بعد تداول الفيديو المسرب للفنان راغب علامة، الذي نفى صحته تمامًا معتبرًا أنه “مفبرك” عبر استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي، خرج الفنان عبدالله بالخير ليكشف أنه وقع ضحية خدعة، موضحًا أن المتصل لم يكن راغب علامة، بل شخص آخر تمكن من تقليد صوته باستخدام تقنيات الـAI.

في هذا السياق، يوضح الخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات، رولان أبي نجم، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “المشكلة الأساسية تكمن في أن الكثيرين يعتقدون أنهم خبراء في موضوع الذكاء الاصطناعي، رغم عدم امتلاكهم المعرفة الكافية في هذا المجال، وبالنسبة للفيديو المتداول للفنانين راغب علامة وعبدالله بالخير، فهو من المؤكد أنه غير مفبرك، خاصة أن علامة لم يقل الفيديو مزوّر بل أكد أنه لم يقم بالاتصال، وأن الشخص الذي اتصل بعبد الله بالخير قام بتزوير صوته”.

ويشيرإلى أنه “إذا تم تركيب الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا اكتشاف ذلك عبر برامج معينة يمكن من خلالها تحديد ما إذا كان الفيديو قد تم تعديله بهذه الطريقة أم لا، ومع ذلك، من المؤكد أن هذا الفيديو لم يُنتج باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل تم تصويره عبر الهاتف المحمول، وليس باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي”.

ويتابع أبي نجم موضحًا المؤشرات التي تدل على أن الفيديو ليس مرتبطًا بالذكاء الاصطناعي: “أولًا، تصريح عبد الله بالخير الذي قال فيه إنه تلقى اتصالًا من رقم يُعتقد أنه خاص براغب علامة، ما يعني أن هناك اتصالًا من رقم علامة، ثانيًا، إذا كان الأخير يعتقد أن هناك تزويرًا في الصوت، كان من السهل عليه التحقق من الرقم الذي اتصل بعبدالله بالخير، وتم تحويل الموضوع إلى الجرائم المعلوماتية، لكي تظهر الحقيقة”.

ويُشير إلى أن “المشكلة الكبرى تكمن في طريقة نشر الفيديو، حيث سمح عبدالله بالخير بتصوير المكالمة ونشرها على حسابه عبر تطبيق “سناب شات”، ومن المفترض أن تكون مثل هذه المكالمات شخصية، حيث أنه في أي مكالمة هاتفية، من المتوقع أن يتم التحدث بحرية بين أي شخصين، وهذا ما يثبت أن الموضوع ليس له علاقة بالذكاء الاصطناعي، وبالنسبة لعلامة، من الواضح أنه كان يعلم أن هذا الفيديو سيسبب ضربة قوية له، خاصة أن لديه جمهورًا كبيرًا، وعندما ادعى أن الفيديو مفبرك باستخدام الذكاء الاصطناعي، فقد وقّع نفسه في ورطة أكبر، وإذا كان صحيحًا أن شخصًا ما قد اتصل وزوّر صوته، فلن يتمكن أي برنامج من كشف هذا الأمر، لذلك، يجب أن يكون هناك وعي أكبر بشأن هذا الموضوع”.

ويحذّر أبي نجم، من “الظاهرة المتزايدة التي يشهدها تطبيق “تيك توك”، حيث يتحدث البعض على أنهم خبراء في الذكاء الاصطناعي، ويتابعهم الناس كمصدر موثوق، وهذا يساهم في نشر البلبلة والمعلومات الخاطئة، يجب أن يكون الناس أكثر وعيًا بمن يثقون بهم في هذا المجال، وأن يكونوا على دراية كافية بكيفية عمل الذكاء الاصطناعي وآلية التزوير والفبركة، وبالتالي، علينا الاستفادة من الفيديو الذي انتشر حول علامة لزيادة الوعي حول كيفية حدوث التزوير والفبركة وكيف يمكن اكتشافها”.