تزخر المكتبة التراثية في مكتبة قطر الوطنية بمجموعة متميزة من الوثائق والمخطوطات ذات الصلة الوثيقة بتاريخ دولة فلسطين وعلمائها، ما يجعلها مصدرا معلوماتيا هاما للباحثين في التاريخ والتراث الفلسطيني، سواء من قطر أو خارجها عبر إتاحة هذه الذخائر عبر الإنترنت.

وقالت السيدة عائشة الأنصاري رئيس قسم المجموعة التراثية في مكتبة قطر الوطنية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا تحتل فلسطين مكانة خاصة في قلب كل عربي ومسلم، ولذلك تحرص مكتبة قطر الوطنية على إبقاء قضية فلسطين والتوعية بأبعادها التاريخية والسياسية حاضرة في أذهان الجميع خاصة الشباب، مشيرة إلى أن المكتبة في هذا الصدد تمتلك مجموعة من المخطوطات والوثائق والكتب التي توضح هذه القضية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمقدسات الأمة وتاريخ القدس والمسجد الأقصى، وكذلك بإنتاج علماء فلسطين وبلاد الشام عموما.

وأضافت: أن فلسطين كانت دائما محط اهتمام الكتاب والمؤلفين، حيث انتشرت العديد من الأعمال التي تتناول فضائل هذه الأرض، وتتميز المجموعة التراثية في مكتبة قطر الوطنية بمكانة خاصة في هذا السياق، حيث تحتوي مجموعة الكتب العربية على مجموعة غنية من المصادر والمراجع. ويتمثل جزء كبير من هذه المصادر في كتب الجغرافيا والرحلات، التي يمكن تصنيفها تحت مسمى الجغرافيا التاريخية.

وأشارت رئيس قسم المجموعة التراثية في مكتبة قطر الوطنية إلى أن من بين الوثائق المهمة التي تزخر بها المكتبة مخطوطا بعنوان وضعه المصنف باسم “مثلث الرعب” نسبة إلى مدينة طور كرم، جنين ونابلس وهي وثيقة ترشد إلى طبيعة العمل السياسي وكثافة التتبعات والتضييقيات في البيوت والأحياء وأماكن العمل، حيث تزامنت مع فترة بدايات النضال الوطني من أجل استعادة الأرض المغتصبة.

وقالت السيدة عائشة الأنصاري، إن المكتبة بها مجموعة كبيرة من الكتب العربية التي تحتوي على مجموعة غنية من المصادر والمراجع، حيث تعرضت هذه المصادر الواسعة لرحلات إلى بيت المقدس والمدن والقرى الفلسطينية، حيث قدمت تفصيلات دقيقة حول الجغرافيا والتاريخ والعادات والقيم والتقاليد الاجتماعية، فضلا عن الأوضاع السياسية في فلسطين. وتكشف هذه المؤلفات أيضا عن مكانة فلسطين الفريدة في قلوب العرب والمسلمين على مدار التاريخ، مما يبرز أهمية هذه الأرض كجزء لا يتجزأ من الهوية والتراث العربي والإسلامي، لافتة إلى أن من أهم هذه الكتب: كتاب (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل) من تأليف أبي اليمن القاضي مجير الدين عبدالرحمن بن محمد المقدسي العليمي الحنبلي المطبوع في سنة 1866م. حيث يؤرخ الكتاب لتاريخ مدينة القدس الشريف منذ بداية الخلق إلى العهد المملوكي، كما يتناول الحياة العلمية في بيت المقدس في العهدين الأيوبي والمملوكي، حيث وصف الكثير من مدارسها ومساجدها، كما ذكر تراجم لعدد كبير من علمائها وفقهائها، والعلماء الوافدين إليها.

ولفتت رئيس قسم المجموعة التراثية في مكتبة قطر الوطنية إلى امتلاك المكتبة كذلك عددا من الكتب باللغات الأجنبية المعنية بفلسطين، وفيها مجموعة متنوعة من المصادر والمراجع، معظمها كتب الجغرافيا والسفر المصنفة ضمن كتب الرحلات، حيث تقدم هذه الأعمال روايات مفصلة عن الرحلات إلى المدن والقرى الفلسطينية، مما يوفر فهما عميقا لجغرافية المنطقة وتاريخها وعاداتها وقيمها وتقاليدها الاجتماعية والمشهد السياسي.

كما تؤكد على أهمية فلسطين الدائمة لدى العرب والمسلمين، وإبراز دورها الأساسي في نسيج الهوية والتراث العربي والإسلامي.

وأوضحت أن من الكتب الأوروبية القديمة التي تحتوي عليها المكتبة، كتاب (تصوير الآثار القديمة في فلسطين) المطبوع في سنة 1714 وهو من تأليف مستشرق هولندي اسمه أدريان ريلاند، ويحتوي هذا الكتاب على خريطة جغرافية مبكرة لأرض فلسطين، وكتاب (دروب في فلسطين: وصف جولة في الأرض المقدسة) الذي نشر في عام 1881، ويحتوي على صورة لقبة الصخرة ووصف مختصر لها، وهو من تأليف الرحالة الإنجليزي هـ. ب. تريسترام الذي زار فلسطين في منتصف القرن التاسع عشر، ومنها كتاب (فلسطين المصورة) للمؤلف برايدل فيليب والصادر سنة 1888، الذي يحتوي على مجموعة من الصور والنصوص التي كتبها مستشرقون فرنسيون، ويحتوي على رسوم توضيحية لفلسطين منها صورة بانورامية لغزة.

وأكدت أن المكتبة التراثية تضم أكثر من 1400 من الخرائط بها سلسلة من الخرائط المستقلة عن فلسطين، فضلا عن مجموعة صغيرة من الخرائط السياسية عن فلسطين التي تم إنتاجها خلال فترة الاستعمار البريطاني وتلقي ضوءا مهما على التاريخ السياسي لفلسطين.

وأشارت عائشة الأنصاري إلى أن من أبرز هذه الخرائط حول فلسطين خريطة هولندية ترجع لعام 1757 تصور التضاريس الطبيعية لأرض كنعان مثل البحار والأنهار والجداول، وكذلك الجبال والوديان والسهول والصحاري وغيرها من المعالم المذكورة في الكتب المقدسة، وخريطة طبيعية ترجع لعام 1919 لفلسطين باللغة العربية من أوائل القرن العشرين تظهر ارتفاع التضاريس وخريطة لفلسطين ترجع لعام 1948، وخريطة عربية طبيعية لفلسطين مصحوبة بثلاث خرائط أصغر حجما هي: خريطة فلسطين السياسية وخريطة العالم العربي، وخريطة مكبرة للجزء الجنوبي من فلسطين.