إفتتاح مؤتمر "العمل الاجتماعي في بيروت

إفتتحت "الرابطة الوطنية للعمل الاجتماعي" المؤتمر الدولي بعنوان "العمل الاجتماعي بين التطبيق والتناقض السياسي العربي"، في فندق "كراون بلازا" في الحمرا، برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد وحضور الوزير السابق سليم الصايغ، الوزير السابق للتنمية الاجتماعية في الأردن الدكتور امين المشاقبة، رئيسة الرابطة البروفسورة هدى سليم وممثلي جمعيات ومؤسسات أهلية وفاعليات أمنية ونقابية واجتماعية.
ويتخلل المؤتمر الذي يستمر ليومين، نقاشات وحوارات ومداخلات عن "العمل الاجتماعي في لبنان والعالم العربي بالإضاءة على التناقض السياسي الذي يعتبر عائقا كبيرا أمام أهداف العمل الاجتماعي المهني ويهدم التطور الاجتماعي والاقتصادي".
بعد النشيد الوطني، ألقت البروفيسورة سليم كلمة، رحبت فيها بـ"أخواننا العرب، خصوصا القادمين من أرض الميعاد، الأرض الفلسطينية الغالية الملتصقة بنهر الأردن، حيث عمد يسوع المسيح الذي وعد بان يعاني من أجل تحرير الإنسان من الضياع وأسلم نفسه قربانا من اجلنا، كما يسعدني ان ألتقي بكم جميعا أيها الضيوف الكرام".
: "كنت أتمنى من باحثي مؤتمرنا هذا أن يعرجوا اكثر على محاور هذا المؤتمر التي تصب في أعماق معاناتنا الحاضرة. إننا ندرك أهمية دور العمل الاجتماعي المهني في تنمية المجتمعات العربية والدولية والتأثير فيها، وهذا الدور يشمل توفير المناخ الخالي من التوتر لتبادل الخبرات بين الاختصاصيين الاجتماعيين واكتساب المعارف الجديدة لتنمية قدراتهم ومستواهم المهني والإسهام في إنشاء جيل مثقف ومدرب على قيادة البيئة العربية والتواصل مع مختلف البيئات الاجتماعية".
و ان على الرابطة، "أن تلعب الدور المهم في وضع استراتيجية عمل اجتماعي لبناء قدرات العاملين في هذا المجال للتصدي لكل ما يؤثر سلبا على تحقيق المواطنة العربية الكريمة"، وقالت: "إننا على يقين بإن التقاء جهود هذه النخبة الكريمة من الباحثين العرب واللبنانين سوف تفتح آفاق التواصل مع المتخصصين والقادة الاجتماعيين لوضع حد للتناقضات السياسية الاجتماعية وتقديم المقترحات والبرامج التي تسهم بشكل مهني إيجابي في معالجتها".
وعن "عظيم شكري وإمتناني لأعضاء اللجنتين العلمية والتنظيمية والأساتذة الذين سيترأسون جلسات البحث العلمي وجميع الباحثين وإلى ضيوفنا الأعزاء العرب واللبنانيين"، وقالت: "إن الاختصاصيين الاجتماعيين في لبنان يعملون مقابل أجر زهيد لأن المؤسسات لا تدرك أهمية دور العامل الاجتماعي المهني وبعض الجامعات لا يعنيها الخريج بقدر ما يعنيها عدد طلابها، لذلك نرى العامل الاجتماعي المهني في لبنان يدفن مهنته بذاته المكتئبة التي لا تسمح له ان يلعب الدور الأساسي لمهنته، هذا الوضع العام من المؤكد انني لمسته من خلال الاختصاصيين في وزارة الشؤون الاجتماعية التي عملت فيها لسنين طويلة قبل سفري الى الولايات المتحدة في العام 73".
وتحدث الدكتور امين المشاقبة، فاعتبر أن "التناقض السياسي ما هو إلا عائق خطر يدمر أهداف العمل الاجتماعي المهني ويهدم التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، حيث تتفاقم المشاكل وتزيد معاناة الفقراء والجماعات المهمشة، وهذا ما يدعو إلى تدخل أختصاصي العمل الاجتماعي الذي يمد يد المساعدة إلى الشعب الذي لا يستطيع أن يساعد نفسه، وهو يبحث عن جذور التهميش ويعمل جاهدا لتأمين الاحترام لهذا الشعب بغض النظر عن وضعه السياسي والطائفي، كما الاقتصادي ملتزما بتقديم ظروف الحياة النوعية عن طريق تطوير قدرات الأفراد وإزالة الأعباء عن كاهلهم من جراء التناقض السياسي وسوء العدالة الاجتماعية".
ورفعت مهنة العمل الاجتماعي راية بناء السلام محليا وعربيا ودوليا لكن غالبا ما تصطدم بالتنكر العنفي للعدالة والمساواة وبحقوق الإنسان حتى في حاجاته الأساسية وهذا يتناقض مع حرية الشعب، الأمر الذي يؤدي معظم الأحيان إلى التهور والانتحار. وبما أن العامل الاجتماعي مسؤول عن الجماعات المهمشة وضحايا التناقض السياسي في الدولة الواحدة وضحايا حقوق الإنسان، حيث كان في الصفوف الأولى خلال حوادث الإرهاب في الولايات المتحدة عام 1996 وعام 2003 إبان مهاجمة بغداد حيث أصيب الكثير من الجنود الأميركيين والعرب بالأمراض النفسية".
واعتبر ان "العامل الاجتماعي في الولايات المتحدة عضو في المحاكم الأسرية والمحاكم الجنائية... وهو يدبر الإصلاحيات وعضو في إدارة السجون يقترح القوانين ويرافع عن الحالات في وزارة العدل وهو مسؤول عن السياسات الاجتماعية. مهنة العمل الاجتماعي تتحدى السياسات التي تجهض حقوق الإنسان. لكن للأسف لا يسلط الضوء عليها في العالم العربي وتحرم من تشريع القوانين في بعض الدول مثل لبنان".
وان العمل الاجتماعي "تكمن أهميته في التدخل بمعالجة الشؤون الأنسانية بطريقة مهنية احترافية للمساعدة على تحسين الأوضاع الانسانية، وما دامت منطقتنا العربية تعج بالمآسي والحروب والصراعات، فالشعوب للعدالة تتأثر بكل ما يجري من عنف واضطهاد وغياب والمساواة والظلم، والجوع والنقر، فإن تدخل الاختصاصيين الاجتماعين يصبح ضرورة قصوى لمد يد العون والمساعدة لتلك المجتمعات التي تعاني من تلك الصراعات".
وتما دمنا في العالم العربي، فلدينا وحولنا الحروب والصراعات التي دمرت المجتمعات. فأسرائيل المتوحشة باستخدامات القوة المفرطة، بالقتل والتدمير لتحقيق اطماعها في فلسطين التاريخية وغزة والضفة الغربية والجنوب اللبناني وسوريا، تركت مجتمعات مدمرة تحتاج لاعادة اعمار وبناء الانسان المكلوم"____________ متابعة === عايدة حسيني.