ألف نازح في الشوف يواجهون هموم الاستمرار والشتاء وإطالة أمد الحرب
قرابة 80 ألف نازح من أبناء منطقتي الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت دفعت بهم الحرب الاسرائيلية المفتوحة التي تشنها على لبنان حاليا، إلى اللجوء إلى قضاء الشوف احد أقضية جبل لبنان.
العدد قابل للزيادة مع إضافة من هم في منازل الاستضافة، وتطور المناحي التصعيدية والتوسعية المتعاظمة المتخذة، وتوقع حدوث مزيد من التدمير والتهجير والاغتيالات والإبادات الجماعية الممنهجة.
في هذا الوقت بدأ النازحون يتلمسون حجم المشكلة بشكل أكبر، بعد مرور نحو اسبوعين على ترك منازلهم. وتزيد آثار النزوح من ثقل المسؤوليات على مستوى الصمود الاجتماعي في أمكنة الإيواء، حيال النقص الحاصل والمطلوب، أكان لناحية المقومات الأساسية، مثل الغذاء والدواء والرعاية الصحية، أو مع الدخول في فصل الشتاء وما يمليه ذلك من احتياجات إضافية لا يمكن التغاضي عنها، خصوصا في المناطق الجبلية.
والحال، ان الحرب التي ستكون طويلة نسبيا بحسب المسؤولين، زادت احتمالاتها من عبء البقاء نفسيا في مراكز الإيواء، مع وجود توجهات تربوية «للتعليم المدمج» عن بعد.
مسؤول في خلية الأزمة في الشوف، شرح لـ «الأنباء» الواقع الراهن، انطلاقا من ان «الدعم من الجهات الحكومية المعنية غير متوافر في قضاء الشوف على النحو المطلوب، سوى ما وصل قبل أيام. وتم تقديم حصص غذائية تكفي أياما قليلة، واقتصر على المدارس ومراكز الإيواء المسجلة. لكن ثمة مشاكل أكبر بكثير، منها فقدان الدواء، واقتصار الاستشفاء فقط على المستشفى الحكومي في سبلين للحالات الطارئة. اما مراكز الرعاية الأولية فتركت للحالات المتوسطة، وذلك من دون المستشفيات الخاصة، علما انه جرت زيادة التغطية الاستشفائية من وزارة الصحة وهذا أمر جيد».
واعتبر المسؤول «ان مشكلة المشاكل هي في تأمين المازوت للمولدات والتدفئة للشتاء». وكشف عن «حلول مقبولة من قبل الدفاع المدني لنقل المياه بالصهاريج، لدعم كميات المياه المتوافرة ضمن الدوام النهاري، ذلك ان مؤشرات الحرائق راهنا غير مرتفعة، وبالتالي ممكن الاستفادة من هذا الأمر».
اما على مستوى المتطوعين، فلفتت إحداهن لـ «الأنباء» إلى ان «ثمة معايير غير متوازنة بين المراكز، ومرد ذلك التأخير الذي حصل بتسجيل الأسماء والأعداد، فأعطيت تقديمات لمراكز دون سواها». وأشارت إلى ان «المساعدات تأتي من الهيئة العليا للإغاثة والمهدي ومؤسسة فرح التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي وكاريتاس، إضافة إلى بعض الجمعيات التي تسهم على نحو متواضع جدا».
وتوجهت بنداء إلى المعنيين: «النازحون لا يحتاجون الغذاء والدواء فقط، بل برامج نفسية أيضا لها علاقة بالتخفيف من التوتر والقلق النفسي والاكتئاب للكبار، وبرامج توعوية وترفيهية للأطفال وغيرها من الأمور».
الانباء