“بوصلة” استحقاق الرئاسة: هل تُحدِّد ترشيحات جديدة؟
الكاتب: مجد بو مجاهد | المصدر: النهار
16 آذار 2023
انتقلت قوى سياسية في مجالسها الخاصة إلى مرحلة البحث عن أسماء جديدة للرئاسة الأولى، بعدما تظهّر لها غياب قدرة مرشّحين أساسيين على بلوغ “قصر الاستحقاق” نتيجة صعوبة حيازة 65 صوتاً أقلّه. ولوحظ التداول في كمّ عدديّ كبير من الشخصيات التي تُطرَح في الكواليس على سبيل الاقتراح أو الأمثلة، كنماذج موضوعة “بروفايلاتها” على طاولة الاطّلاع والاستفكار لا أكثر حتى اللحظة. وهناك من لا يقلّل من جديّة الفرصة التي يمكن أن تُتاح لأسماء غير متوقعة في برهة مفاجئة، خصوصاً إذا استمرّت حال المراوحة مع مرشّحي المحاور المتقابلة. وقد ضُخّت عشرات المقترحات في صالونات سياسية خلال الأسبوعين الماضيين، وهي في غالبيتها تشكّل أسماء يقرأ داعموها أنها خارج سياق مرشحي التحدي. ويستمرّ تَماسُك حظوظ عددٍ من الترشيحات غير المعلنة وفي طليعتها اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي يشير مؤيّدون لـ”رئاسته” إلى أنّه لا يزال “الاسم الثابت” على الجدول الترشيحيّ، ويستمرّ كذلك حتى انتخاب رئيس جديد. ويعني ذلك، أن اسمه يستمرّ المنافس الأساسي على منصب رئاسة الجمهورية حتى انتخابه رئيساً أو انتخاب شخصية أخرى.
وثمة أجواء مستجدة ومتناقلة على نطاق أوساط سياسية فحواها أن “التيار الوطني الحرّ” إذا خُيّر في مرحلة نهائية بين جوزف عون وسليمان فرنجية، سيتّجه بعض النواب داخل تكتّله إلى الخيار الأول نظراً إلى أسباب معنوية، وفي اعتبار أن قائد الجيش أقرب في المنحى العام والطبيعي من المرشح الثاني. وأبعد من ذلك، فإن الأوساط السياسية ذاتها تتحدّث عمّا تسميه البعض القليل من المرونة التي يمكن أن تبديه رئاسة “التيار الحرّ” في اتجاه “رئاسة” قائد الجيش مقارنة مع وصول فرنجية إلى القصر الجمهوري، مع إشارتها إلى أن الخيارين يتّسمان بصعوبة مطلقة ورفض واضح بالنسبة إلى النائب جبران باسيل، لكنّ السؤال يتمثّل في فحوى الخيار الذي سيكون متّخذاً من قبله إذا اقتصرت الترشيحات النهائية على “ترشيحين غير مرغوبين” بالنسبة له. إلى ذلك، ووفق معطيات “النهار”، عُلم أنّ مؤشّرات طرح اسم الوزير السابق جهاد أزعور تقدّمت نسبياً في كواليس عدّة خلال الأسبوعين الماضيين، وهناك استعدادٌ للنقاش به من بعض الأطراف السياسية، مع الإشارة إلى أنه يشكّل اسماً من ثلاثة أساسية طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. ويلقى هذا الاسم قبولاً ظاهرياً على مستوى “التيار الحر”، لكن هناك تساؤلات تحيط قراءة مراقبين في تكتلات نيابية معارضة حول مدى قابليّة وجديّة السير باسم أزعور من رئاسة “التيار” اذا تصاعدت أسهمه؛ وماذا عن الأرضية التي على أساسها ستنطلق منها لدعم ترشحيه؟ وهل يمكن لهذا الاسم أن يلقى قبولاً على نطاق تكتلات محور “الممانعة”؟
حتى الآن، تتلقّف تكتلات المعارضة معطيات مشيرة إلى تمسّك “الثنائي” في ترشيح فرنجية ولم يصل إلى مرحلة النقاش المبدئي في مرشح يشكّل تقاطعاً أو توافقاً بين الأفرقاء. وليس في الامكان الحديث عن انتقال إلى مناقشة أسماء جديدة في الأسابيع القليلة المقبلة على الرغم من تداولها ظاهرياً، سوى بُعَيد اقتناع “حزب الله” في لزوم طيّ صفحة مرشحي التحدي خصوصاً أنه بات واضحاً للقوى السيادية أن ترشيح فرنجية لا آفاق حقيقية له. وأبعد من ذلك، فإن بعض النواب السياديين يقرأون أن “حزب الله” طرح فرنجية ليس لايصاله إلى الرئاسة بل تمهيداً لإعلان عدم القدرة على إيصاله وتحضيراً للانتقال إلى التفاوض على أسماء مرشحين آخرين بعدما كان ترشيحه معلوماً على الرغم من عدم إعلانه رسمياً في مرحلة سابقة.
في سياق آخر، وعلى نطاق الاجتماعات المكثفة التي عقدها المطران أنطوان أبو نجم في الأيام الماضية مع المرجعيات المسيحية، فإن المعطيات التي استقتها “النهار” تشير إلى تعبير قوى سياسية عن “باقة” من الأسماء التي تقترحها أو لا تبدي اعتراضاً على القبول بها ودعم ترشيحها للرئاسة الأولى. لكن، أسماء هذه الشخصيات التي نوقشت على سبيل الامثلة ستبقى كذلك ولن تتحوّل إلى “ورقة رسمية” أو “لائحة ترشيحية” لأنّ بكركي ترفض الدخول في تزكية الأسماء أو تحديدها، رغم أنّ هناك أسماء تناقش ومنها لم يُعلَن عنها، لكن استكمال المبادرة التي يقودها المطران أبو نجم سيعتمد في النهاية على الانطلاق من المؤهلات الضرورية للرئاسة والعمل على تقريب وجهات النظر بين القوى والتكتلات المسيحية كهدف أساسيّ.