تشييع ضخم لنصرالله وصفي الدين في المدينة الرياضية بمشاركة رسمية وشعبية.. ووفد إيراني

شيّع لبنان الرسمي والشعبي الشهيدين، أمين عام حزب لله السابق السيد حسن نصرلله والسيد هاشم صفي الدين في المدينة الرياضية، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ووزير العمل الدكتور محمد حيدر ممثلا رئيس الحكومة القاضي نواف سلام. وشارك في التشييع الرئيس السابق أميل لحود، النائب أسامة سعد، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والنائبان سيزار أبي خليل وسليم عون ممثلان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الى جانب عدد من السياسيين اللبنانيين، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، بالإضافة الى عائلات الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان وقائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ومستشار الرئيس الإيراني السيد محسن رضائي وشخصيات قضائية مع الوفد الرسمي الى المطار الذي يضم ما يقارب أربعين نائبا.
وقُدّرت الحشود بمئات الآلاف من مختلف المناطق حيث غصّت بهم المدينة الرياضية وكل الطرق المؤدية إليها، كما حضر التشييع الآلاف من اللبنانيين الذين حضروا خصيصا من الخارج إضافة الى أعداد كبيرة من العراقيين واليمنيين والإيرانيين. وخلال التشييع حُلّقت أربع طائرات حربية إسرائيلية على دفعتين فوق مكان التشييع وسط هتافات ضد أميركا وإسرائيل.
بداية تُليت آيات قرآنية ثم عزف النشيد الوطني ونشيد «حزب الله».
ثم دخل نعشا نصرلله وصفي الدين، إلى باحة المدينة الرياضية في بيروت، وسط الهتافات وكلمات تبث للسيد حسن نصر الله، ورُفعت رايات الحزب و«أمل» والأعلام اللبنانية وصور الشهيدين، فيما تعالت هتافات المشيّعين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشي الشهيدين.
وألقى الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم كلمة خلال مراسم التشييع عبر شاشة عملاقة قال فيها: «نُودّع اليوم قائداً تاريخياً استثنائياً، نودّع اليوم قائداً وطنياً، عربياً إسلامياً، وهو يُمثل قبلة الأحرار في العالم، نُودّع اليوم سيدنا وحبيبنا، حبيب المجاهدين وحبيب الناس، حبيب الفقراء والمستضعفين، حبيب المعذبين على الأرض، حبيب الفلسطينيين، نُودّع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله».
وتوجّه قاسم الى نصر لله قائلا: «أفتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المُحبين، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك... هذا الطريق سنكمله لو قُتلنا جميعاً، لو دُمرت بيوتنا على رؤوسنا، لن نتخلى عن خيار المقاومة».
وحيّا الذين هم شهداء أحياء، والأسرى ونقول لهم لن نترككم عند الصهاينة، ويجب أن يُفرج عنكم، وسنقوم بكل الإجراءات والضغوطات المناسبة لهذا الإفراج.
وتناول مستقبل المقاومة فقال: «الظاهر يوجد أُناس كثر «محتارين فينا ومربكين فينا»، ساعة يُحللون أنه خلص خلصنا، المقاومة انتهت، لا يا حبيبي، المقاومة لم تنتهِ، المقاومة مستمرة بِحضورها وجهوزيتها، المقاومة إيمانٌ وحق، لا يستطيع أحد أن ينزع هذا الإيمان، ولا يُمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق، كيف ونحن نُؤمن أن المقاومة إيمانٌ وواجب، ليست حقاً فقط. المقاومة حياة الشعوب الحرة للتحرير، المقاومة تُكتب بالدماء ولا تحتاج إلى الحبر على الورق، وتثبت بالتضحية، ولا يُثنيها من يُعارضها، وتقتلع المُحتل ولو بعد حين، ولا تَهاب طواغيت العالم، وترسم مستقبل الأحرار، مُتخطيةً نقيق الضفادع. المقاومة إيمانٌ أرسخ من الجحافل، وعشقٌ يتغلغل في المحافل، وعزٌ يهزم كل سافل، ونصرٌ يُخلد كل مقاتل، موتوا بِغيضكم، المقاومة باقية وقوية ومستمرة. سنمارس العمل المقاوم بالأساليب والطرق والتوقيت انسجاماً مع المرحلة وتقدير القيادة، ليس معنى استمرار المقاومة أنه في كل يوم سوف نرد وأنه في كل يوم سوف نُطلق النار، كلا، بِخيارنا نُطلق متى نرى مناسباً ونصبر متى نرى مناسباً، لكن المقاومة موجودة، لا نقبل في لبنان أن تتحكم أميركا الطاغية بِبلدنا، ماذا قالت أميركا لِإسرائيل؟ قالت لها: لنتوقف طالما لا تستطيعون أن تتقدموا مترين إلى الأمام، ونحن إن شاء لله بالسياسة نستطيع أن نُؤثر على الداخل اللبناني، ونأخذ لكم بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، «فشر» لن تأخذوا بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، واعلموا أنتم أيها الأميركيون إذا كنا ساكتين الآن، وإذا كنتم تتحركون بِحرية بِطريقة سيئة، وتُحاولون الضغط على المسؤولين وعلى لبنان، لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم لأن المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى، ويعرفون حقوق الشعب، ويعرفون أن هذه القوى المختلفة هي ممثلة لِهذا الشعب، لذلك أنصحكم بأن تكفوا عن هذه المؤامرات. لا تفكروا أن صبرنا وحكمتنا بالأولويات قد ضعفت، فالمسار طويل ونحن لها، لن نخضع، ولن نقبل بإستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج، ولا يُمكن لِأحد أن يطلب منا بأن ننكشف وأن نُقدم ما لدينا من قوة لِيتحكم بِنا العدو».
وأكد ان فلسطين حق وهي بوصلتنا، ندعم تحريرها وسنواصل مشروع ترامب التهجيري مع كل القوى الحيّة في المنطقة، الشهداء الكثر والجرحى، 160 ألف شهيد وجريح في غزة وجريحة وشهيدة، هؤلاء هم الثمن الحقيقي لإستمرار العزة ومن أجل أن نُكمل الراية ونستمر على العهد.
وقال: سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، ونُساهم في نهضتها على قاعدة المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتحت سقف اتفاق الطائف، ضمن ثلاث ركائز أساسية:
أولاً: إخراج المحتل وإعادة الأسرى.
ثانياً: إعادة الإعمار والترميم والبنى التحتية كإلتزام أساسي لهذه الدولة ونحن معها.
ثالثاً: إقرار خطة الإنقاذ والنهضة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية والإجتماعية بأسرع وقت.
رابعاً: نحن حريصون على مشاركة الجميع في بناء الدولة، وحريصون على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأقول لكم: بالنسبة إلينا، لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه.
أضاف: نحن متحالفون مع حركة أمل، هذا التحالف تَعمّد بالدم والتضحية والعطاءات والمقاومة والمواجهة، لا تُفكروا أن تلعبوا بيننا، فإننا واحدٌ في الموقف وواحدٌ في الخيارات وواحدٌ في السياسة، وسنبقى معاً إن شاء لله لِعزتنا وعزة لبنان وعزة الأمة.
بعدها تم إدخال النعشين لبدء صلاة الوداع على جثماني نصرلله وصفي الدين، وسط هتافات المشاركين.
وفي سياق المراسم، ألقى ممثل الإمام الخامنئي في العراق السيد مجتبى الحسيني كلمة الخامنئي، وصف فيها السيد حسن نصرلله بـ«المجاهد الكبير وزعيم المقاومة والرائد في المنطقة».
وبعد الوقوف دقيقة صمت من قبل الحضور، دخل نعشا السيدين محمولين على عربة خاصة عليها العلم اللبناني وعلم حزب الله، وكان النعشان ملفوفان بعلم الحزب، وعلى النعش عمامتهما وتلفهما الورود البيضاء والحمراء، وسط حزن شديد وصرخات وهتافات مؤيدة للسيد نصر لله وشعار «إنّا على العهد».
وقد استغرق نقل النعشين من مكان التشييع الى مكان دفن السيد نصرلله خلف مطعم الساحة - طريق المطار عدة ساعات.
وكانت الحشود بدأت تتوافد منذ فجر أمس إلى المدينة الرياضية في بيروت للمشاركة في مراسم التشييع، حيث امتلأت الساحات بالمشيّعين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية، وسط أجواء من الحزن والتأثّر.
ومنذ الساعة الخامسة صباحاً بدأت الوفود المشاركة بالتشييع بالتوجه من كافة قرى البقاع الى المدينة الرياضية بالباصات المجهزة بسلاسل معدنية والسيارات الخاصة ذات الدفع الرباعي يحملون الأعلام والشعارات الحزبية.
وغصّت كل الطرق المؤدية للمدينة الرياضية بالمسيرات الشعبية التي تضم، نساء وأطفالا ورجالا ومسنين، رافعين صور الشهداء وخطابات للسيد نصر لله كان تحدث فيها عن حرمة إطلاق النار وحصره بإتجاه صدر العدو الإسرائيلي فقط، وهو ما يشدّد عليه المنظمون لمراسم التشييع، حرصا على السلامة العامة.
وعلقت شاشات ضخمة على معظم الطرق في إتجاه المدينة الرياضية ليتسنى للمشاركين على الطرق حضور مراسم التشييع.
وانتشرت وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي في كل الطرقات حيث تعمل على إرشاد وتوجيه الحشود التي تتقاطر بإتجاه المدينة الرياضية.
المقاتلات التي حلّقت شاركت في اغتيال نصرالله
أكد مسؤول إسرائيلي أن عددا من المقاتلات التي حلّقت في أجواء بيروت أمس شاركت في اغتيال الأمين العام السابق لحزب لله السيد حسن نصر الله.
__________ مصدر. === الجريدة اللواء