عقد قران نجل اللواء أشرف ريفي في القلمون

برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبمشاركة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ومفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا، وبحضور رسمي وروحي واسع، احتفل النائب اللواء أشرف ريفي والسيد سامر عصمت هلال بعقد قران نجليهما الدكتور كريم اشرف ريفي على الآنسة آية سامر هلال، وذلك في منتجع الميرامار – القلمون.
وقد حضر المناسبة، إلى جانب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، كل من مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ومفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، ورئيس وزراء العراق الأسبق السيد مصطفى الكاظمي، ورئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، رئيس المحاكم الشرعية الإسلامية في لبنان الشيخ الدكتور محمد عساف، والمفتي الدكتور مالك الشعار، إلى جانب النواب فيصل كرامي، ميشال معوض، طه ناجي، إيهاب مطر، فادي كرم، حيدر ناصر، ايلي خوري، وجورج عطالله، وزير الداخلية الاسبق بسام مولوي ولفيف من الشخصيات الرسمية والدينية والاجتماعية ورجال الأعمال ونواب ووزراء سابقين وقضاة ونقباء المهن الحرة ورؤساء بلديات ومخاتير وأقرباء العروسين وأنسباؤهما.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام كلمة من وحي المناسبة، تحدث فيها عن مكانة الزواج في الإسلام، مؤكدًا أن عقد القران لا يُبنى فقط على الرباط الشرعي، بل على أسس راسخة من الحب والمودة والاحترام. وقال:
“إن الزواج هو نواة المجتمع، وأساس الأسرة الصالحة التي تبني الأوطان، نبارك للعروسين هذا الاقتران المبارك، ونسأل الله أن يجمع بينهما على الخير والمودة، ويجعلهما من أهل الطاعة والصلاح، فبهذه الخطوة، يؤسس الدكتور أحمد والآنسة آية حياة جديدة، ندعو أن تكون مليئة بالسعادة والسكينة والبركة والحب والمودة الممزوجة بالايمان ..
ثم كانت كلمة مؤثرة للنائب اللواء أشرف ريفي، الذي عبّر بكثير من الشفافية والعاطفة عن فرحته الغامرة بهذه المناسبة العائلية، معتبرًا أن هذا اليوم هو من أسعد أيام حياته. فقال:
“إنها فرحتي الأولى بزواج ابني الدكتور كريم من الآنسة آية، وهي فرحة لا توصف، تغمر قلبي وقلوب العائلة كلها، وأحمد الله عز وجل على هذا الرزق الكريم. إنها نعمة كبيرة أن نشهد لحظة بداية جديدة في حياة ولدنا، وأن نرى ثمرة تعبنا تكبر وتؤسس أسرة مباركة على تقوى الله ومحبته.”
وتوجّه اللواء ريفي بالتحية إلى الحضور الكريم، قائلاً:
“وجودكم بيننا اليوم، من أصحاب السماحة والمعالي، وعلى رأسهم سماحة مفتي الجمهورية، ومفتي طرابلس والشمال، ومفتي عكار، وسعادة دولة الرئيس مصطفى الكاظمي، والأصدقاء من لبنان والعالم العربي، هو شرف كبير لنا وللعائلتين. أنتم تُغنون هذه المناسبة بحضوركم وقلوبكم، وبهذا الحضور الكريم نستشعر عمق الأُلفة والتآخي بين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ونجدّد الإيمان بأن هذا الوطن سيظلّ وطنًا للعيش المشترك، وطنًا للعدالة، وطنًا يليق بكل أبنائه.”
وأضاف ريفي، في التفاتة وطنية لافتة، قائلاً:
“سماحة المفتي، إن صوتكم الأخير هو صوتنا. كلمتكم تُعبّر عن وجدان الناس، عن كرامتهم وحقوقهم، ونحن نقف إلى جانبكم بكل ما نمثّله، من أجل بناء دولة العدالة والمؤسسات، دولة لا تُقصي أحدًا، بل تحتضن كل مكوناتها، مسلمين ومسيحيين، لأن لبنان لا يُبنى إلا بشراكة حقيقية، في ظلّ احترام متبادل وتوازن عادل، هذا هو لبنان الرسالة، وهذا ما نؤمن به ونناضل من أجله.”
ولم يغفل اللواء ريفي في كلمته الإشارة إلى البعد العربي للمناسبة، قائلاً:
“إن حضور دولة الرئيس الكاظمي اليوم يضيف إلى عرسنا بعدًا عربيًا نعتز به، وهو تأكيد على أن لبنان، رغم كل أزماته، باقٍ في قلب أمّته، متجذّر في علاقاته، قويٌّ بأشقائه ومحبيه.”
وختم ريفي كلمته بكلمات شكر وعرفان:
“أكرر شكري وامتناني لكل من شاركنا هذا الفرح، ولكل من جاء لتقديم التهاني ومشاركتنا فرحتنا، أشكر كل الأيادي التي ساعدت في إنجاح هذه الليلة المباركة، فرحتنا لا تكتمل إلا بوجودكم بيننا، وأسأل الله أن يديم الأفراح في بيوتكم، وأن يحفظ أبناءكم، وأن يجمعنا دائمًا على الخير والمحبة والسلام.”
ثم ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة وجدانية، بارك فيها للعروسين، وقال: الحمد لله، بفضله وكرمه ومنّته ورحمته، تتمّ الصالحات.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيّدنا محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِّ وسلّم وبارك على أنبياء الله ورسله أجمعين، وعلى خاتمهم سيّدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
عندما يأتي الإنسان اللبناني إلى طرابلس، يشعر بالفخر والاعتزاز، لأنه أتى إلى أهله وأحبّته في طرابلس والشمال.
هذه المدينة هي العاصمة الثانية للبنان، ولها مكانة كبيرة في قلوبنا جميعًا، رغم كلّ المحاولات التي تسعى إلى شيطنتها.
لكنّها تبقى مدينة الاعتدال، مدينة الوسطية، مدينة العلم والعلماء.
اضاف:" دولة الرئيس، أهلًا وسهلًا بك في ربوع لبنان، ضيفًا عزيزًا كريمًا على قلوبنا.
أصحاب المعالي والسعادة، أصحاب السماحة والفضيلة، أيها الأحبة الأكارم،
إنها مناسبة كريمة، وعزيزة على قلب كلّ أب وكلّ أم.
نحن اليوم نجتمع من أجل بناء أسرة جديدة، أسرة إسلامية مبنيّة على القيم الإيمانية والأخلاقية.
وقد تفضّل سماحة مفتي طرابلس والشمال بأطروحته الرائعة حول أحكام الزواج في الإسلام،
ولا شك أن ما قاله يمثّل خارطة طريق للعروسين، الدكتور أحمد والآنسة آية.
وتابع:" وصيّتنا للعروسين الكريمين: أن يُحب كلّ واحد منهما الآخر، وأن يحمل كلّ منهما الآخر في قلبه.
فالحياة الزوجية هي حياة مبنيّة على الحب والمودة والرحمة، وعلى تقوى الله عزّ وجلّ قبل كل شيء.
هنيئًا لآل ريفي، وهنيئًا لآل هلال بهذه المصاهرة الكريمة الطيبة.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع بين العروسين دائمًا على خير،
وأن يكلّل حياتهما بالنجاح والمحبّة والمودة، إنه على كلّ شيء قدير.
واردف:" لن أخلط السياسة بهذه المناسبة الاجتماعية، لأن ما قلناه بالأمس يغني عن الشرح والتفصيل.
لكن، وبحكم مسؤوليتنا، نؤكد أننا نتحدّث عن تنظيم أمورنا كمسلمين، وكجزء من هذه الدولة اللبنانية.
وهذا حق مكتسب لا نقاش فيه مع أحد.
من أعجبه الكلام، فذلك جيّد، ومن قدّم ملاحظات، فنحن نصغي إليها.
لكن منذ أن تولّينا مسؤوليات الإفتاء في لبنان، نذرنا أنفسنا أن نكون صمّام أمان لهذا الوطن.
وقلتها مرارًا وتكرارًا: ليس لدينا أي مشروع خارج إطار الدولة.
نحن جزء من هذه الدولة، ولا دولة من دوننا، ولا دولة بدون أي مكوّن أساسي في هذا البلد.
هذا الكلام أكرّره اليوم من طرابلس، المدينة العزيزة على قلوبنا.
وأوصيكم يا أهلي، يا أبناء طرابلس، أن تحافظوا على مدينتكم،
وأن تضربوا بيد من حديد على كل من يريد الإساءة إليها.
هذه المدينة، بفضلكم ومتابعتكم، ستكون من أفضل مدن لبنان.
أشدّ على أيديكم جميعًا، في المحافظة على طرابلس، وعلى أهلها، وعلى العيش المشترك فيها.
فنحن في لبنان أهل العيش المشترك، ونتمسّك به بكلّ قوة.
وختم:" أبارك للعروسين الكريمين، وأطلب منكم الدعاء لهما بالتوفيق،
وأن نقرأ جميعا سورة الفاتحة على نيّة الخير والبركة لهما، بإذن الله.
بعدها، دخل العروسان وسط فرحة المشاركين والاهل إلى المنصة حيث نالا بركة المفتي دريان والتقطا الصور التذكارية، ثم تقدّم والدا العروسين، إلى جانب سماحة المفتي، لتلقي التهاني من الحاضرين الذين تمنّوا للعروسين حياة ملؤها السعادة والهناء.