اجتماع موّسع في دار الطائفة الدرزية… جنبلاط: لتفادي الدخول في صراعات داخلية

الأساسي في تثبيت الوحدة الوطنية في أوطانهم، ودعاة الحوار الأوائل، وصمام الأمان في مقاومة الاستعمار والطغيان، وإن كانوا مسالمين بطبيعتهم ولائذين في حمى عقيدتهم التوحيدية ومسلكهم العرفاني، لا يعتدون ولا يقبلون أي اعتداء، صادقين في إيمانهم وفي محبتهم وفي شراكتهم الاجتماعية والوطنية، لا طموح لهم سوى العيش بكرامة إنسانية وعزة وطنية، مؤكدين أن الدين عامل للجمع وليس للفرقة، وأن العمل المشترك النابع من إرادة طيبة وكلمة طيبة هو الثمرة الطيبة لرسالة العيش معا”.
وتابع: “لكن الواقع الدرزي العام، أيها الأخوة، بات يوحي بالخشية على المستقبل في خضم ما نشهده من متغيرات ومخططات ومؤامرات، وهو ما يحثنا على واجب العمل المبرمج والممنهج في مجتمعنا للتصدي للتحديات، ولاحتضان العائلات الدرزية وتمكينها في مواجهة الصعوبات، ولترسيخ الثوابت التوحيدية والقيم الاجتماعية، والحفاظ على المبادئ والأسس الإيمانية والفكرية والأخلاقية، والتمسك بالجذور العربية الإسلامية للموحدين، وبالإرث اللبناني الوطني المشترك، وتنمية حس الانتماء والولاء للوطن، وتقدير تضحيات الآباء والأجداد الجسيمة المبذولة عبر التاريخ، والمشاركة الفاعلة ثقافيا وعمليا في حمل الرسالة التوحيدية ورسالة الحوار والسلام، ومواكبة التقدم الإنساني بوعي وانفتاح، واحترام التكامل بين القيادة السياسية والمجتمعين الديني والزمني، والتبصر معا بآفاق المستقبل، وتدارك المخاطر ومواجهة التحديات بحكمة وواقعية”. وقال: “إن موضوع صون الأسرة والقيم، نطرحه على سبيل المثال ومن باب الاهتمام، كونه يواجه تحديات ويتطلب منا العمل لبناء مؤسسات اجتماعية تعنى بالرعاية الأسرية والحد من التفكك العائلي، بالإضافة الى ضرورة تقوية المحاكم الدرزية ومساندتها وتوسيع اطارها، والعولمة الصارخة تدعونا إلى التمسك بالثوابت الروحية والتصدي لأي انحراف ولأي محاولة لزعزعة ركائز المجتمع الأخلاقية والاجتماعية، وذلك من خلال التربية والتثقيف والرعاية، لكي يكون المنع والردع بالمنطق العقلاني والإيماني والإنساني أولا، وقبل كل شيء”. أضاف: “في المقابل، نبهنا إلى أهمية عدم خروج التحرك عن طابعه الوطني السلمي، وألا يكون فيه أي مجال للكلام المسيء والتهجم المقيت على أي من المرجعيات الروحية أو السياسية في الطائفة، فهذا أمر مستنكر إن حصل، فالحرية المضبوطة بالوعي تتيح التعبير عن المطالب الواقعية والمشروعة التي أهملتها الدولة طويلا وعجزت عن تحقيقها أو توانت، ولكنها لا تبيح الاعتداء أو التطاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وهو ما لا نعهده في مجتمعنا المعروفي المحافظ، والذي أكد، بما لا يقبل الشك، أن التحرك الشعبي المطلبي الراقي كان عنوانه منذ البداية وحدة الشعب ووحدة البلاد، وهو ما لمسناه وما أكدناه مع قيادة الجبل الروحية، من ضرورة التشديد على وحدة أبناء السويداء لتكون سبيلا للوحدة الوطنية، بعيدا من أي شعارات انفصالية دخيلة لم تكن يوما مطلب طائفتنا في أي مكان وزمان”.
وتابع: “المسلمون الموحدون الدروز ليسوا خونة ولا متآمرين، ولن يكونوا على الإطلاق، وإن طالتهم بعض الاتهامات من بعض الأقلام المأجورة، فهذه لا قيمة لها ولا صحة ولا اعتبار أمام وقائع التاريخ”.
وختم: “هذه بعض العناوين والأفكار التي أضعها بين أيديكم، وكلي أمل أننا قادرون على الإجابة والاستجابة، طالما أننا محظيون بقيادة حكيمة، شجاعة ومنفتحة، وبإمكانيات فردية واجتماعية مميزة، وبإرادة صلبة أثبتت قوتها في الملمات وقدرتها على مواجهة التحديات، وليعلم القاصي والداني أن الموحدين الدروز “لا يذلون لكسب المغانم ولا يرضخون لجائر ظالم”. بالقيادة الحكيمة، وبالمواقف الوطنية الصافية، وبالوحدة الداخلية المصانة والتماسك الاجتماعي والتمسك بالإيمان والقيم، وبدعاء مشايخنا الأطهار وأخواتنا الطاهرات، سنكون، بعون الله، قلبا واحدا في مواجهة التحديات، والله يوفق من دعا ومن سعى ومن رعى، “هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون”.
بعد ذلك، تمت مناقشة عدد من القضايا الداخلية والوطنية المطروحة.
جنبلاط
بعد الاجتماع، قال وليد جنبلاط: “اجتمعنا في هذه الدار الكريمة وتشاورنا في شتى الأمور الداخلية التي تتعلق بطائفة الموحدين الدروز والمتعلقة بالبلاد، وكانت جلسة مفيدة للتشاور، ولا بد من تكرار هذه الجلسات”.
أضاف: “تطرقنا الى الأوضاع في جبل العرب وشخصيا وسماحة الشيخ أيضا نؤكد التوجه ذاته في تأييد هذا الحراك السلمي في جبل العرب وتفادي الدخول في أي صراعات داخلية او غير داخلية، فهذا كل ما جرى اليوم”.