لماذا لم يعد ملف محاربة الفساد أولوية؟!

لماذا لم يعد ملف محاربة الفساد أولوية؟!

كتب سعد فواز حمادة


مما لا شك به ان لبنان يمر بمرحلة جدا عصيبة. على الرغم من الكثير من اللغط في ملف مكافحة الفساد الذي لم يؤتي أوكله، ولم ينتج عنه سوى مماحكات كادت ان تتحول الى حرب سجال، على الرغم من الاستنزاف الحاصل في مدخرات الدولة ووضعها المالي الذي اصبح القاصي والداني يدركه.

عند انعقاد مؤتمر سيدر لدعم لبنان، وحسب احد المراقبين، فقد تم مناقشة جدوى الاستدانة وكيفية إيفاء لبنان بإلتزاماته!

وقد كان هناك اجماع بدخول الاقتصاد اللبناني مرحلة (الجوجلة)، وهو ما يعتبر حسب سلم اولويات الدول المانحة عدم الثقة والمقدرة في التسديد، وهذا ما اعتبره الخبراء الاقتصاديين بمثابة دق ناقوس الخطر.

الشروط المستحيلة:

لا شك ان المجتمع الدولي والدول المانحة ايقنت ومن خلال باريس 1 و2، انه لا بد من انتفاضة حقيقية لنظام استدانة أتبع خلال عشرين عام، كانت نتيجته كارثية! واستنزفت من خلاله ميزانية الدولة واصبحت تنوء بأحمال الفائدة المتراكمة وتعاظم الدين العام.

الشرط الاول:

تفكيك منظومة الفساد واعادة هيكلة النظام المالي برمته، مع وقف مزارب الهدر والنفقات..

الشرط الثاني:

أيجاد فرص عمل وانتاجية يستطيع لبنان من خلاله، ايفاء ما يطلب منه في المستقبل القريب وخصوصا تلك الاموال المتراكمة عليه...

الدخول في النفق.

تشكيل الحكومة كان بمثابة الخطوة الاولى للسير في تلك المطالب، وقد شكلت بعد اكثر من تسعة أشهر من المماطلة ولكن احكام الضرورة استوجبت تأليفها وبأسرع وقت ممكن..

عندما طرح ملف الفساد أيقن الجميع مدى المأزق وما يواجهه الاقتصاد المنهك والذي بتركيبته الحالية لا يستطيع الخروج من نفق مظلم نتيجة تراكمات وسياسات نقدية خاطئة وغير مدروسة.

لا شك ان ليس هناك من عصا سحرية تستطيع وبفترة وجيزة ان تقتلع هذه المنظومة المتجذرة منذ عقود.

فمنظومة الفساد هذه مستعصية عن التفكيك ولا جدوى من محاربتها.. سوى بإيجاد بديل شفاف يأخذ زمام المبادرة، ويكون له رؤية مختلفة جذريا عن سابقاتها، وخصوصا في مجال منظومة المصارف وادارة اموال الدولة..

الدعسة الناقصة..

استشعر الجميع من عقم العلاج طالما العقيم هو من يعالج الداء..

فصرف النظر عن هذه الاولوية ووضعت في ادراج عفنة كما سابقاتها...

حتى الشرط الثاني لا يمكن تنفيذه، فإيجاد فرص عمل يتطلب دعم وجهود جبارة وخطط تنموية لا شك انها بعيدة المنال في المدى المنظور...


ولا شك سنرى (سيدر2) ...