قيل عن ‎لبنان أنه "حبٌّ لا يتوقّف"، وفعلاً من يتعرف على هذا البلد لا يعرف كيف يتخلص من هذا الإحساس. وعندما أتكلم عن لبنان، تعرفون أنني لا أتطرق إلى لبنان السنوات الأخيرة، إنما إلى لبنان الذين نشتاق إليه، بلد الفرح والسعادة والأمل، بلد النهوض والعزّة.

لبنان يمرّ بمرحلة صعبة جداً، لكنها مرحلة —على الرغم من ثمنها الباهظ جداً— ستشكل عند انتهائها نقطة بداية جديدة من المفروض الاستعداد لها للتمكن من إعادة بناء ‎لبنان الجديد على أسُس صحيحة ودولة قوية قادرة أن تحافظ على سيادتها الكاملة وتحقق إعادة الإحياء المرجوّة، وذلك لكي لا تضيع التضحيات سدى. والبدايات الجديدة تحتاج إلى الإرادة والعزيمة وسواعد الجميع، كلٌ من موقعه وكلٌ بحسب قدراته.

من يتابع منصة X، يسمع أصوات الشباب اللبنانيين الوطنيين الشجعان ويدرك أن الأمل موجود، وأنهم نواة طيبة لبلد سيد حرّ مستقلّ. وهم قادرون على المساهمة في عملية إعادة بناء الدولة اللبنانية، من مواقع مختلفة.

ولكن الاقتصاد هو عصب المجتمع، ومن دون اقتصاد قوي، لا يمكن بناء الدول. لذا من الضروري أن يستعد اللبنانيون أصحاب الخبرة في مجال المال والأعمال مع رجال الأعمال وأصحاب الثروات ليضعوا حجر الأساس لإعادة إحياء الاقتصاد اللبناني وعملية التنمية.

عليهم أن يشمّروا عن سواعدهم ويبدؤوا بخلق الثقة في اقتصاد لبنان ونظامه المالي، عندها لن يتأخر كل محبّ للبنان عن الدعم. أظهروا أنكم مستعدون لبناء بلدكم وأنا على يقين تام أن ما يزيد على 6 مليارات دولار جاهزة للدخول كاستثمارات متى ما وُجدت النية الصادقة والجديّة والبنية التحتية لذلك.