مصادر: لن يبقى في ميدان الرئاسة سوى قائد الجيش والبحث جارٍ على صيغة لترشحه

مصادر: لن يبقى في ميدان الرئاسة سوى قائد الجيش والبحث جارٍ على صيغة لترشحه

الكاتب: عمر حبنجر | المصدر: الانباء الكويتية

8 كانون الأول 2022

في حملته العنيفة على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بدا رئيس التيار الحر جبران باسيل كمن «يحاكي الجارة كي تسمع الكنة»، قاصدا شريكه في تفاهم مار مخايل، حزب الله من دون أن يسميه مباشرة، احتفاظا منه بخط الرجعة مع الحليف.

بالمقابل، التزم ميقاتي بالحكمة القائلة: «الصمت زين والسكوت سلامة»، وهو كان يتوقع ثورة غضب باسيل هذه بعد اجتماع حكومة تصريف الأعمال، إلى جانب يقينه بأن وريث العهد السابق بات بحاجة لثورة غضب تعيد تعويمه مع تياره على المستوى المسيحي خصوصا، مكتفيا بالتأكيد على أنه لن يدخل في اي سجال يزيد من التشنج القائم، في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها البلد.

في هذا السياق، نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استهدفته حملة باسيل ضمنا هو الآخر، «أن الوضع قابل للاحتواء»، داعيا إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى السجالات متوقعا أن يعمل الحزب على صيانة تفاهمه مع التيار.

المشكلة كبيرة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، لكنها لم تصل إلى حد الطلاق بعد، وقد لا تصل، تبعا لحاجة كل منهما إلى الآخر، فالحزب لا زال بحاجة إلى غطاء التيار وان خف وزنه، بعد خروج مؤسسه ميشال عون من القصر الجمهوري، والتيار ما فتىء بحاجة إلى وهج الحزب مهما تضاءل.

والعقدة عند رئاسة الجمهورية التي طالب باسيل بضرورة حسمها عبر مرشح جدي، معلنا في مؤتمره الصحافي أنه يعد العدة لتخطي خيار الورقة البيضاء، التي هي خيار حزب الله، وهو هنا يستدرج العروض من الحزب للتخلي عن ترشيح سليمان فرنجية، واعتماده بديلا عنه.

على ان اخطر ما قاله باسيل، حديثه عن اللامركزية الادارية والمالية، والتوجه نحو اعتمادها في لبنان، وكأنه يقول: اما انا رئيسا واما اللامركزية الادارية والمالية، اي تقسيم البلد.

وفي هذا السياق، دعا النائب اسعد درغام، عضو تكتل لبنان الكبير، الى اجتماع مسيحي يضم «التيار» و«القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب».

ولكن من سيلبي مثل هذه الدعوة، القوات التي رفضت اعادة فتح الخطوط مع التيار، رغم المراجعات الحثيثة منذ شهرين، وعبر تياريين منفتحين، كي لا يلدغ من الجحر مرتين، أم الكتائب التي نالها ما نالها من رزايا العهد السابق؟

المصادر المتابعة تحدثت عن قرار التيار بتأمين نصاب الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في مجلس النواب اليوم الخميس، مع ترجيح اعطائه ميشال معوض 10 اصوات متجاوزا الورقة البيضاء، وذلك ردا على مشاركة وزيري حزب الله وحلفائه، في جلسة الحكومة التي عقدت برئاسة ميقاتي.

وفي الوقت ذاته، باشر التيار اعداد مراجعة قانونية للطعن بمقررات مجلس الوزراء، الى جانب انضمام نواب التيار الى الكتل المسيحية المعارضة لتشريع الضرورة في مجلس النواب، في رد مواز على مشاركة نواب امل بالجلسة عينها، وبما يعطل عمل مجلس النواب فعليا.

المصادر المتابعة توقعت لـ «الأنباء» ان يعمل حزب الله على احتواء ازمته مع تيار باسيل، من خلال عدم تمسكه بسليمان فرنجية، الذي سعى له، دون ان يرشحه رسميا، كما ان فرنجية لم يترشح للرئاسة، ولم يرشحه أحد بعد.

وفي معلومات المصادر ان تفاهم مار مخايل سيستمر بين الحزب والتيار، بعد تطويره، بحيث يصبح التلاقي والتنسيق «بالقطعة» وبحسب المقتضى والحاجة.

وفي تقديرها انه لن يبقى في ميدان الرئاسة، سوى قائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث يجري الآن البحث عن صيغة لترشيحه، كونه لا يستطيع ان يرشح نفسه وهو في الخدمة العسكرية.

اما عن الثغرات القانونية، التي قد يثيرها البعض على خلفية الاستقالة المسبقة من الجيش، فجوابها عند سابقة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وهذا قد يتطلب تمديدا للفراغ الى بداية السنة الجديدة.

وطبقا لحسابات اولية، ترجح المصادر حصول عون على ما فوق 100 صوت من اصل 128 صوتا نيابيا، بعدما أحصت الجهات المهتمة بالأمر موافقات معظم الكتل النيابية، بما فيها كتلة الوفاء للمقاومة وحلفائها، بعد اكتمال الحلقة الدولية والاقليمية، التي ترى في العماد جوزاف عون خشبة خلاص لبنان، في هذه المرحلة من تاريخه.

البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي التقى الملك عبدالله الثاني في الأردن أمس، قبل ان يعود الى بيروت، تحدث متوجها الى المسؤولين اللبنانيين قائلا: لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، ولا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي ولا ألا تنتخبوا رئيسا للجمهورية.

وأشار الراعي الى ان المقاومة التي على الشعب اللبناني ان يبديها، هي عبر الصلاة والتمسك بالعيش المشترك والبقاء على الأراضي اللبنانية والمقاومة بالرجاء، آسفا من جهة اخرى لأن السياسة تمنع المسيحي اللبناني من زيارة الاراضي المقدسة، التي منها انطلقت هويتنا.