النسخة السابعة من مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة- فصل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- الأردن

النسخة السابعة من مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة- فصل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- الأردن

- انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان فعاليات مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة - منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - الأردن" في  نسخته السابعة والذي تنظمه مؤسسة مي شدياق MCF ، برعاية رئيس مجلس الوزراء الأردني الدكتور جعفر حسان، ممثلاً بوزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى،

 

انعقد المؤتمر الذي يهدف إلى دعم المرأة وتحفيزها على تحقيق إنجازات دائمة تعود بالنفع على المجتمع بكل أطيافه، في فندق "فيرمونت"، وذلك في حضور لافت من الشخصيات البارزة في المجالات السياسية والديبلوماسية والإعلامية والفنية والاقتصادية والتقنيات الحديثة. وفي خلال فعاليات المؤتمر أُلقي الضوء على حكايات نساء وفتيات تجاوَزْنَ العَقَبات وحقّقْن تفوقًا بارزاً، وساهمْنَ بإبداعِهن في مجالاتٍ شتى، مع التفاتةٍ خاصة الى وضعِ المرأة بعد الحرب في غزة ولبنان.

 

استهلّت وزيرة الدولة السابقة لشؤون التنمية الإدارية في لبنان ورئيسة مؤسسة MCF الدكتورة مي شدياق المؤتمر بكلمة افتتاحية رحّبت فيها بممثلة راعي المؤتمر والحضور. كما عبّرت عن تقديرها للملك عبدالله الثاني لدعمه المستمر لكل مبادرة ترفع من مكانة المرأة وتساهم في تطوير إمكانياتها، وللملكة رانيا العبدالله، التي كانت في طليعة الداعمين للمؤتمر منذ انطلاق نسخته الأولى عام 2016. كما أشادت بقوة المرأة في مواجهة الحرب أصعب التحدّيات.

وقالت الوزيرة شدياق: "إنّ المرأة ليست جزءًا لا يتجزأ من المجتمعِ فحسب بل هي النَبَضُ الذي يحركه والقوة التي تغيره. لكنْ، ومع كلِّ هذه الحيوية، تبقى حقوقُ المرأة مسألة جدلية وقضية جوهرية تستقطب نقاشاً لتثبيتِ كونِها أحقّية".

أضافت: "على الرغم من كلِّ المآسي والتعتير، وعلى الرغم من الحربِ المروِّعة التي عشناها في غزة وبين إسرائيل وحزبِ الله في لبنان، بَرَزَ أملٌ جديدٌ في الشرق الأوسط من خلال نساءٍ قوياتٍ واجهنَ المِحَنَ بشراسةِ المؤمِنِ بقدسيةِ القضية وضراوةِ المدافِعِ عن حقِّ تقريرِ المصير".

وأشارت إلى أن "المؤتمر سيركز على مبادراتٍ تُبرِز أهميةَ نضالِ المجتمعات لتأمينِ حقوقِ المرأة. فعندما نسلكُ الطريقَ الصحيح، وإنْ طال المسار، لا بدّ أن ينتصرَ الحق وتتغير الأقدار" .

ثم تلت السيدة مهى الشاعر عضو المجلس التنفيذي لمؤسسة MCF ، ورئيسة المؤتمر، كلمتها الافتتاحية وأشارت إلى "الأمل الذي يغمرها مع التوصل إلى اتفاقي وقف إطلاق النار في غزة ولبنان"، معربة عن "تطلعها إلى أن يكون ذلك بداية لسلام دائم في المنطقة التي أنهكتها التحديات".

وذكرت أن "غاية المؤتمر جعل أصواتِ جميعِ النساءِ مسموعة، وإظهارهن على حقيقتهن. وقالت:"صوتُ المرأةِ قوتها، وعندما تتحد النساء، بإمكانهن إحداث تغيير يتردد صداه إلى ما هو أبعد من هذه الجدران". كما أكدت "أهمية دور المرأة الأردنية في تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث أثبتت قدرتها على المساهمة الفاعلة في التنمية، ونشر العلم والثقافة، وتحقيق النجاحات".

راعي المؤتمر

ثم كانت كلمة لراعي المؤتمر ألقتها بني مصطفى جاء فيها: "يجب أن نستذكر دوماً دور النساء المناضلات والصامدات اللواتي كنّ ولازلنا بوابة للأمل ولحلول السلام واللواتي يحتجن اليوم الوقوف إلى جانبهنّ ليس فقط من خلال المساعدات والإغاثة الإنسانية إنّما مساندتهنّ نفسيا ومداواة جراحهنّ النفسيّة و المعنويّة نتيجة الخسائر الكبيرة التي ترتبت جرّاء هذا العدوان الكبير".

كما أشارت إلى "أهمية دعم المرأة، خصوصًا أنني أوافق موقف جلالة الملكة الشجاعة والقوية التي أعتز بها كأردنية قبل أن أكون وزيرة المؤمنة بالعدالة والمساواة، خاصة عندما كان الآخرون صامتين أو مختبئين. فتحية لك سيدتي لأنك كنتِ رائدة على خطوط المواجهة".

تنوعت أنشطة مؤتمر WOFL MENA CHAPTER- JORDAN 2025 وتضمنت تركيزا على قوة المرأة خصوصا في مواجهة الحروب وعروضا على أفكار مميزة وعميقة مثل بناء السلام، والدفاع عن حقوق المرأة والطفل، والتغطية من مناطق النزاع، وقوة القلم والصحافة الاستقصائية، وقدرة المرأة القيادية في الذكاء الاصطناعي، وأثر جميع أنواع الفن. وتضمنت عروضاً مقابلات وحلقات حوارية مع نساء رائدات حول دور المرأة.

تجدر الإشارة إلى أنهّ جرى خلال المؤتمر عرضُ تقريرَيْن، الأوّل حول مسيرة مُؤسَّسَة مي شدياق MCF ورديفَتُها معهد الإعلام MCF - MI التي رسَّخَت حضورَها البارز بعد خمسة عشر عامًا على تأسيسها. وأصبحت علامة فارقة محقِّقَةً رسالتها ورؤيتها المكرسة للبحث والتطوير والتعليم في قضايا مثل بناء السلام والوساطة، الشؤون الدولية، الديمقراطية، حقوق المرأة والإعلام.

أمّا التقرير الثاني فكان عن وضع المرأة حول العالم حيث لا يزال واقعها متأرجحًا بين الانفتاح والسعي لمواكبة تطورات العصر، وبين المعاناة الناجمة عن النزاعات، والتهميش المفروض قسرًا بفعل الحركات الأصولية، والأنظمة المتطرفة، والعقليات الرجعية.

تمحورت طاولة الحوار الأولى حول محنة النساء والأطفال في غزة التي شهدت إحدى أشد الأزمات الإنسانية في العالم اليوم مع كل من: وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والمغتربين في فلسطين الدكتور فارسين أغابكيان، الناشطة والمدافعة عن حقوق الأطفال والمديرة الإقليمية السابقة للUNICEF في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر، المراسلة السابقة لCNN ومؤسسة INARA أروى دامون، حاورهنَّ الإعلامي ريكاردو كرم.

تطرّق النقاش إلى خطورة استهداف النساء والأطفال بشكل متعمد في غزة خلال حرب 7 تشرين، وأن النساء والأطفال يشكلون 70% من ضحايا هذه الموجة المنظمة من العنف، مع تعرض الغالبية العظمى من المعتقلين الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا لسوء المعاملة الشديد.

كاغ 

أما نائبة رئيس مجلس الوزراء السابقة ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار للUN في غزة سيغريد كاغ فرأت أن "المساعدات الإنسانية ليست الحل النهائي، بل تعبير عن تضامن المجتمع الدولي ودعمه".

واعتبرت أن "الحلول يجب أن تكون سياسية. وفي هذه الأثناء، يجب أن نعمل جميعاً، ليس فقط الأمم المتحدة، بل المؤسسات والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية، والدول الأعضاء على ارسال المساعدات الانسانية. كما يجب علينا أن نعمل بكل ما أوتينا به من قوة لتلبية احتياجات جميع المدنيين في غزة بدءاً بالتعافي، والتأكد من وصول المساعدات كافة إليهم؛ كما يجب متابعة تحقيق إعادة الإعمار والبناء".

علم الدين

المحطة الثانية كانت حلقة نقاش مع الصحافية الحائزة على جوائز عالمية عدة بارعة علم الدين، حاورتها مهى الشاعر.

استندت علم الدين إلى تجربتها الواسعة في مجال الصحافة، حيث ناقشت التحديات التي واجهتها طوال مسيرتها المهنية. قدمت لمحات عن الكواليس وراء مقابلاتها الرائدة وشاركت قصصًا مؤثرة من أيامها في التغطية الصحافية. وعندما تذكرت طفولتها في لبنان، كشفت عن جانب شخصي من حياتها. بالإضافة إلى ذلك، شاركت رؤيتها لمستقبل الصحافة في تعزيز الحقيقة والمساءلة والديمقراطية.

جلسة الحوار الثانية كانت بعنوان "النساء الرائدات في مجال الذكاء الاصطناعي في وقت الأزمات" شاركت فيها: السعودية ياسمين العنزي، وهي من بين أفضل 10 نساء يشكلن صناعة الروبوتات على مستوى العالم بحسب الاتحاد الدولي للRobotics،  الفرنسية الدكتورة أيومي مور أوكي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لWomen in Tech Global وTech Diplomacy Forum، الدكتورة فيدا حمد رئيسة قسم السياسات العامة في منطقة المغرب العربي والسودان، ورئيسة MENA Chapter Women في شركة META ومركزها دبي، الدكتورة سالي حمود الحائزة على دكتوراه في دور الذكاء الاصطناعي في الإعلام والمؤتمرات، العميدة في جامعة AUST- لبنان ومؤلفة كتاب "الذكاء الاصطناعي في السمعة الرقمية". أدار الحوار الكاتب الفلسطيني- الكندي شاكر خزعل. 

أهمية هذه الجلسة كانت في تركيزها على الطبيعة الثنائية للذكاء الاصطناعي كيف يُستخدم لتفاقم الأزمات وفي نفس الوقت لتعزيز الحوار وبناء الثقة. كما تم استعراض الدور التحويلي للذكاء الاصطناعي في المجتمع: تطبيقاته وقدرته على توليد كل من التقدم والمخاطر. وقد تم التأكيد في النقاش على دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل طريقة حياتنا وطرق تواصلنا، وكيف يمكن أن يظل قوة إيجابية في عالم دائم التطور.

ومن ثم استضاف الإعلامي ريكاردو كرم الصحافية الاستقصائية الشهيرة والحائزة على جوائز عالمية السيدة رنا الصباغ، رئيسة التحرير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، وإحدى مؤسسي مركز الصحافة الاستقصائية العربية (ARIJ) ، والعضو في شبكة OCCRP.

 

تحدثت الصباغ عن رحلتها في الصحافة الاستقصائية، مشددة على الدور المحوري للنساء في الصحافة الاستقصائية، لاسيما في كشف الحقائق الهامة عبر مختلف المجالات، من السياسة إلى المال والاقتصاد. كما أكدت أهمية المناقشة على كيفية تعزيز القيادة الفعّالة في وسائل الإعلام للممارسات الأخلاقية وتمكين الصحافيين من مواجهة العقبات، بالإضافة إلى تأكيد المرونة المطلوبة للتعامل مع تعقيدات هذا المجال.

ثم عقدت طاولة الحوار الثالثة تناولت قصص صمود الصحافيات في مناطق النزاع مع كل من: الصحافية الفلسطينية مراسلة "الجزيرة" في غزة هبة عقيلة،  مراسلة الأخبار ورئيسة مكتب "سكاي نيوز عربية" في بيروتدارين الحلوة، مراسلة قناة الجزيرة - مكتب بيروت التي أصيبت في خلال تغطيتها للحرب في جنوب لبنان كارمن جوخدار، ومراسلة محطة CNN جومانا كرادشة.

 

تمحورت هذه الفقرة المميزة التي أدارها الإعلامي ريكاردو كرم حول تغطية الحروب والنزاعات التي شهدتها المنطقة منذ أكتوبر 2023. سلطت الجلسة الضوء على صمود المتحدثات وشجاعتهن وإصرارهن على المخاطرة بحياتهن من أجل سرد القصص التي يجب أن تُسمع. شاركت هؤلاء النساء الأقوياء تجاربهن الشخصية، من مواجهة المخاطر الجسدية والعاطفية إلى رفع أصوات المجتمعات المهمشة. أكد هذا النقاش على قوة وإصرار الصحفيات اللاتي يواصلن الوقوف بثبات في السعي وراء الحقيقة والعدالة.

جلسة النقاش الرابعة تناولت موضوع "الابتكارات الفنية في سبيل قضية" مع كل من: الفنانة المتعددة التخصصات دانا برقاوي، المطوّرة المدنية والفنانة والمُعِدّة الموسيقية زين ساجدي، المخرجة - الكاتبة والمؤسِّسة المشارِكة - الشريكة الإدارية لـ Talebox دارين سلام.

 

أدار الحوار الكاتب شاكر خزعل، تم خلاله تسليط الضوء على أصوات الفنانات القويات اللواتي شهدن الحروب والصراعات. من الأفلام المؤثرة إلى الأغاني المعبرة واللوحات الفنية اللافتة والشعر، شاركت المتحدثات كيف استخدمن الوسائط الإبداعية لتوثيق تجاربهن، ومقاومة القمع، وإلهام التضامن العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تحدثن عن إمكان الفن بالتعبير ليس فقط عن ألم وصمود الشعوب، بل أيضًا عن كيفية تحدي السرديات السائدة وتحفيز التغيير الفعّال.

 

اختُتمت فعاليات المؤتمر بالفقرة السنوية الخاصة بالنجوم، مع حوار تألّقت فيه نجمة العالم العربي الممثلة والمنتجة الأردنية البارزة صبا مبارك، أدارته الإعلاميتان الاردنيتان المميزتان ناديا الزعبي ورهف صوالحة. عرضت مبارك صاحبة المسيرة الفنية الممتدة على أكثر من عشرين عامًا في عالم الترفيه، لتجاربها وأفكارها المستوحاة من رحلتِها في التمثيل والإنتاج، متطرقةً إلى تطور صناعة الترفيه العربية، والتحديات والفرص التي تواجهها صبا كونها امرأة في هذا المجال.

تخلّل المؤتمر سلسلة من التقارير والعروض التقديمية لعدد من المؤسسات الداعمة للمؤتمر:

المحطة الاولى كانت مع تقرير لـ "دار الهندسة" تحدّث عن تمكين النساء، وتعزيز قدراتهن في المجتمعات أسوة بالتجرية الناجحة التي تحقّقت في هيكلية الشركة.

ثم كانت كلمة للمهندسة دانا تميمي، رئيسة إدارة التغيير والرفاهية والإنصاف والشمول في شركة HIKMA حيث تحدثت عن قوّة التنوع والمساواة في تعزيز دور المرأة في المجتمع .

 

بعدها حلّقنا سريعاً في الأجواء مع السيدة رزان الجبارات، مديرة إدارة الاتصالات المؤسسية في Royal Jordanian

ثم كان العرض التقديمي للسيدة مهى دادو، مديرة الموارد البشرية الرئيسية في بنك "الأهلي" الّتي شاركتنا خبرة Jordan Ahli Bank في السعي نحو التنوع والشمول بين الجنسين.

 

أما المحطة الأخيرة فكانت مع السيدة غادة صبا، المؤسسة والرئيسة التنفيذية ل Saba Hamlet من أجل المساواة بين الجنسين، التي سلطت الضوء على دور هذه المنظمة الملهمة في تعزيز مكانة المرأة في مناصب القيادة.