مراد موقعا اتفاقية مع المفتي الرفاعي: بعلبك الهرمل ليست خارجة عن القانون ولكن الدولة هي التي خرجت منها

مراد موقعا اتفاقية مع المفتي الرفاعي: بعلبك الهرمل ليست خارجة عن القانون ولكن الدولة هي التي خرجت منها

وقع رئيس "لجنة التربية النيابية" النائب حسن مراد اتفاقية بين "وقف النهضة الإسلامية السنية الخيرية" ودار الفتوى في محافظة بعلبك والهرمل، ممثلة بالمفتي الشيخ بكر الرفاعي، بشأن التقديمات لأئمة المساجد، وخدم ومؤذني المساجد العاملين في مؤسسات دار الفتوى وصندوق الزكاة والأوقاف الإسلامية.


استهل اللقاء النائب مراد بقوله: «وتعاونوا على البر والتقوى »، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إِذا قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمْ الْقِيَامَةُ وَفِي يَدِهِ فَسْيلَةٌ فإن استطاع أن يغرسها فليفعل"، انطلاقا من مبدأ التعاون بين المؤسسات والحفاظ عليها وتحصينها، وإيماناً بدور دار الإفتاء ومركزية المسؤولية الملقاة على عاتق مفتي بعلبك الهرمل، ودعما لاستمرارية عمل المرافق الوقفية وديمومة وجودها والقيام بواجبها على أكمل وجه بما يرضى المولى عز وجل، ونظراً لما يعانيه أئمة المساجد والخطباء من تحديات حياتية خلال مسيرة خدمة المجتمع محتسبين عملهم خالصاً للحق وتبليغ رسالة الرحمة ابتغاء مرضاة الله عز وجل، وتحقيقا لما تقدم تم عقد اتفاق بين وقف النهضة الإسلامية السنية الخيرية ودار الفتوى في محافظة بعلبك والهرمل، خاتمين بذلك المناطق البقاعية الثلاث، سائلين المولى عز وجل أن يعيننا لاستكمال المبادرة نحو منطقة رابعة خارج ربوع بقاعنا العزيز في أقرب وقت ممكن".


وردا على سؤال قال مراد: "اخترنا بعلبك الهرمل لسبب وحيد، لأننا على قناعة تامة بأن الدولة اللبنانية تناست منطقه بعلبك الهرمل، كما أنها مقصرة بحق كل مؤسساتها، إن كان على صعيد موظفي القطاع العام والبنوك وذهابهم إلى بيروت، أو على صعيد المشاريع التي من المفترض أن تقدمها الدولة لهذه المنطقة، أو على الصعيد الخاص، حيث نرى الإهمال للمؤسسات الكبرى مثل مؤسسة دار الفتوى التي لا يوجد رعاية لها".


وتابع: "نحن قلنا سابقا في إحدى حفلات التخريج في منطقة بعلبك، إن بعلبك بحاجة إلى الكثير، والسمعة التي وسمت بها، للأسف هي ظالمة بحقها وبحق أبنائها، فأبناء محافظة بعلبك الهرمل ليسوا خارجين عن القانون، ولكن الدولة هي التي خرجت من بعلبك الهرمل، ولا تنظر لحاجات هذه المحافظة ولعرسال تحديدا، لذلك نحن أتينا تحت عباءة سماحة المفتي، لنرى ماذا يمكننا كمؤسسات خاصة وكأوقاف نحن نرعاها، لنقدم ما نستطيع من خدمات لبعلبك الهرمل وعرسال، ولنكون إلى جانب أهلنا في هذه المنطقة"


بدوره قال المفتي الرفاعي: "إنها مناسبة سعيدة ان نستقبل معالي الوزير حسن مراد والوفد المرافق من مؤسسة النهضة في دار الافتاء في محافظة بعلبك الهرمل، ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة. والتعاون بيننا وبين هذه المؤسسة الكريمة ليس جديدا، إنما هو ضارب في جذوره مع الجامعة الواعدة والمنتشرة في الأراضي اللبنانية كافة، من خلال مساعدات عدد كبير من الطلاب، خصوصا في محافظة بعلبك الهرمل، والمساعدة أحيانا كانت تتجاوز ما نطمح إليه، فهذه محطة ليكون هناك وفاء لهذه المؤسسة التي لها أيادٍ بيضاء على كل الوطن، ونحن بحاجة إلى العلم والمعرفة لكي نستطيع أن نتخطى الظروف الصعبة التي نعيشها، ولكي نستطيع أن نتجاوز كذلك التحديات. وهناك معنى آخر، إن معالي الوزير قدم كذلك منحة كاملة لثلاثة طلاب في محافظة بعلبك الهرمل، كما قدم سابقا في راشيا وزحلة والبقاع الغربي، وتيمنا بما حدث هناك وهنا، قمنا بتسمية المنحة باسم المغفور له سماحة المفتي الشيخ حسين كامل الرفاعي، ونشكر معالي الوزير على هذه اللفتة الكريمة".


وأضاف: "في موضوع العلماء وأئمة المساجد، لدينا حسم لكل أبناء المساجد الموجودين في الجامعة بنسبة 50 %، كأن التقديمات اليوم هي بمثابة تتويج لكل المراحل السابقة في موضوع الوقوف إلى جانب إخوتنا أئمة المساجد، وخدم ومؤذني المساجد العاملين في مؤسسات دار الفتوى وصندوق الزكاة والأوقاف الإسلامية. هؤلاء على الغالب هم قادة رأي وفكر، والمطلوب منهم توجيه الناس إلى الطريق الصحيح، وكذلك أن يتلمسوا معاناة وآلام المجتمع، وأن يحاولوا النهوض بالمجتمع وتجاوز كل ما نعيشه من هذه الازمة الإقتصادية، فجاءت هذه المبادرة في زمانها ومكانها. وأنا اقول للجميع وبشكل واضح، من أراد أن ينافس فالباب مفتوح وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".


ورأى أن "ما حدث معنا ومع دور الفتوى في البقاع سابقة، وهو خطوة في الاتجاه السليم، وهو عبارة واضحة عن كيفية التعاون بين الوقف والوقوف، وهي خطوة عندنا محل تقدير، وجاءت لتضع اليد على الجرح، ولتقف إلى جانب إخوتنا من دون شروط".


وأردف: "همومنا كثيرة، نحن نشهد حربا حقيقية في جنوب لبنان، وهناك معاناة في غزة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تنتهي. هل هناك رابط بين ما يدور في الجنوب وفي غزة وبين هذا اللقاء؟ نعم فهذا اللقاء يشكل لبنة من لبنات المقاومة ومدماكا من مداميك المواجهة، ونستطيع أن نقول إن سفينتنا تسير في الاتجاه الصحيح والسليم وطنا وأمة".