نقابة الصيادلة: “ينتفضون” في خدمة “الحزب”

نقابة الصيادلة: “ينتفضون” في خدمة “الحزب”

الكاتب: طوني كرم | المصدر: نداء الوطن

19 تشرين الثاني 2022

تستمرّ الإنتخابات النقابية في كشف تموضع بعض مجموعات «17 تشرين» إلى جانب «حزب الله». وهذا ما بدا جلياً، من خلال رفض هذه المجموعات، التنسيق أو التعاون مع قوى «14 آذار»، للتحالف مع «قوى الممانعة» في الجامعات والنقابات، كما يتّضح في استحقاق انتخابات نقابة الصيادلة المزمع إجراؤها نهاية الأسبوع المقبل في 27 من الشهر الجاري.


إذ يستعدّ صيادلة لبنان لانتخاب 5 أعضاء جدد: وهم عضو واحد لمجلس النقابة المؤلف من 12 عضواً، عضوان للجنة التقاعد المكوّنة من 6 أعضاء، وعضوان للمجلس التأديبي، وذلك بعدما شهدت النقابة في العام الماضي، إنتخاب نقيب و11 عضواً لولاية كاملة مدّتها 3 سنوات.


وإن كان التشديد على أهمية العمل النقابي وأخلاقيات المهنة، والسعي إلى المحافظة على كرامة الصيادلة وصورتهم المشرقة، هي القواسم المشتركة بين الشعارات التي يطلقها المرشحون، فإنّ اللائحتين المتنافستين تعكسان بشكل كبير العناوين والتوجّهات السياسيّة لكلٍ من لائحة «الأخلاق والعمل» المدعومة من تجمّع «نقابتي سندي» برئاسة النقيب الحالي جو سلوم، و»الأحزاب السيادية» أو قدامى «14 آذار» (مستقبل، إشتراكي، قوات لبنانية، وكتائب) ومستقلين وتسعى إلى المحافظة على احترام العرف واستعادة المناصفة ما بين المسيحيين والمسلمين في مجلس النقابة بعدما صار مكوّناً من 9 أعضاء مسلمين و3 مسيحيين… في حين تحظى لائحة «مهنتي مسؤوليتي» بدعم «الجمعية الإسلامية للصيادلة» في «حزب الله»، و»الصيادلة ينتفضون» الذين برزوا بُعَيْد «17 تشرين»، وهي تحاول إيصال مرشح «الحزب» إلى مجلس النقابة.


وتضم لائحة «الأخلاق والعمل» المرشحين: سيمونا صابات إلى مجلس النقابة، وماري غصوب ورائد سبسبي إلى لجنة التقاعد، وفيرا حيدر وبهيا فاضل إلى مجلس التأديب.


وتضم لائحة «مهنتي مسؤوليتي»: هاني ذياب إلى مجلس النقابة، وممدوحة الصديق وطانيوس فضول إلى لجنة التقاعد، وعباس بلوق وشادي نصرة إلى مجلس التأديب.


وتقاطعت آراء عدد كبير من الصيادلة على أنّ الأهميّة الكبرى لانتخابات النقابة، تكمن في تظهير التحالف العلني ما بين «ينتفضون» الذين رفعوا شعارات «17 تشرين» و»كلن يعني كلن» مع «حزب الله» وقوى «الممانعة»، ما يشير إلى أنّ نهج «ينتفضون» مكمّل لـ»حزب الله» وفق تعبيرهم!


وفي السياق، تساءل بعض الصيادلة عن الشعارات التي رفعها مرشح «ينتفضون» فرج سعادة في العام الماضي، والتي إرتكزت على مناهضة «الأحزاب» وانتقاد أداء وزير الصحة السابق، حمد حسن الذي سمّاه «حزب الله»، وذلك بعد الملاحظات على الدعم العشوائي للدواء التي قامت بها الوزارة والتي أنهكت الخزينة وساهمت في تهريب المزيد من الأدوية المدعومة إلى الخارج واحتكارها من قبل البعض الآخر، قبل أن يرتدّ هذا الدعم اليوم، بطريقة سلبيّة على المرضى في لبنان.


وتوقّفت جهات أخرى عند أهميّة الدور الذي تقوم به النقابة اليوم من خلال النقيب جو سلوم من خلال وضع سياسة دوائية شاملة بعيداً من بعض المصالح الضيقة للصيادلة في ملفات الأدوية ومع وزارة الصحة. وهذا ما شكّل القاسم المشترك بين غالبيّة الصيادلة الذين أكّدوا أنّ «الثورة» الحقيقيّة تكون في الإصلاح والوضوح في الخيارات بعيداً من التحالفات الظرفيّة مع الذين أخفقوا في إدارة شؤون ومصالح الصيادلة والذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على خيار الصيادلة في الإنتخابات، تحديداً بعد سقوط شعارات «الثورة» و»كلن يعني كلن» وبروز تحالفهم مع «حزب الله».