معرض بيروت العربي الدولي للكتاب اختتم دورته الـ66: 60 ندوة و300 توقيع

معرض بيروت العربي الدولي للكتاب اختتم دورته الـ66: 60 ندوة و300 توقيع


اختتم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب فعاليات دورته الـ 66 التي استمرت من 15 حتى 25 من الشهر الحالي بسلسلة في الندوات والنشاطات الصباحية والمسائية المتنوعة الى جانب حفلات توقيع الكتب وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس والمهتمين.

نظّم النادي العربي الثقافي بالتعاون مع دار نلسن للنشر ندوة ثقافية، بمناسبة مرور مئة عام على صدور كتاب «ملوك العرب» للمفكر والأديب اللبناني أمين الريحاني، أحد أبرز رواد النهضة الفكرية العربية في القرن العشرين، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من الشخصيات الثقافية والسياسية.

افتُتحت الندوة بكلمة للكاتب سليمان بختي، الذي تساءل: «ما الغاية التي قصدها أمين الريحاني من وضع هذا الكتاب؟»، مشيرًا إلى أن الريحاني رأى قبل قرن من الزمن أن لا سبيل أمام العرب إلا التفاهم والتقارب من أجل التقدّم وتحقيق المصالح المشتركة. 

من جهته، البيرت أمين الريحاني، نجل الأديب، أشار إلى أن كتاب «محطات في ملوك العرب»، ليس فقط توثيقًا لرحلة الريحاني عام 1922، بل هو مشروع عربي فكري موثق، مضى عليه مئة عام وما زال حيًّا.

ولفت إلى أن المحطة الأولى كانت من خلال اللقاء الأول بين الريحاني والملك عبد العزيز آل سعود، والذي ترك أثرًا بالغًا فيه، وقال له الملك: «لك الحرية في أن تتحدث إليّ كما تشاء، وأنا كذلك، ولا أقبل غير ذلك». وكأن الملك كان قد قرأ مقالات الريحاني عن الحرية، ومنها: «متى توجهين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية»، و»إلى رفيقتي في السفر: الحرية

وأكد أن المحطة الثانية كانت عبر رحلته السياسية الكبرى، وكيف أثبت أنه موّلها بنفسه، عبر التصرف ببعض سنداته المصرفية، ما يثبت استقلال مشروعه الفكري عن أي جهة سياسية.

وكانت المحطة الثالثة من خلال دور الريحاني في قضية النفط العربي، حيث دافع عن منح الامتياز لشركات أميركية بدل البريطانية، لا حبًا بالولايات المتحدة، بل لأن الشركات الأميركية - في رأيه - كانت بعيدة عن الضغوط السياسية، خلافًا للبريطانية

من جهتها وصفت الهام كلاب البساط الريحاني بأنه كان «مشاءً، يقظًا، شغوفًا، يجتاز الحدود طلبًا للمعرفة». وقالت: «كان يردد دائمًا: خذ عكازك، سر رويدًا، وادر ظهرك إلى المرشدي...». واعتبرت أن الريحاني كان رحّالةً، رسامًا، ومفكرًا، جمع بين الأدب والسياسة والرحلة، كتب كثيرًا، وكتب عنه كثيرون، وتُرجمت أعماله لعشرات اللغات، وهو أول رحالة عربي في بدايات القرن العشرين.

وأضافت أن الريحاني لم يغفل في أغلب كتبه عن تناول أوضاع النساء في مختلف المجتمعات، فكان سبّاقًا في طرح أسئلة عن المساواة والحرية في مجتمعات شرقية وغربية.

بدوره تحدّث مكرم غصوب عن الدوافع التي جعلت الريحاني يبدأ رحلته، مشيرًا إلى أن الانتماء، الارتقاء الروحي، والحلم كانت محركاته. وقال: «لم يمنعه الحرم من اكتشاف طبيعة بلاده، ولا من تأمل الفريكة، ولا من مخالطة الكافر المؤمن بأن وردة الحياة يجب أن تفتح قلبها للنور».