سعد الحريري ومعاقل المنطقة: هل ناهز رجوعه السياسيّ؟

سعد الحريري ومعاقل المنطقة: هل ناهز رجوعه السياسيّ؟


تغيّرت الموازين القادرة على شغل معاقل النفوذ في لبنان وسوريا في غضون أشهر قليلة وصولاً إلى سقوط نظام بشار الأسد، وشكّل كلّ ما حصل إزالة لعدد من العراقيل التي كانت تقف عثرات أمام درب الرئيس سعد الحريري وسبّبت اتخاذه قرار تعليق عمله السياسي. لكن، هل يمكن أن يتجه سريعاً نحو مزاولة السياسة بمعناها التقليدي تلاقياً مع سرعة تطورات المنطقة؟ إن قرار إنهاء فترة تعليق العمل السياسي متروك حصراً له، مع انتظار ما سيقرّره عند إحياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط المقبل، بحسب معطيات "النهار"، حيث سيكون لكلّ حادث حديث على ما يتداول في أروقة تيار "المستقبل" الرسمية بعيداً عن التحليلات والاجتهادات. بذلك، ستشكّل مناسبة 14 شباط محطة ليس هناك ما هو أفضل منها ليتبيّن إن كان سعد الحريري سيتّخذ قرار استئناف عمله السياسي.


لا يلغي التمهّل الذي لا يزال يختصر أروقة تيار "المستقبل"، تراجع حدّة الأسباب التي كانت أدّت بالرئيس سعد الحريري إلى اتخاذ قرار تعليق عمله السياسي، بعد متغيّرات كثيرة حصلت في المنطقة، لكنّ أيّ تراجع عن تعليق العمل السياسي سيقرّره بنفسه على أن يلتزم تيار "المستقبل" قراره. إنه حالياً لا يزال على التزامه الحاليّ عدم مزاولة العمل السياسي المباشر وعدم الترشّح للانتخابات النيابية والامتناع عن المشاركة الحكومية، لكن مع الإبقاء على العمل التنظيمي ومشاركة "التيار الأزرق" في الانتخابات النقابية واجتماعات الهيئات فإذا بتيار "المستقبل" يبقي على أحزمته في التعامل مع التطوّرات اللبنانية على طريقته مع جهوزية لأيّ قرار سيتّخذه الحريري. وإذ ينظّم تيار "المستقبل" عمله تحت سقف تعليق العمل السياسي حالياً والالتزام بقرار الحريري لكن من دون المشاركة في العمل النيابي والحكومي، إن التواصل مع الحريري قائم حول شؤون تيار "المستقبل" مع وجود آليات تواصل تحكم العمل.


في تأكيد تيار "المستقبل"، إن قرار سعد الحريري تعليق العمل السياسي يختزل بداية جديدة لا نهاية كما يتوهم بعض الحاقدين والطامعين في وراثته الذين تبين لهم خلال سنوات غياب الحريري عن أيّ عمل سياسي مباشر، عدم استطاعتهم أن يملؤوا جزءاً من الفراغ الذي تركه في المشهد السياسي. وإذ لا وجود لنشاط سياسي مباشر للرئيس سعد الحريري حتى الآن، يمكن انتظار أيّ جديد من خلال البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي في تيار "المستقبل". حالياً، لا يزال تيار "المستقبل" يخوض عمله التنظيمي والاجتماعي لكنّه يجمّد أيّ نشاط سياسي تقليدي أيضاً في انتظار ما يمكن أن يستجدّ في مناسبة 14 شباط.


في الفحوى المتّخذ لتيار "المستقبل" على مستوى المتغيرات السورية، تأكيد على أنّه لا بدّ للمواطنين السوريين أن يقرّروا نوع النظام الذي يطمحون إليه مع تطلّع لدى "التيار الأزرق" للانتقال نحو علاقة نديّة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتأكيد على الانتماء العربيّ للبلدين على أن يكون الاكتراث اللبناني بالوضع في لبنان من دون التدخّل في التطورات السورية. لكن، إنّ أيّ تواصل للرئيس سعد للحريري مع جهات في المعارضة السورية متروك لأوانه.


النهار