الأهم في موسم العودة إلى المدارس

مبادئ التغذية

تشير دانة الشكعة، أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن مبادئ العادات الغذائية السليمة للأطفال تعتمد على تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات، المعادن، الكربوهيدرات، البروتين، والدهون بحسب المرحلة العمرية. وتنصح بالابتعاد عن المأكولات التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، والحلويات والسكريات، والأملاح، موضحة أن عدد الوجبات يتحدد بناء على احتياج الطفل للسعرات الحرارية اللازمة، وأن ما يناسب معظم الأطفال في سنّ المدرسة وجبة متكاملة من جميع العناصر الغذائية ووجبة خفيفة صحية.

وتضيف: لا يتقبل الأطفال على الأغلب تناول اللحوم، ولذا يمكن اللجوء إلى المصادر الأخرى للبروتين كالبقوليات، والحليب، والبيض والزبادي. ولضمان استهلاك العناصر المناسبة لتغذية الطفل يفضل تحضير الطعام في المنزل، وتشجيعه على اختيار الخيارات الصحية أثناء شرائه بعض المأكولات من المدرسة، بالإضافة إلى تقديم الحبوب الكاملة كالخبز من القمح، الشوفان لتعزيز طاقة الجسم.

تنصح الشكعة بتناول الأطعمة الصحية التي تسهم في تعزيز التركيز أثناء الدراسة، كالأنواع التي تحتوي على عنصر الحديد مثل: اللحوم، البقوليات، والخضراوات الورقية الداكنة كالسبانخ، الجرجير، البقدونس، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «ج» كالحمضيات، والكيوي، والفراولة، والفلفل الحلو الملون. وتضبف: الأسماك مثل السالمون، والماكريل، والتونة، والسردين التي تحتوي على «أوميجا 3» مفيدة جداً لصحة الدماغ، لأنها ترفع نسبة الذكاء وتحمي الخلايا العصبية.

وتؤكد أهمية الاعتماد على الماء لترطيب الجسم، والابتعاد عن العصائر والمشروبات التي تحتوي على السكر لأنها تقلل التركيز، وربما تؤدي إلى فرط الحركة.

وتقول: تعتمد الكمية التي يحتاج لشربها الطفل على عدة عوامل مثل: النشاط البدني، الوزن، درجة حرارة الطقس، والمرحلة العمرية، من عمر 4 إلى 8 سنوات يناسبها تناول لتر من الماء على الأقل، ومن عمر 9 إلى 13 يكون المعدل من 1.5 إلى لترين يومياً.

الحقيبة المدرسية

يلفت د.خالد حسين، استشاري جراحة العظام، إلى أن الحقيبة المدرسية أحد الأشياء المهمة التي يحرص على شرائها الوالدان للطفل، لكنها ربما تكون عبئاً عليه مع زيادة عدد الكتب والكراسات خلال العام الدراسي، وأحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بآلام الظهر والرقبة ومفاصل الركبتين عند الصغار في حال حملها، كما تؤثر الحقائب الجرارة سلباً في وضعية العمود الفقري والالتواء أو الانحناء إلى الأمام أثناء المشي.

ويضيف: الآلام الناجمة عن حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة على التركيز الفكري والقدرة الاستيعابية وحفظ المعلومات تؤدي إلى عدم تحصيل الدرجات الجيدة عند أداء الاختبارات المدرسية.

وينصح د.حسين بالابتعاد عن شراء الحقائب المدرسية الجلدية الثقيلة، واللجوء إلى بالأنواع المصنوعة من الألياف، بحيث لا يتعدى وزنها 10% من وزن الطفل، ويمكن تفادي آلام الظهر بعمل تدريبات رياضية لمدة خمس دقائق قبل البدء في اليوم الدراسي، لتقوية العضلات والعظام والعمود الفقري.

ويشير إلى أن تطور الأجهزة الإلكترونيات واستعمال الأجهزة اللوحية ذات الذاكرة الفائقة وسرعة إظهار البيانات، لعبا دوراً محورياً في الاستغناء عن حمل الكتب المدرسية وخفض معدل الآثار السلبية الجانبية المترتبة عليه، لكنه يلفت إلى أن الإفراط في استعمال هذه الأجهزة يتسبب أيضاً في العديد من المشكلات التي تؤثر في صحة الطفل.

طرق الوقاية

تنصح د.سديم بشيتي الوالدين بمراعاة الإجراءات الصحية اللازمة لحماية أبنائهم وأقرانهم في موسم العودة إلى المدرسة، وتتمثل طرق الوقاية في:

• توجيه الطفل إلى غسل اليدين لمدة 30 ثانية على الأقل بالماء والصابون، واستعمال مطهر بعد الانتهاء من تنشيفهما، وتعليمه كيفية استعمال الحمامات العامة، والحفاظ على النظافة الشخصية

• وضع الساعد على الفم عند السعال، وعدم استخدام أو مشاركة الأشياء والأدوات الشخصية مع الآخرين

• تقوية جهاز المناعة عن طريق تشجيع الطفل على شرب كمية كافية من الماء خلال اليوم، وتناول الطعام الصحي

• التحدث مع الطفل عن مخاطر التنمّر على نفسية أقرانه، والدفاع عن نفسه وإخبار المعلمة والأهل في حال التعرض لمثل هذه المواقف

• على الوالدين بقاء الطفل في المنزل في حال الإصابة بالحرارة أو أحد الأمراض المعدية حتى يتعافى تماماً


صحيفة الخليج