التوحد بمرحلة المراهقة.. هل تلاحظون هذه العلامات على أولادكم؟

التوحد بمرحلة المراهقة.. هل تلاحظون هذه العلامات على أولادكم؟

التوحد ليس بمرض أو إضطراب أو حالة نفسية، بل إعاقة تلازم الطفل منذ صغره. وتعتبر بعض المدارس النفسية أنّ الطفل يُخلق مصاباً بالتوحد. ويؤدّي التوحد إلى عدم إستيعاب الدماغ للمعلومات الحياتية وعدم معالجة الأمور والمشكلات وتحليلها. كما يمكن أن يؤدّي إلى إضطرابات إجتماعية بسبب عدم القدرة على التواصل مع الآخرين. ولكن هذا لا يعني بأنّ الطفل المصاب بالتوحد لا يتواصل مع أهله أو أصدقائه، بل لديه طريقته الخاصة للتواصل. وككل سنة، يُعتبر شهر نيسان شهر التوعية عن التوحّد. ولكن ماذا عن المراهق الذي يعاني من التوحد؟ كيف يمكن التعامل معه؟ وهل سمات التوحد موجودة أيضاً عند المراهقين؟

يصيب التوحد الذكور أكثر من الإناث بمعدل أربعة ذكور إلى أنثى واحدة ويؤدّي إلى اضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي. لذا نجد أّنّ الشخص المصاب بالتوحد يعاني من صعوبات جمة في مجال التواصل اللفظي وغير اللفظي.


وعدم القدرة على التواصل يمكن أن يؤدي إلى عدم التفاعل الاجتماعي مع عائلته أو أقرانه وصولاً إلى صعوبات في ممارسة النشاطات الترفيهية.


والتوحد حالة نفسية تستمر لمدى العمر، فهي ليست فقط موجودة عند الأطفال وتختفي خلال عمر المراهقة، بل تستمر طوال حياة الشخص. إنّ المتابعة النفسية والسلوكية والإجتماعية إذاً أساسية في حالة التوحد.


التوحّد والنقاط المشتركة


حتى يومنا هذا، لم تظهر دراسة علمية أكدت أسباب التوحد بشكل قاطع. ولا تزال هناك أبحاث يقوم بها علماء جاهدين لتفسير أسباب هذا الاضطراب.


ويعتبر الطب وعلم الوراثة أنّ التوحد سببه جيني أو خلل عصبي ووظيفي في الدماغ، كما يعتبران أنّ التوحد قد يكون بسبب إصابات في الدماغ قبل أو بعد الولادة.


وهناك فرضيات أخرى لظهور التوحد ومنها: فرضية نقص الفيتامين «أ» وفرضية الاستعداد الجيني وفرضية التلوث البيئي.


أمّا بالنسبة لعلم النفس التحليلي، فإنه يعتبر أنّ التوحد سببه نفسي ـ عائلي. لكن هذه الفرضيات كلّها لا تساعدنا على الجزم بصورة قاطعة السبب الرئيسي للإصابة بالتوحد.


إنّ هناك نقاطاً مشتركة بين جميع الأشخاص الذين يعانون من التوحد، ونذكر منها:


• سلوك متكرّر كتكرار كلمات أو جمل

• تكرار حركات في أيديهم أو في جس مهم


• اللعب بلعبة معينة على شكل سيارة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، كاللعب فقط بإطارات السيارة من دون محاولة الانتقال إلى لعبة أخرى

• سلوك عدواني تجاه الغير أو تجاه الذات أحياناً


• عدم القدرة على التواصل بشكل طبيعي وسوي


والجدير بالذكر أنّ التخلّف العقلي لا يترافق مع التوحد، أي ليس كل مراهق يعاني من التوحد، يعاني أيضاً من التخلّف العقلي.


الشاب المراهق والتوحد وكيفية التواصل معه؟


يساعد التواصل الإجتماعي من خلال إرسال رسائل «شفهية أو كتابية أو حركية» في معرفة «طلب» الآخر كمساعدة أو مشاركة فكرة... ولكن عند المراهق الذي يعاني من التوحد، هذا التفاعل، في غالب الأحيان، غير موجود. فنجد صعوبات كبيرة في الإكتراث للأحاديث بين أقرانه أو بين مختلف أفراد عائلته.


ودور الأهل والمؤسسة الرعائية أساسي لتعزيز التفاعل والتواصل الإجتماعي عند المراهق المصاب بالتوحد.


ومن أهم النقاط التي يجب مراعاتها خلال التعامل مع المراهق المتوحد:


1- الإبتعاد عن الغضب والشعور بالحزن بسبب حالة طفلكم. وطبعاً من الصعب تقبّل الواقع دفعة واحدة خصوصاً حين يقارن الأهل طفلهم مع أطفال آخرين. ولكن الذي يجب معرفته هو أنّ الشاب المتوحد هو كباقي الشباب لديه مشاعر وأحاسيس وحاجات يجب أخذها بعين الإعتبار.


2- عدم الشعور بالذنب والخجل واليأس، بل تقبّل الواقع كما هو. وطبعاً الوقت كفيل لإظهار السمات الإيجابية مهما كانت ضئيلة وصغيرة عند المراهق المتوحد.


3- طلب المساعدة من الأخصائيين النفسيين للدعم النفسي ويمكن الاستفادة من تجارب وخبرات العائلات الأخرى التي لديها مراهق مصاب بالتوحد أيضاً.


4- طلب المساعدة من المربين والمؤسسات الاجتماعية للتدريب وتعليم طرق تساعد الأهل على التأقلم مع ولدهم المراهق المصاب بالتوحد.


5- تفهّم متطلبات المراهق المتوحد والرد على حاجياته. وطبعاً العمل على سلوكياته للتأقلم الإجتماعي المناسب.


التعامل مع المراهق المتوحّد


هناك بعض الملاحظات الذهبية للتعامل مع الشاب المراهق المتوحد وهي:


• يجب الاستماع إلى المراهق المتوحد أو محاولة فهم ما يقصده، فالاستماع إلى ما يعبّر عنه بطريقة مباشرة عبر الكلام أو غير مباشرة عبر إشارة بالإصبع يساعد في فهم مطلبه


• إستعمال الصور وإشارات الإصبع والإشارات الحركية والإيمائية عند المراهقين المتوحدين الذين لا ينطقون أبداً


• إنتظار ما يريد المراهق المتوحد أن يعبّر عنه، ما يتطلب الصبر في بادئ الأمر، ويجب إعطاء الوقت والفرصة الكافيَين لفهمه


• مشاركة المراهق المصاب بالتوحد في الحياة اليومية للعائلةـ ما يعزّز شعوره بالإنتماء كما ينمو التواصل المباشر أو غير المباشر بين الطرفين


• عدم كثرة الكلمات والجمل الطويلة، بل يجب أن تكون الكلمات بسيطة والجمل قصيرة


• يجب معرفة كيفية مراقبة المراهق المصاب بالتوحد للإجابة على متطلباته 

الجمهورية