الحملة الوطنية لاطلاق سراح الأسير جورج عبدالله من أمام السفارة الفرنسية في بيروت.

في مسيرة "الحرية لفلسطين .. الحرية لأسرى فلسطين... الحرية لجورج عبدالله"
المناضلين الأحرار، أيّها المقاومون الشرفاء في كلّ بقاع الأرض، أيّها الأحرار في هذا العالم،
مع دخول الرفيق المناضل الأممي جورج عبدالله عامه الأربعين في السجن هذا العام طعم آخر بنكهة جورج وما يحمله في عقله وقلبه وروحه من نفس ثوري وقناعات راسخة في أنّ فلسطين لا يحرّرها إلّا شعبها ولا ينصرها إلّا مقاومتها، تتزامن الذكرى اليوم مع ما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينيّة من عمل بطولي نوعي إبداعي تاريخي أسطوري خرافي بتاريخ السابع من تشرين من الشهر الجاري، حيث دكّت معاقل العدو الصهويني وتجاوزت كلّ حدود المعقول والمألوف لتريهم أشدّ الهزائم حين انتفضت العزائم، فأوقعت المقاومة الفلسطينيّة هذا العدو في حفرة عميقة من الإرباك، حتّى أنّه لا يكاد ينتشل نفسه منها فتغرقه من جديد، ولا يكاد يرفع رأسه منها ليرصد خسائره فتصطاده من جديد وتضيف على خسائره خسارات متتالية، تأتي هذه الذكرى مع وقع أزيز الرصاص، وطنين الصواريخ، وشارات النصر، وصرخات العزم، وزئير المقاومين، الذين أسقطوا من صفوف الاحتلال عشرات القتلى وأسروا له عشرات الجنود والمستوطنين، وضرباتهم الواحدة تلو الأخرى تسبّبت في جرح وإصابة الآلاف منهم، في مشهد لم نعتد رؤيته من نكبة عام 1948، والتي ستغيّر كلّ المعادلات المُقبلة، آملين أن تكون معركة التحرير الكبرى لكامل التراب الفلسطيني.
هذا العدو اليوم يصارع وينازع لأجل استعادة هيبته التي حطّمتها فصائل المقاومة الفلسطينيّة، ولأنّه يعجز عن تحقيق ذلك يمارس وحشيته المفرطة المعتادة التي كان ولا يزال يمارسها على قطاع غزّة، فيتجاوز هو أيضاً كلّ حدود المعقول والمألوف في عدوانيته، فيرتكب أفظع المجازر في حقّ أهلنا في غزّة حتّى تجاوز عدد الشهداء من شعبنا الفلسطيني في غزّة إالخمسة آلاف في غضون عشرة أيّام فقط معظمهم من الأطفال، وهذا إن دلّ على شيء، فهو دليل تثبيت النزعة العدوانيّة والعنصريّة والإجراميّة لهويّته، ودليل على فقدانه السيطرة بعد أن خرقت فصائل المقاومة الفلسطينيّة بإماكنيّاتها المتواضعة التي تحدّت ظروف الحصار المفروض على غزّة منذ عام 2007 على مرآى العالم كلّه وصمته، فخرق كلّ الوهم الذي يعيشه هذا العدو بأنّه جيش لا يقهر، فبات جنوده يهرولون كما الفئران أمام جحافل المقاومين، وباتت استخباراته مهزلة أمام عبقرية المخطّطين، وبات عتاده العسكري دُمىً في مسرح المعركة تهرب من سطوات المحاربين.
كان مقرّراً لهذه التظاهرة قبل السابع من تشرين أن تكرّر مطالبتها بتحرير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين يتعرّضون لهجوم وحشي داخل سجون الاحتلال الصهيوني وكذلك لتجديد مطالبة الحملة الوطنيّة بالإفراج عن الرفيق جورج عبدالله المُختطف والمُعتقل في السجون الفرنسيّة، لكنّنا قرّرنا بعد هذا الفعل المقاوم المستمر أن نحوّله إلى تظاهرة شعبيّة لتوجيه تحيّة ثوريّة لفصائل المقاومة الفلسطينيّة التي تصنع التاريخ المُشرّف، حاملة هذه المهمّة عن كلّ دعاة الإنسانيّة وعن كلّ الأنظمة العربيّة بوجهيها الصامت والمُطبّع، وكذلك لندين الاعتداءات الصهيونيّة الوحشيّة على شعبنا في غزّة والتي أخذت الضوء الأخضر والشرعيّة في استكمال هذه العدوانيّة من كلّ بلدان الاستعمار من أمريكا، إيطاليا، ألمانيا، بريطانيا، اليابان وفرسنا، وكذلك رفضاً للمسار الحربي الذي يهدف إلى جولة تهجير جديدة ونكبة أخرى!!.
اليوم أعلناها تظاهرة من أمام السفارة الفرنسيّة التي لم يهدأ بال رئيسها حتّى خرج بعد أقل من من أربعة وعشرين ساعة ليعلن موقفه الداعم لكيان العدو الصهيوني قائلاً بحق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها!! كيف لا وبلاده باسم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مضت اتفاقيّة سايكس – بيكو!! كيف لا وبلاده باسم السلام استعمرت بلدان الشرق واحتلت أراضيها ونكّلت بشعوبها!! كيف لا وبلاده باسم الحريّات اعتقلت الرفيق جورج عبدالله وتمنع اليوم تنظيم المظاهرات التي تدعو الشعب الفرنسي للتضامن مع فلسطين وشعبها ومقاومتها في غزّة!! كيف لا وبلاده باسم الحق في التعبير عن الرأي تأخذ قراراً بحلّ رابطة فلسطين ستنتصر حلّاً نهائياً!! كفاكم كذباً وادعاءً وافتراءً وظلماً!! فمحاولاتكم البائسة بضرب حركات التحرّر باءت بالفشل وستبوء بالفشل كلّما جدّدتم المحاولة أنتم ومن تخضعون لإراتهم من الإدارة الأمريكيّة التي تملي عليكم ما تفعلون وما يجب أن تفعلوا!!.
رسالتنا الاخيرة للجهات الرسميّة والحكوميّة في لبنان التي لم نأت على ذكرها أبداً فيما ورد فهي لا شيء فالرهان على لا شيء هو لا شيء.
رسالتنا الأخيرة للعدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا وكل من يدعمه، رسالتنا ألًا تراهن على تعب شعبنا الفلسطيني في غزّة، فهو اختار معادلته ورغم كلّ شيء متمسّك بثنائيّة "إمّا الانتصار وإماّ الاستشهاد" على تراب الوطن، والشعب الذي يقاوم يستحيل أن يهزم، وستفتح أبواب الزنازين للمعتقلين والأسرى بيدك وهذا الأمر ستحسمه حتماً المقاومة الفلسطينيّة.
أمّا رسالتنا الأخيرة لفرنسا، لقد تقدّم الرفيق جورج عبدالله بطلب جديد للإفراج عنه، فأمّا أن تقبلوا هذا الحق، وتفرجوا عنه بالحُسنى، وإمَّا وقد طلبنا في الحملة الوطنيّة بشكل مباشر من فصائل المقاومة الفلسطينيّة إدراج اسمه واسم كلّ المعتقلين العرب في كلّ بلدان الاستعمار ورفاة الشهداء المحتجزين في سجون العدو الصهيوني على لائحة التبادل المقبلة والقريبة العاجلة، فيخرجون غصباً عن إرادتكم.
"الحرية لفلسطين، الحرية لأسراها، الحرية لجورج عبدالله"