توصيات مؤتمر "نعم قادرون" برعاية سلام: خريطة طريق لتمكين طرابلس ولبنان بدعم من الاغتراب

توصيات مؤتمر "نعم قادرون" برعاية سلام: خريطة طريق لتمكين طرابلس ولبنان بدعم من الاغتراب

اختتمت في حرم جامعة بيروت العربية – فرع طرابلس، أعمال النسخة الثالثة من مؤتمر "نعم قادرون"، الذي أقيم هذا العام تحت عنوان "تمكين لبنان: دور المغتربين في النهضة الاقتصادية"، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام ممثلاً بوزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي، ومشاركة واسعة من شخصيات رسمية واغترابية ومؤسسات اقتصادية وتعليمية.

‎وجدّد القائمون على المؤتمر، عقب النجاح الذي حققته فعالياته، التزامهم بدعم جهود التقدّم الاقتصادي والاجتماعي في مدينة طرابلس وشمال لبنان وسائر المناطق اللبنانية، حيث أفضت النقاشات والمداخلات إلى إصدار حزمة من التوصيات التي شكّلت خارطة طريق للعمل التنموي خلال المرحلة المقبلة. ‎وأكدت التوصيات أهمية العمل على توفير فرص عمل للشباب، من خلال مبادرات عملية تسهم في خفض معدلات البطالة، وتعزز النمو الاقتصادي الشامل، بما يعكس التزام المؤتمر بتعزيز دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة.

‎ودعت التوصيات إلى توسيع نطاق برامج التدريب المهني والتقني، لاسيّما في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع التركيز على إدماج طلاب المدارس في هذه البرامج، تأهيلاً للجيل الجديد لمتطلبات سوق العمل المتطور. ‎كما أولت التوصيات اهتمامًا خاصًا بتمكين المرأة اقتصاديًا، من خلال دعم المشاريع الريادية، وتحفيز مشاركتها الفاعلة في الأنشطة الإنتاجية، بما يعزز من مساهمتها في النمو الاقتصادي.

‎وفي السياق ذاته، شدّدت التوصيات على أهمية إبراز الهوية الثقافية والتاريخية لمدينة طرابلس، واستخدام الثقافة كرافعة لتحسين صورتها على المستويين المحلي والدولي، مما يسهم في تحفيز الحركة الاقتصادية بشكل غير مباشر. ‎كما أوصى المؤتمر بتعزيز القطاع السياحي في المدينة من خلال تطوير البنية التحتية وتنظيم الفعاليات السياحية النوعية، بما يرسّخ موقع طرابلس كوجهة جاذبة على خارطة السياحة في المنطقة.

‎ودعمًا لروح الابتكار، تم التأكيد على تشجيع المبادرات الريادية لدى الشباب والنساء، عبر برامج الاحتضان، وتوفير خدمات الإرشاد، وتسهيل الوصول إلى التمويل، لدفع عجلة المشاريع الناشئة وتوفير فرص عمل مستدامة.

‎وفي إطار مواجهة التحديات المستقبلية، دعا المشاركون إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي في طرابلس، من خلال إطلاق مبادرات لبناء القدرات الرقمية، ونشر ثقافة الابتكار، وتبنّي التقنيات الذكية لرفع كفاءة الأداء المؤسسي. ‎واختُتمت التوصيات بالدعوة إلى إنشاء لجنة توجيه ومتابعة تضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص، والجهات الأكاديمية والمجتمع المدني، لتولي مهمة تنسيق الجهود، وضمان استدامة المبادرات والمشاريع المنبثقة عن المؤتمر.

‎يُذكر أن المؤتمر جاء بتنظيم من تجمع رجال الأعمال اللبنانيين – الفرنسيين في فرنسا (HALFA) وجامعة بيروت العربية، وبالشراكة مع مجلس التنفيذيين اللبنانيين (LEC)، والمجلس الاغترابي للأعمال (LIBC)، وكلية إدارة الأعمال ESA، واتحاد الغرف العربية، ووزارة الصناعة اللبنانية، ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، واتحاد المصارف العربية، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي، وغرفة التجارة والصناعة في أستراليا ولبنان ونيوزيلندا.

يشار إلى أن تجمع رجال الأعمال اللبنانيين-الفرنسيين في فرنسا( HALFA) واصل دعمه لأهداف مؤتمر "نعم قادرون ٣ "، من خلال مشاركته في مؤتمر

for leban Government: diaspora experts Smart 

الذي نظمه مجلس التنفيذيين اللبنانيين في فينيسيا، برعاية وحضور رئيس الجمهورية جوزاف عون. وقد خلص المؤتمر إلى توصيات تنسجم مع أهداف مبادرة HALFA التي تسعى إلى ترسيخ التحوّل الرقمي عبر مبادرات تجمع بين خبرات الاغتراب والدولة اللبنانية.