النشوة القاتلة

النشوة القاتلة

لن يكون يومًا الحديث عن آفة المخدرات شيئًا روتينيًا. هذا السرطان المتفشي بيننا بأعداد مهولة وسرعة كبيرة يفتك بأبنائنا وتكثر ضحاياه يومًا بعد يوم. وعلى الرغم من محاولات التوعية من قبل الأهل والجمعيات، والمداهمات التي تجريها قوى الأمن الداخلي لمحاولة السيطرة على الوضع، إلا أن غياب الرقابة على الحدود اللبنانية تسمح بإدخال كميات كبيرة من هذه المواد ليتم ترويجها بين فئة الشباب. والخطر يكمن حين يتم لغم هذه المواد في بعض المأكولات والمشروبات كي يستدرج أكبر عدد ممكن من المدمنين من أجل الأموال.


"تعاطي المخدرات عم يصير من قبل فئات عمرية صغيرة بالفترة الأخيرة!" هذا ما قاله مصدر في قوى الأمن الداخلي والذي حمَل مواقع التواصل الإجتماعي وغياب رقابة الأهل الجزء الكبير من المسؤولية. ويعود تعاطي هذه الفئات العمرية الى اسباب كثيرة منها رفاق السوء التي تروج لهذه المواد أو حتى تقوم بالايقاع بالضحية ، كثرة القهاوي والكافيهات الليلة بحيث يقوم بعض البائعين بلغم الأراكيل لجذب الزبائن الى محله ،غياب الرقابة في المدارس بحيث يقوم أحدهم بإدخال هذه المواد وبيعها على أنها حلوى، غياب المسؤولية والوعي الشخصي بحيث يلجأ الفرد الى التعاطي بحجة المشاكل العائلية والهموم ...الخ.


وأفاد المصدر بمحاولات قوى الأمن الداخلي المتنوعة بالتعامل مع هذه المشكلة، حيث تطورت مكافحة المخدرات بنسبة كبيرة جدًا بعد مساعدات قدمتها قطاعات أخرى من قوى الأمن. في السنوات الأخيرة تم تفكيك شبكات كاملة من صناع وتجار الكبتاغون حتى وصل الأمر الى القاء القبض على 350 مروج في الخمسة شهور الماضية أي ما يعادل اثنين او ثلاثة مروجين في اليوم الواحد ، 3 طن من نبتة الكيف وأكثر من مليون وسبعمائة الف حبة كبتاغون. حتى في السجون ، آمروا السجن يقومون بعمل جيد في المكافحة مما أدى الى انخفاض نسبة تداول هذه المواد بين المساجين.


"قد ما كان في مكافحة قوية بكل العالم رح يبقى في إدمان ، وطالما في طلب رح يضل في عرض." هذا ما أضافه المصدر مشدداَ على أهمية بذل الجهود الفردية والإعلامية والسياسية من أجل نشر التوعية في المجتمع من خطورات هذه الآفة التي تدمر حياة الفرد وتدمر مجتمعَا بأكمله. هذا العاتق لا يقع فقط على مسؤولية الدولة ، فمع المحاضرات التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي في المدارس والجمعيات والبلديات، وطرق التوعية الاخرى عبر وسائل الاعلام والتواصل، لن تنحصر هذه المشكلة الخطيرة ما لم يقم أفراد المجتمع من التحرك ونشر الوعي ومتابعة الافراد بعضهم بعضاً ، وحتى احتضانهم للمدمنين والامساك بأيديهم الى دروب العلاج والاستيعاب بأنهم مرضى وانهم ضحايا، حتى لا ينتهي بهم الأمر في عالم الجريمة او موتى في جرعات زائدة.


ولكل الشباب المدمن، طريق العلاج وان هي صعبة وطويلة ، فهي طريق الصواب. وعلى قدر الارادة والعزيمة تختصر المسافات. العيب ليس باللجوء الى مراكز معالجة الإدمان، بل العيب بالاستمرار في هذا الطريق الذي بدايته نشوة ورفاهية ونهايته موت المحتم.

بقلم الزميلة نور خليل