أعلنت إدارة نادي الحكمة بيروت إقالة المدرب اليوناني إلياس زوروس

أعلنت إدارة نادي الحكمة بيروت إقالة المدرب اليوناني إلياس زوروس

في مشهد صادم لجمهور كرة السلة اللبنانية، أعلنت إدارة نادي الحكمة بيروت إقالة المدرب اليوناني إلياس زوروس فور انتهاء المباراة التي خسرها الفريق أمام نادي طبيعات الإيراني.

 لم تمضِ دقائق على صافرة النهاية حتى أُعلن القرار، في خطوة تفتقر لأبسط قواعد الإحتراف الإداري، وتطرح أكثر من علامة استفهام حول آلية اتخاذ القرارات داخل أحد أعرق الأندية اللبنانية.


لا يختلف إثنان على أن الأداء لم يكن على مستوى الطموحات، وأن الخسارة موجعة، خصوصاً في هذا التوقيت الحساس من الموسم، لكن ما يدعو للاستغراب هو التسرّع في إقالة المدرب أمام عدسات الكاميرات وأعين الجماهير، وكأن الهدف لم يكن إصلاح المسار، بل تقديم "كبش فداء" سريع يهدئ الغضب.


العمل الاحترافي كان يقتضي التروّي، التوقيت أهم من القرار ذاته، وإتخاذ القرارات يجب أن يأتي بعيداً عن الإنفعال أو الضغط الجماهيري الآني، فلو إنتظرت الإدارة حتى صباح اليوم التالي، لأجرت إجتماعاً داخلياً، ثم أصدرت بياناً مدروساً يوضح خلفية القرار ويشكر المدرب على جهوده، لكانت الصورة مختلفة تماماً.


الإقالة بهذه الطريقة المباشرة والعلنية لا تسيء فقط للمدرب، بل تسيء للنادي ومكانته، فهي توحي بغياب التخطيط، وإنعدام التنسيق، والأخطر الخضوع للمزاج اللحظي.


الحكمة نادٍ له تاريخ طويل وجماهير عريضة، وكان طوال السنوات الماضية يسعى لإستعادة هويته وهيبته، مثل هذه التصرفات تضرب هذه المساعي في مقتل، لأنها تكشف خللاً بنيوياً في طريقة التعامل مع الملفات الفنية.

 إقالة زوروس بهذه الطريقة لن تمر مرور الكرام لا محلياً ولا خارجياً، وستجعل أي مدرب أجنبي يفكر مرتين قبل قبول مهمة مماثلة.


خلاصة القول إقالة إلياس زوروس كان من الممكن أن تكون خياراً مقبولاً، لو جاءت بطريقة مختلفة وفي وقت مختلف. أما أن تتم بهذا الشكل، فهو دليل على إفتقار بعض إدارات الأندية اللبنانية إلى الحد الأدنى من السلوك المهني.

المطلوب اليوم ليس فقط مدرباً جديداً، بل مراجعة جذرية لكيفية إدارة النادي، لأن الخسارة الحقيقية ليست في نتيجة مباراة، بل في صورة الحكمة أمام جمهوره والوسط الرياضي ككل.