“لا تستطيع إسرائيل وحدها توجيه ضربة إلى إيران”!

“لا تستطيع إسرائيل وحدها توجيه ضربة إلى إيران”!

“لا تستطيع إسرائيل وحدها توجيه ضربة إلى إيران”!

الكاتب: سركيس نعوم | المصدر: النهار

22 ايار 2023


تحدّث المسؤول المهم في منظمة يهودية أميركية مهمتها الرسمية العمل المستمر للمحافظة على مصالح إسرائيل من خلال متابعة الوضع داخل الولايات المتحدة شعباً وإدارة وكونغرساً وإعلاماً، تحدّث عن التظاهرات الشعبية المستمرة في إسرائيل إحتجاجاً على السياسات القضائية لنتنياهو، قال: “التظاهرات الشعبية التي شهدتها إسرائيل ضد نتنياهو ولا تزال تشهدها أكبر حجماً من التظاهرات التي نفّذها مؤيّدون يمينيون له وبطلب شخصي منه.


فهو يريد السلطة والحكومة لأنه يرغب في منصبه رئيساً لها واستطراداً لأنه يسعى وبكل قوة لمنع إدخاله الى السجن بعد الإتهامات التي وجّهها إليه القضاء والتي قد تصدر أحكام بالسجن عليه”. سألت: ماذا عن إيران والمفاوضات الأميركية معها لإحياء الإتفاق النووي الذي سحب الرئيس السابق ترامب بلاده منه؟ وماذا ستفعل إسرائيل حيال المفاعلات النووية الإيرانية ولا سيما بعد الإخبار الكثيرة المتسرّبة عن نجاح إيران في تخصيب الأورانيوم بدرجة عالية قد تسمح لها خلال وقت قصير بالوصول الى النسبة التي تؤهّلها لصنع سلاح نووي؟ أجاب: “هل تفاوض أميركا إيران على إتفاق نووي جديد يشمل الى النووي الصواريخ الباليستية التي صنعت منها أي إيران كميات مهمة وبأنواع عدّة أم أن هدفها من التفاوض هو إحياء الإتفاق الأول الذي وُقّع عام 2015؟ الحقيقة لا جواب واضحاً لدي عن هذا السؤال.


لا تستطيع إسرائيل الآن وحدها شنّ عملية عسكرية لضرب المفاعلات النووية الإيرانية لأنها تحتاج أو ستحتاج الى أمور عدة منها الطائرات القادرة على تزويد مقاتلاتها الجوية بالوقود جواً ولا سيما في أثناء عودتها الى بلادها بعد تنفيذ الضربة. وهي تريد طائرات كهذه من أميركا أو بالأحرى تريد أن تشترك أميركا معها في الضربة النووية العسكرية لإيران كي تنجح في إنجاز مهمتها”. قلتُ: دعني أذكّرك بما قاله الرئيس الأسبق باراك أوباما لنتنياهو قبل إنتهاء ولايته الأولى بقليل عندما كان الثاني يحاول إقناعه بالقيام بضربة عسكرية مشتركة بين بلاده وإسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية.


يومها رفض أوباما بحزم هذا الإقتراح ثم قال لرئيس الحكومة الإسرائيلية “نحن لن نشترك معكم في الضربة وأنتم تستطيعون القيام بها لوحدكم. لكن عليك أن تتذكر أن طائراتكم ستكون في حاجة إلينا في طريق العودة الى إسرائيل بعد تنفيذ المهمة لكنها لن تجدنا”. نتيجة لذلك وهذا أمر تعرفه أنت جيداً غضب نتنياهو وقرّر “إسقاط” أوباما في الإنتخابات الرئاسية لولايته الثانية. فخاض معركته ضده داخل أميركا وحتى في الكونغرس الذي صفّق له بغالبيته وقوفاً، لكنه أخفق إذ فاز أوباما وعاد هو خائباً الى بلاده إسرائيل. علّق: “ستُصبح إيران دولة نووية أي تمتلك المعرفة والمواد التي تحتاج إليها لتصنيع سلاح نووي إذا شعرت بل إذا تأكدت من حاجتها إليها”.


سألت: لماذا لا توقّع أميركا إحياء الإتفاق النووي مع إسرائيل؟ أجاب: “الرئيس الأميركي بايدن يريد ذلك في رأي إسرائيل. وهو لا يوقّعه الآن أو ربما لن يوقّعه لأن فيه أموراً غير مقبولة منه، أو لأنه يرى الظرف غير مناسب لتوقيعه. في أي حال غالبية شعب إيران لا تريد النظام الإسلامي الحاكم فيها”.


علّقت: قد أكون من رأيك في هذا الموضوع. لكن في الموضوع النووي أعتقد أن غالبية الإيرانيين الإسلاميين وغير الإسلاميين ترغب وبقوة في أن تصبح بلادها نووية. ويسري ذلك حتى على إيرانيين “الدياسبورا” أي الذين هاجروا أو بالأحرى هربوا لرفضهم إسلامية النظام. وأنتم في أميركا تستطيعون معرفة ذلك بدقة بإجراء استطلاع رأي علمي وشامل حول هذا الموضوع للإيرانيين المقيمين في بلادكم سواء الحائزين منهم على جنسيتها أو على إقامة دائمة فيها أو حتى المقيمين فيها بصورة غير شرعية. انتقل الحديث بعد ذلك الى السياسة الفلسطينية لنتنياهو وحكومته فأعرب المسؤول المهم نفسه في منظمة يهودية أميركية مهمتها الرسمية الدفاع عن إسرائيل عن “خشيته” من إقدام حكومته التي تضم أكثر الأحزاب الإسرائيلية اليمينية تطرّفاً على تنفيذ عملية “ترانسفير” لفلسطينيي الضفة الغربية أي عملية ترحيل ولكن ربما بأسلوب مختلف عن “الترانسفير” الذي سبق قيام الدولة عام 1948.


إنتقل الحديث أخيراً الى عملية “مجدو” التي تقول إسرائيل أن منفّذها تسلّل الى أرضها من لبنان مستعملاً “سلّماً”، وقد أيّده المسؤول المهم رغم عدم وجود دليل واضح على ذلك. فعلّقت أن لا مصلحة لـ”حزب الله” في القيام بعملية في هذه المرحلة، ورجّحت أن يكون منفّذ العملية من فلسطينيي 1948. ولهذا السبب كما لأسباب أخرى امتنعت إسرائيل عن الرد. سأل أخيراً المسؤول اليهودي الأميركي نفسه: “لماذا قبل “حزب الله” ترسيم الحدود البحرية بين بلاده أي لبنان وإسرائيل؟” أجبتُ: لأن لبنان في حالة إقتصادية بالغة الصعوبة وهو في حاجة الى إستغلال ثروته النفطية والغازية البحرية في حال وجودها لتحسين أوضاعه.


ماذا في جعبة مسؤول مهم وكبير في أوسع وأهم تجمّع للمنظمات اليهودية الأميركية مركزه الرئيسي في نيويورك؟ تحدث بداية عن المملكة العربية السعودية، قال: “هناك إنطباع هنا أي داخل أميركا أن ولي العهد فيها الأمير محمد بن سلمان صار الآن محيّداً أو حتى مهمّشاً، وأن أعضاء منافسين له أو معادين من الأسرة المالكة بدأوا تحركات معارضة له أو مناهضة”. أجبتُ: أستبعد ذلك. فهو ممسك الآن بكل شيء في المملكة. إذ أبعد ومنذ البداية معارضيه ومنافسيه وأخصامه وحتى أعدائه كلهم، وكان أبرزهم الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز. ماذا فعل أيضاً ولي العهد السعودي MBS؟