قارب الموت ... تقرير زينات دهيني

قارب الموت ... تقرير زينات دهيني


ليست في بلاد الهند ، أنما في بحر سواحِل طرطوس السورية، قاربٌ يحمل في متنه مئة وسبعين (١٧٠)شخصاً يحملون أحلامهم ليغادروا وطننا لم يحافظ على حقوقهم يوماً ، ولكن البحر لم يكن كفيلا في حمايتهم بل زادهم خوفا ورعبا بعدما كان املهم بقارب النجاة من 

وطن الام التي لم تحتضنهم يوما . 


هجرةٌ غير شرعية أصبحت هي المخرج الوحيد رغم المخاطر التي سبَّبها الوضع الاقتصادي مع تكلفة الهجرة القانونية وللأن لم نرى شخصيات حكومية تتفاعل وتتحرك لهذا الامر . لذلك توحدت جنسياتهم ليحملهم القارب رغم اختلاف جنسياتهم التي كانت تحمل هويات لبنانية وسورية والفلسطينية جمعهم من أجل كرامة العيش لأنهم تعبوا من اوطاننا تآكلت وتدمرت ولم تنظر الى حالهم يوما .



فلم يعلموا أنها ستكون رحلتهم الاخيرة ليتوقف عقلهم عن الاحلام وليتوقف قلبهم عن حب المستقبل .لم يرحم البحر لا كبار ولا صغارا فلم يرحم قلب أمٍ تحترق على أولادها وأحفادها، لم يشفق على تلك الفتاة التي تبكي على امها،ولا على ذلك الطفل

 الذي رماه البحر جثة هامدة ً باردةً لا روحا لها .


وهذه ليس للمرة اللاولى ترى فيها أحلام تتلاشى وجثث مرمية في البحر انما ايضا في مدينة طرابلس حين نظم عشرات الاشخاص من مدينة طرابلس شمال لبنان انقذو في حينها ٤٠ شخصا وهو نصف الذين كانوا موجودين في القارب بينما كان يحمل ٨٠ شخصا في متنه .


واليوم تكرر المشهد لكن بمختلف الاشخاص والمدينة اليوم نرى بأن ام مصطفى المفجوعة بموت ابنها وأحفادها الثلاث فلم تصدق وبقت تردد عبارة " ما عم صدق ،ردولي ابني" وهنا حمَّلت الأم السلطة كامل المسؤولية ليرتفع صوتها المكسور وتقول " قتلوه مع اولاده ، هذا البلد 

"والمقصدو لبنان" هو من قتله .


هذا هو حالنا، سئمنا من العيش ونحن بعمر الشباب وهنالك من بعمر الوردة لكن تبقى الأم تسعى لخروج طفلها من وطن تعلم أن مستقبل ولدها سيكون مدفونا تحت اجنحة السلطةِ والفساد . هذا حال وطننا لم يحتضنا يوما حتى البحر غدر بهم مثل غدر وخيبة أملهم بحكومتهم التي كانت تشاهد شعبها يحارب كي يعيش في ارض تحمل الامن والحب والسلام.


تقرير: زينات دهيني