لبنان يتحرّك دبلوماسيًا

لبنان يتحرّك دبلوماسيًا

جاء في “الأنباء” الالكترونية:  التدابير التي اتخذتها قيادة العدو الإسرائيلي، ليل أمس، تندرج في إطار مخططات الذهاب نحو توسيع قواعد الحرب، التي بدأتها بالهجومين الإرهابيين، الثلاثاء والأربعاء، واستتبعتهما بالغارة على الضاحية الجنوبية. وقد واصلت امس الطائرات الحربية شن الغارات المكثفة على العديد من البلدات الجنوبية، وكانت واحدة من الليالي الأقسى والأعنف منذ بدء الحرب.  في المقابل، يستعد لبنان الى تحرك دبلوماسي في أعقاب جلسة مجلس الأمن الدولي، حول التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة والتي لم تخرج سوى بالدعوة لاعتماد الحل الدبلوماسي. حيث سيكون له موقف آخر في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيمثل لبنان فيها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعد قرار الرئيس نجيب ميقاتي العدول عن السفر في ضوء التطورات المرتبطة بالعدوان الاسرائيلي. وقد اتفق مع بو حبيب على عناوين التحرك الديبلوماسي الخارجي الملحّ في هذه المرحلة.  وفيما بلغت آخر حصيلة للغارة على الضاحية الجنوبية 37 شهيداً، شيّع حزب الله عدداً من الشهداء وهو سيشيّع اليوم جثماني الشهيدين ابراهيم عقيل ومحمود حمد من باحة شورى الحزب باتجاه روضة الحوراء في الغبيري.  هذا وتتكثف التحركات السياسية، وقد برزت أمس زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى الرئيس وليد جنبلاط، في كليمنصو، بحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور. حيث جرى استعراض آخر المستجدات، والبحث في الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.  وعلمت جريدة “الأنباء” الالكترونية أن النقاش بين جنبلاط والبخاري دار حول الخوف على لبنان من تطور الأمور بشكل أسوأ من قبل العدو الاسرائيلي.  وأشارت معلومات “الأنباء” إلى التشديد خلال اللقاء على محاولة إبقاء ملف رئاسة الجمهورية متحركاً لتحصين لبنان عبر انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك خلال زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان المرتقبة الى لبنان والمنسقة مع السعودية.  وتوازياً مع التصعيد العسكري الاسرائيلي، رأت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية أن ما تقوم به اسرائيل هو تحويل منطقة الشريط الحدودي الى منطقة شبه عازلة لاعتقادها أن هذا الإجراء قد يسمح لها بإعادة سكان الشمال إلى المستعمرات التي نزحوا عنها. معتبرة أن هذا الهدف صعب التحقق في ظل الهجمات التي يقوم بها حزب الله ضد المواقع العسكرية للعدو الاسرائيلي. وتوقعت المصادر رداً عنيفاً من حزب الله على الهجوم السيبراني يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين وكذلك على اغتيال قائد وحدة الرضوان ابراهيم عقيل ورفاقه أول من أمس.  من جهته، توقع عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى رداً قاسياً من حزب الله. لكن توقيت الرد برأيه مرهون بقرار قيادي لا أحد يعلم متى وكيف ينفذ، في ظل الاعتداءات المفاجئة والشيطانية التي تقترفها إسرائيل خارج المنطق.  موسى وفي حديث مع “الأنباء” الإلكترونية رأى أن لا أحد يمكنه توقع شيء عن مسار الأمور في الايام القادمة بعد أن تجاوز العدو الاسرائيلي كل الخطوط الحمر بحربه ضد لبنان، متوقعاً استمرار الوضع على ما هو عليه لأن العدو لو كان يريد أن يتوسع أكثر من ذلك في الحرب لكان هذا الأمر حصل بعد الهجوم السيبراني.  ودعا موسى الأمم المتحدة الى إصدار قوانين تحرّم استخدام هذا النوع من السلاح. وأعرب عن ارتياحه للتضامن اللبناني الذي تجلى في اليومين الماضيين.  من جهة ثانية، أكد موسى أن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ما زالت في موعدها ولم تؤجل. ولفت إلى أن الملف الرئاسي سيكون حاضراً في لقاءات لودريان باعتباره أولوية، ومن الضروري ان يتفاعل وأن يتم تحريكه بزخم لأننا بأمسّ الحاجة لانتخاب رئيس جمهورية واعادة تكوين السلطة حتى ولو أن الأمور الأمنية في هذه الفترة أخذت الحيز الأكبر من الاهتمامات.  المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان تزداد دقة يوماً بعد يوم، ومعها تزداد الحاجة إلى مواقف شجاعة وتاريخية تنقذ البلد من الفراغ والشلل، وتقويه بمواجهة المخاطر.