شكلت الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، إلى لبنان محطة مفصلية في العلاقة الفلسطينية-اللبنانية، إذ التقى خلالها كلاً من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وقد جاءت هذه الزيارة لتضع حداً للجدل القائم حول ملف السلاح الفلسطيني في لبنان، وللإعلان عن آلية واضحة لمعالجة هذا الملف داخل المخيمات.

ومن أبرز الرسائل التي حملتها الزيارة، تأكيد الجانب اللبناني الرسمي أن المرجعية الوحيدة المعتمدة في التعاطي مع الفلسطينيين في لبنان هي منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، إلى جانب السفارة الفلسطينية في بيروت. وانطلاقاً من هذا التأكيد، بات من الضروري على جميع القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان، بما فيها الفصائل الإسلامية، احترام الموقف اللبناني الموحد والعمل ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية لمعالجة ملف السلاح بما يخدم الأمن والاستقرار.

كما جدد الرئيس محمود عباس حرصه على أمن واستقرار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مطالباً بإقرار حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، سواء داخل المخيمات أو خارجها، مؤكداً في الوقت نفسه التزام الفلسطينيين بالقوانين اللبنانية والمؤسسات الشرعية في البلاد. وقد لاقت مواقف وقرارات الرئيس عباس ترحيباً وتأييداً من مختلف القوى السياسية اللبنانية والشعب اللبناني عامةً، لما تحمله من نية صادقة لإعادة بناء العلاقات الأخوية بين لبنان وفلسطين على أسس سليمة ومتينة، تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين.