العين على المطار والمعابر.. هل يفرض العدو حصارا على لبنان؟!
أكد مرجع سياسي بارز لـ«الأنباء»، انه لم يفاجأ بالرد السلبي والحازم من رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو على المقترح الذي توافق عليه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت حول وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
وشدد في الوقت عينه «على انه لا مبرر لأجواء التشاؤم التي سادت، أو ما نقل عن نعي مبادرة وقف النار»، مشيرا إلى انه «كان واضحا منذ البداية ان المفاوضات ستكون شاقة وطويلة، وان الظروف لم تنضج بعد، واستطرادا لو انها قد تهيأت للتوصل إلى اتفاق، فلم يكن من الممكن ان يقدمها نتنياهو للرئيس الأميركي جو بايدن قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية التي تشهد تنافسا غير مسبوق بين المرشحين».
وتابع المصدر: «التوصل إلى أي اتفاق من دون توافر النية لدى الطرفين حول خطوط عامة واضحة، يتطلب تنازلا أو استسلاما من أحد الطرفين».
وأضاف: «وفي هذا الإطار، ان الاتفاق من دون توافر الضمانات الدولية للبنان قبل إسرائيل، يعني شيئا واحدا هو اما ان يقدم حزب الله تنازلا كبيرا لعدم قدرته على المواجهة، او ان يتراجع نتنياهو معترفا بفشله في قلب الموازين لصالحه في شكل تام. وفي هذا الإطار وللتذكير، فإن اسرائيل أعلنت خسارتها في حرب يوليو عام 2006، على الرغم من الدمار الذي أحدثته في لبنان والخسائر البشرية، عندما عجزت عن تحقيق الهدف الذي شنت الحرب من أجله وهو القضاء على حزب الله. واليوم لاتزال أمام الواقع نفسه، وهذا ما أشار اليه نتنياهو بقوله ان الحرب ستستمر حتى تحقيق الأهداف المطلوبة منها، اي عدم وجود مقاتلي حزب الله قرب الحدود. ومن هنا فإن الجيش الإسرائيلي يستمر في تأمين التفاوض لحكومته تحت النار.
واستغرب المصدر ما تردد عن طلب أميركي من لبنان وقف النار من طرف واحد. وسأل: «كيف يمكن ان يتحقق ذلك؟ ان هذا الأمر لا يكون الا في حالة واحدة وهي الاستسلام. وإذا توقف المقاتلون عن إطلاق النار وتقدمت نحوهم قوة عسكرية فهل يرفعون الرايات البيضاء؟ كل الحروب تنتهي باتفاق في ظل استمرار المعارك».
الا ان المصدر استبعد ان تتمكن اسرائيل من فرض حصار مشابه لما أقدمت عليه في غزة، لأن الغطاء الدولي الذي أطلق يدها للحرب تحت عنوان خطر أمني يتهددها، سينقلب عليها فيما لو لجأت إلى استهداف البنى التحتية اللبنانية من مطار ومرافق عامة، وتجويع الناس عبر الحصار.