لحراك بخاري والموقف السعودي دلالات معبّرة والرئيس سيعبر من اتّصالات حول قمّة الرياض

لحراك بخاري والموقف السعودي دلالات معبّرة والرئيس سيعبر من اتّصالات حول قمّة الرياض

الكاتب: وجدي العريضي | المصدر: النهار

5 ايار 2023


تستأثر حركة السفير السعودي وليد بخاري باهتمام لافت، ولا سيما بعد عودته من الرياض وما يحمل معه من معطيات وربما كلمة السر، فضلاً عن توقيت العودة وأهميتها في ظل تطلع القوى السياسية لمعرفة موقف المملكة من الاستحقاق وما بينهما من تساؤلات مدوّية بما معناه هل هناك من فيتو سعودي على رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، وهل من مرشح جديد أو اسم ما في جيب البخاري؟


لكن مصادر سياسية ديبلوماسية مقرّبة ومواكبة لحراك السفير السعودي تؤكد لـ”النهار”، أن ثوابت ومسلمات المملكة هي عينها، ولذا لم يحمل بخاري أي جديد سوى تأكيد ما سبق أن أعلنته المملكة من مواصفات، وقال لمن التقاهم في الساعات الماضية بشكل دقيق: يجب انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، وأن يحظى بتوافق كل اللبنانيين للنهوض ببلدهم، والسعودية التي لم يسبق لها لا ماضياً ولا حاضراً أن غاصت وتدخلت في الشؤون الداخلية والزواريب الضيقة لم تسمِّ أي شخصية للرئاسة، بل ثمة مواصفات واضحة لم تتبدّل أو تتغيّر، تحدثت عنها مراراً ولا سيما أن السفير السعودي شارك في معظم اللقاءات مع الفرنسيين، وهذه اللاءات التي أعلنتها الرياض في كافة الاجتماعات التي جرت أكان في اللقاءات الثنائية في باريس أم ضمن اللقاء الخماسي.


في السياق، يقول مرجع سياسي بارز في مجالسه إنه يرى البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميركية بشأن الاستحقاق الرئاسي هو الأبرز ومن حسم كل الخيارات ووضع الأمور في نصابها وأضحى خريطة طريق للانتخابات الرئاسية ولـ”بروفيل” الرئيس العتيد وسوى ذلك مضيعة للوقت، مؤكداً أن توقيت حركة السفيرة الأميركية دوروثي شيا عشيّة البيان وبعده لكن كان لتبليغ من يعنيهم الأمر أنه خارج لاءات هذا البيان ليس على أي طرف أن يتهوّر ويفعل ما يشاء خارج هذا الإطار، وذلك ما قيل تحديداً لرئيس مجلس النواب نبيه بري أكبر المتحمسين ومن كان أول من أعلن ترشيح صديقه فرنجية. وفي المحصلة فإن بيان الخارجية الأميركية يتماهى ويتناغم بشكل كبير وواضح مع المسلمات التي أشارت إليها السعودية حيال الاستحقاق الرئاسي، ويحمل أيضاً شيئاً ما من روحية البيان الأميركي – الفرنسي – السعودي المشترك وإعلان جدّة، إلا أن الطامّة الكبرى تمثّلت بعدم قراءة باريس للواقع اللبناني الراهن، وكل ما يحيط بالاستحقاق الرئاسي بصلة، وربطاً بما حصل في العهد السابق على الرغم من أن فرنسا لها باع طويل في السياسة اللبنانية وكل ما يحيط بها، ولهذه الغاية وبعد البيان الأميركي وثبات السياسة السعودية في لبنان والمنطقة ولاءاتها تجاه الاستحقاق الرئاسي، ذلك ما أدّى الى إعادة قراءة المسؤولين الفرنسيين لهذا الواقع والظروف الراهنة سياسياً ورئاسياً في لبنان.


ولعل التقارب السعودي – الإيراني، والخليجي – السوري، كل هذه المسائل بدّلت من تصلّب باريس من دعمها لفرنجية الأمر الذي تمثل بمواقف الأطراف الأساسية على الساحة الداخلية تحديداً “حزب الله” من خلال ما أشار إليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، عندما تحدث عن استعداد الحزب للحوار، بمعنى أنه ما بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لبيروت ليس كما قبلها وذلك ما بعد عودة السفير بخاري من الرياض، فالأمور آخذة بالتفاعل على ضوء توغله في كل المقارّ الرئاسية والسياسية والروحية.


وقد تكون “تغريدة بخارية” كافية لقراءة حصيلة لقاءاته وجولاته حيال ترقّب الكثيرين ما ستفعله السعودية رئاسياً. وعوداً على بدء فإن حقيقة وخلفيات حراك السفير بخاري وموقف بلاده من الاستحقاق الرئاسي ووفق المعلومات المؤكدة لا تحتاج الى “حزورة” أو فك الألغاز، بل وفق المقربين موقف الرياض لم يتبدّل ولم يتغيّر وذلك لا يحتاج الى أيّ ضجيج، وتالياً إن الأجواء تشير الى أن السفير السعودي أبلغ المعنيين كل تفاصيل موقف بلاده وهم في الأجواء ولا يعني ضرورة إثارته في الإعلام وليقرأ الجميع قمّة الرياض خلال الأسبوعين المقبلين التي ستكون مفصلية عربياً وإقليمياً، وفي غضون ذلك سيكون الاستحقاق الرئاسي معبراً أساسياً من خلال هذه القمة ربطاً بما يسبقها من اتصالات ولقاءات ومن ضمنها جولات السفير بخاري…