الاحتلال يغادر مجمع الشفاء..بعد تفجير مولدات الكهرباء واجهزة الاشعة

الاحتلال يغادر مجمع الشفاء..بعد تفجير مولدات الكهرباء واجهزة الاشعة


انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة المحاصر، بعد نحو 10 أيام على اقتحامه، وارتكاب مجزرة بحق المرضى والطواقم الطبية، من دون تقديم أي دليل على وجود ما كان يتحدث عنه من غرف قيادة وسيطرة لكتائب القسام.

وذكر مصدر طبي الجمعة، أن نحو 180 مريضاً و7 من الفريق الطبي ما زالوا موجودين داخل المجمع. وأشار إلى أن المرضى والجرحى لا يستطيعون الحركة بسبب إصاباتهم بكسور خطيرة، ويجب نقلهم بسيارات إسعاف خاصة، فيما يبقى نحو 19 بين الجرحى والمرضى مهددون بفقدان حياتهم بسبب خطورة حالاتهم الصحية.


تفجير ثم انسحاب


وقبل انسحابها، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تفجير مرافق تابعة للمجمع، بينها مولدات الكهرباء ومضخات الأكسجين وأجهزة الأشعة، بالإضافة إلى تفجير بعض أقسام ومباني المستشفى الأكبر بالقطاع.

كما أقدمت قوات الاحتلال على تفجير ما زعمت أنه نفق أسفل المجمع، قبل ساعات من دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ، فيما تساءل ناشطون عن سبب تدمير هذه الأنفاق التي زعم الاحتلال وجودها وعدم تركها لتتمكن وسائل الإعلام من تصويرها بشكل مستقل دون وجوده. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهودا باراك قد كشف عن أن الخنادق التي حفرت تحت المستشفى، قام بها مهندسون إسرائيليون، لتوسيع المستشفى، إبان فترة احتلال قطاع غزة.

وأثار اعتراف باراك موجة غاضب عارمة في إسرائيل واتُهم بالمساس بالأمن القومي خلال الحرب، وتعالت الأصوات المطالبة بمحاكمته بتهمة الخيانة، وسحب الجنسية الإسرائيلية منه. فيما ألقى وزير التعليم من حزب الليكود يوآف كيش، اللوم على باراك قائلاً إن "الضرر الذي يلحقه بإسرائيل والمجهود الحربي في مقابلاته مع وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن فهمه". وأضاف "وإذا لم يكن ينوي المساعدة، على الأقل عليه الصمت وعدم التسبب بأي ضرر"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "معاريف".

وتداول نشطاء لقطات صورها مراسل قناة فوكس نيوز الأيركية، داخل غرفة زعم الاحتلال أنها في نفق تحت الشفاء، وتوجه المراسل للجندي متسائلاً: "أليست من المرافق التابعة للمستشفى؟ لأنها تظهر نفس الأرضية والبلاط الخاص بالمستشفى"، فأجاب الجندي الإسرائيلي بالنفي. واقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد تشديد الحصار عليه لأيام عدة، تخللها اشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية في محيطه، ليصعّد الاحتلال من اعتداءاته بعد أيام قليلة، ويطلب من المتواجدين في المجمع إخلائه سيراً على الأقدام، إلا أن عدداً من الجرحى والمرضى لم يستطيعوا المغادرة بسبب حالاتهم، واضطر بعض الأطباء والعاملين في المستشفى للبقاء معهم.

ترافق ذلك مع عمليات تجريف وبحث وتمشيط واسعة داخل أقسام ومباني المجمع الطبي وحديقته وموقف السيارات فيه، مما أسفر عن مقتل عدد من النازحين والجرحى بداخله، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وقبل يوم من بدء سريان الهدنة في قطاع غزة، اعتقلت قوات الاحتلال مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية وعدداً من الفرق الطبية.