تطوير الذات: د. رانيا الهاشم

تطوير الذات: د. رانيا الهاشم

حقيقة سيكولوجية قد تغيّر نظرتك عن نفسك! إلى وقت قريب كان يُعتقد أن علم النفس والفلسفة يسيران جنبًا إلى جنب، حتى سبعينيات القرن التاسع عشر عندما أصبحا علمين منفصلين ومستقليّن. ومنذ ذلك الحين بدأت تتكشّف لنا حقائق صادمة عن علم النفس، ومعلومات مذهلة عن النفس البشرية التي أثبتت الدراسات مدى تعقيدها وتداخل مكوّناتها وعناصرها. في مقال اليوم سنلقي الضوء على بعض الأنماط التي تلاحظها في نفسك والآخرين، بدءًا من سبب اعتقادك أن مذاق الطعام يكون أفضل عندما يصنعه شخص معين إلى سبب رؤيتك أحيانًا لبعض الوجوه البشرية المألوفة في أشياء غير حية كالغيوم مثلاً.  

 إذا كانت لديك خطة بديلة فمن غير المرجح أن تنجح خطتك الأصلية في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل ألا تكون مُطمئنًا للنتائج بدرجة كبيرة، فعامل الشعور بالخطر يُعتبر من أهم الأسباب التي تدفعنا لتحري الدقة وتجنب الوقوع في الأخطاء. في سلسلة من التجارب أجرتها جامعة بنسلفانيا، وجد الباحثون أنه عندما فكر المتطوعون في خطة احتياطية قبل بدء مهمّة معيّنة، فإن أداءهم كان أسوأ من أولئك الذين لم يفكروا في أي خطة بديلة. كما أنّهم وحينما أدركوا أن لديهم خيارات أخرى، انخفض دافعهم للنجاح بشكل كبير مُقارنةً بالمتطوعين الذين لم يكن لديهم أي خيارات.وعليه، يؤكد الباحثون أن التفكير في المستقبل فكرة جيدة، ولكنك قد تحقق نجاح اكبر اذا بقيت على الخطة الاولى دون خطة بديله

  يكون الخوف مصدر للسعادة في بعض الأحيان عندما تشاهد فيلمًا مخيفًا أو تجرب إحدى الألعاب الهوائية في مدينة الملاهي، يفرز دماغك حينها كميات من الأدرينالين بالإضافة إلى الإندورفين والدوبامين وهي هرمونات مسؤولة عن السعادة. صحيح أنّك تكون خائفًا حينها، لكن عقلك يدرك تمامًا أنّك لستَ في خطر حقًا، وبالتالي فهو يُبقي على هذا الهرمونات عند 

المستوى الطبيعي، الأمر الذي بدوره يجعلك تشعر 

 بالإثارة .

التثاؤب

   السبب الذي يجعلك تتثاءب حينما ترى شخصًا آخر يتثاءب؟ لازال السبب وراء التثاؤب بحدّ ذاته غامضًا، وكذلك الحال فيما يتعلّق بكونه معديًا، لكن بعض العلماء يعتقدون أنّ التثاؤب عند رؤية الآخرين يتثاءبون ما هو إلاّ وسيلة لزيادة الترابط والتواصل مع أفراد الفصيلة نفسها (عند الحيوانات) وكذلك الحال عند البشر. قد يبدو هذا التفسير سخيفًا في يومنا هذا، لكن، ربّما كانت تلك وسيلة تواصل حقًا. 

- يميل البشر إلى التأثر بمأساة شخص واحد أكثر من التأثر بمأساة مجموعة في دراسة أخرى أُجريت بجامعة بنسلفانيا، قام الباحثون بعرض حالة لإحدى المجموعات عن فتاة صغيرة كانت تتضور جوعًا حتى الموت، بينما عرضوا لمجموعة أخرى إحصائيات تخص ملايين الأشخاص الذين يموتون من الجوع، وأخيرًا عرضوا لمجموعة ثالثة كلتا الحالتين. تبرع الناس في التجربة عندما سمعوا عن معاناة الفتاة الصغيرة بأكثر من ضعف ما تبرعوا به عندما سمعوا عن معاناة ملايين الأشخاص، وحتى المجموعة التي سمعت عن مأساة الفتاة في سياق المأساة الأكبر تبرعت بأقل من ذلك. يعتقد علماء النفس أننا مجبرين على مساعدة الشخص الذي أمامنا، ولكن عندما تبدو المشكلة كبيرة جدًا، فإننا نرى أن دورنا الصغير لا يفعل الكثير مما يقلل الحافز لدينا للمساعدة. :الإيجابية السامة: لماذا قد يصبح التفاؤل أمرا سيئا؟  

 مقابل كلّ أفكار إيجابية تمتلك أدمغتنا ما يسمى بـ "التحيز السلبي" الذي يجعلنا نتذكر الأخبار السيئة أكثر من الجيدة، ولهذا السبب تنسى سريعًا أن زميلك في العمل أثنى على عرضك التقديمي، لكنك تستمر في التفكير في إهانة تعرضت لها من أحد الأشخاص. يقول علماء النفس أنّك بحاجة إلى خمسة أشياء إيجابية مقابل كلّ شيء سلبي واحد لكي تشعر بالتوازن في حياتك. هذا يعني أنّ كمّ الأشياء الإيجابية في حياتك أكثر بكثير من الأشياء السلبية ألا تعتقد ذلك؟! 

 - مذاق الطعام أفضل عندما يصنعه شخص معين هل تساءلت يومًا عن سبب تفضيلك لمذاق هذه الشطيرة التي تتناولها في المطعم عن تلك التي تصنعها في المنزل، حتى لو كنت تستخدم نفس المكونات؟ السبب وراء ذلك بسيط، فإعداد وجبةٍ لنفسك يتطلبُ منك الوقوف طويلًا على تجهيزها وتحضيرِها وطهيها، مما يقلّل من قابليتك وشهيّتك للطعام، وبالتالي لن تشعر جيدًا بمذاقها عند أكلها. 

  يفضل العقل معرفة الأسوأ على أن يجهل المستقبل وجد بعض الباحثين أنه من الأقل إرهاقًا للعقل البشري معرفة أن شيئًا سلبيًا على وشك الحدوث من عدم معرفة ما الذي سيحدث على الإطلاق. على سبيل المثال، نفضل معرفة أنّنا لن ننجح في الحصول على وظيفة معيّنة من أن نستمر في التفكير في أنّ هنالك احتمالاً ولو ضئيلاً في أن يتمّ قبولنا. السبب في ذلك هو أنّ الجزء من الدماغ الذي يتنبأ بالعواقب - سواء كانت جيدة أو سيئة - يكون أكثر نشاطًا عندما لا يعرف ما يمكن توقعه. بمعنى آخر، حدوث الأسوأ أقل تأثيرًا وإرهاقًا للعقل من انتظار المجهول. 

واخيرا مهما كان تفكيرك لا بد من الإشارة ان العقل يتغذى على افكارنا فمهم جدا ان نراقب مشاعرنا واحساسينا وتفكيرنا لانها ستصبح نمط حياتنا لذلك من الأفضل ان نبرمج عقلنا على العادات الصحيه والتفكير الايجابي واعلم انك اولا وآخرا بشر لك  

احاسيسك ومشاعرك 

منقول