سلام في عمّان: ٩

سلام في عمّان: ٩

سلام في عمّان: صوت الأردن سندٌ للبنان وأمل للمنطقة* كلاديس

تأتي زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام إلى عمّان لتؤكد عمق العلاقات الأخوية بين لبنان والأردن، والتي لم تقتصر يوماً على الجانب السياسي والدبلوماسي، بل امتدت لتكون سنداً حقيقياً للبنان في كل الأوقات الصعبة.


فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، لم يتأخر يوماً عن مد يد العون إلى لبنان، وقد بدا ذلك جلياً في السنوات الأخيرة، حين سارعت المملكة إلى إرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة عقب انفجار مرفأ بيروت عام 2020، فكانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب اللبناني في محنته، كما قدّمت مساعدات عسكرية وأمنية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني في مواجهة التحديات الأمنية. هذه المبادرات المتكررة عكست عمق الروابط الأخوية وإيمان الأردن بأن استقرار لبنان جزء من استقرار المنطقة كلها.


وفي كلمته خلال الزيارة، قال سلام: “صوت الأردن مسموع في العالم، ولبنان يحتاج إلى هذا الدور في هذه المرحلة التي يمرّ بها”، مؤكداً على الدور المحوري للأردن في دعم الحقوق العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وفي مواجهة التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.


وخلال لقائه مع سلام، جدّد جلالة الملك عبد الله الثاني دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه وسيادته، مشدداً على ضرورة توسيع مجالات التعاون، خصوصاً في قطاعات التجارة والنقل والطاقة، إلى جانب إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. كما أعاد جلالته التأكيد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية، ورفض خطط الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض أمر واقع في الضفة الغربية.


لقد أثبتت الأحداث أنّ العلاقات اللبنانية – الأردنية ليست ظرفية أو بروتوكولية، بل هي علاقة تضامن تاريخي متجدد، حيث يقف الأردن دائماً إلى جانب لبنان، ويقدّم له الدعم بلا تردد، في مشهد يعكس وحدة المصير والتزاماً ثابتاً بقيم الأخوة العربية.