سلامة من متحف جبران: معولم قبل ان يكون هناك عولمة ومقدس كما القداسة منذ الازمنة

سلامة من متحف جبران: معولم قبل ان يكون هناك عولمة ومقدس كما القداسة منذ الازمنة

وزير_الثقافة الدكتور غسان سلامة إن هنالك لغزًا جبرانياً لا إدعي امكانية حله ، وسنبقى فخورين برجل خرج من هذه البلدة الى العالم الاوسع فجمع ما اسميته مرة المقدس مع المعولم .

كلام الوزير سلامة جاء خلال رعايته حفل وضع النصب النصفي للفيلسوف الهندي الكبير طاغور في حديقة العظماء في الباحة الخارجية لمتحف جبران في #بشري وبالتعاون مع السفارة الهندية في #لبنان، بحضور السفير 

 نور رحمن الشيخ وعقيلته وطاقم السفارة، ممثل النائبة ستريدا جعجع النائب السابق جوزيف اسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، رئيس لجنة جبران الوطنية الدكتور فادي رحمة واعضاء اللجنة، نائب رئيس بلدية بشري غابي طوق، رئيس لجنة جبران السابق جوزيف فنيانوس ومهتمين. 


الوزير سلامة ألقى كلمة بالانكليزية، شكر فيها رئيس لجنة جبران والسفير الهندي على الافساح في المجال لرعاية هذا التقارب الفكري العالمي والاحتفال بالمناسبة، وقال: "أقول كلمتين بلغتنا الام لأضيف بأن هنالك لغزا جبرانيا لا أدعي امكانية حله، هنالك لغز لهذا الرسام الماهر الذي تحول الى كاتب معروف وانطلق من روحية مشرقية واذ به يلقى صدى في الغرب" .


و "كان الشاعر الانكليزي روديارد كبلينغ يقول "ان الشرق شرق والغرب غرب وهما لا يلتقيان يوما". ولكن الحقيقة ان الغرب عاشق فلسفة طاغور الممزوجة بالشعر وعشق الكتاب النبوي الذي ضم مزيجا من التصوف والشعر والفلسفة التي نراها في نبي جبران .بمعنى انه اذا كان الشرق شرق، والغرب غرب فإنهما يلتقيان عندما يسمعان اللغة التي تعرف كيف تخاطبهما".


و سلامة:"نحن فخورون وسنبقى فخورين برجل خرج من هذه البلدة الى العالم الاوسع، فجمع ما اسميته مرة المقدس مع المعولم .جمع المقدس من وادي القديسين من كتاب النبي من التصوف العميق الذي اشتهر به، من اطلاعه ورغبته بالتعرف على الاديان الاخرى، وجمع مع هذا المقدس مع ما هو معولم اي مع ما هو ناكر للحدود الجغرافية او القومية او الاثنية وما شابه. هو معولم قبل ان يكون هناك عولمة وهو مقدس كما كانت القداسة منذ اقدم الازمنة" .


وختم وزير الثقافة قائلًا:"هذا هو جبران، هذا هو اللغز الجبراني الذي لم افكه كي يبقى لغزا لنا جميعا، لا نستطيع حله لكننا نتمكن من ان نتمتع كل يوم بوجوده" .


بدوره، قال السفير الهندي: "بعد ان شاركت في المؤتمر العالمي الذي عقد تحت عنوان "ذكرى مرور مئة عام على رسالة جبران خليل جبران العالمية" والذي نظمه معهد الفكر اللبناني في جامعة اللويزة بالتعاون مع لجنة جبران ومؤسسة الارز في بشري، قرأت نصا من كتاب النبي بعنوان "معرفة الذات" باللغتين الهندية والانكليزية، واليوم نحتفل بطاغور الحائز على جائزة نوبل سنة 1913 وهو واحد من مجموعة المفكرين الذين التقاهم جبران في نيويورك".

اضاف: "لقد حمل طاغور كما جبران رسالتهما من لبنان والهند الى العالم، داعيين الى التنوع والتسامح وفهم قيمة الحرية والعدالة، وكانا يتبادلان كامل الاحترام والتقدير. من اجل ذلك ترجم كتاب النبي الى 12 لغة محلية في دولة الهند (الهندي، ماليالم، تاميل، بنغالي واوردو) وغيرها من اللغات المتعارف عليها في الهند، وبات لكتابي النبي والمجنون لجبران تأثير كبير على كل المناقشات والاجتماعات الخاصة بطاغور ايضا. كما كان هناك تأثير من الفلسفة الروحانية الهندية على جبران".


"هذا التمثال الموضوع امامنا اليوم في باحة متحف جبران في مدينة بشري، يجسد الصورة التي رسمها جبران لطاغور وتم نقلها لتصبح مجسما فنيا وعنوانا فكريا وربطا ثقافيا بين دولتين صديقتين وعملاقين كبيرين طاغور وجبران".


وختم: "لا بد من شكر الاستاذ فادي رحمة رئيس اللجنة والاستاذ جوزاف جعجع على تعاونهما الدائم وتفانيهما في انجاز هذا العمل. كما اشكر معالي الوزير على رعايته وحضوره هذا الاحتفال"


كما عرض مدير متحف جبران جوزيف جعجع للتقارب بين افكار جبران وطاغور فقال :"حين بارك الحب الأرض: جبران يلتقي طاغور في نيويورك. في ربيع 1921، حضر جبران امسية شعرية لطاغور وتأثر بها بشدة. لم يكن اللقاء بين شاعرين فحسب، بل بين روحين تتعانقان في فضاء المحبة الكونية، فترك هذا اللقاء أثرا عميقا في وجدان جبران الذي استضافه لاحقا في محترفه ورسم صورة له وكتب عليها كلمات تمجد حضوره: رأيته، شعرت أنه إله الحب، جاء ليبارك الأرض بكلماته".


""I saw him - And felt he was the GOD of love, Come to bless the earth with his words. 

 

ومن جهته، قال رئيس لجنة جبران الوطنية: "شرف لنا ان نستضيفكم اليوم في هذه المناسبة الا وهي ازاحة الستارة عن المجسم الذي يمثل المفكر والفنان رابندرانات طاغور شاعر الطبيعة والحرية الهندي، في حديقة ماري هاسكل في متحف جبران. وهذا الاحتفال ليس حدثا طارئا اذ انه يجسد العلاقة والتواصل بين اثنين من كبار الشعراء والادباء والمفكرين في اوائل القرن العشرين الا وهما طاغور وجبران اللذان تلاقت طريقهما جسديا في نيويورك ولكن كان بينهما تواصل روحي عميق على الصعيد الثقافي والايماني، لأنهما رجلان مستشرفان بالمستقبل، قادمان من بلادين خاضعتين لوجود اجنبي، وفيهما بعض الفروقات الاجتماعية ويعيش بعض ابناؤها المأسي".


"بكتاباتهما تخطيا الجغرافيا وحواجز اللغة وتحدثا بكلام يصلح لكل المجتمعات ولكل الازمنة، حاملين نضالا من اجل حقائق ثابتة كالحرية والعدالة والحب والسلام وبالاخص من اجل الكرامة الانسانية. عملا على انشاء جسور بين الشرق والغرب بين الحضارات المتعددة والديانات المختلفة، ارثهما ورسائلهما ما زالت حية وصالحة ليومنا هذا".


وعن استمرارية فكر جبران حتى عالمنا الحالي، قال: "فكر جبران كما فكر طاغور هما ضرورة في القرن الواحد والعشرين اذا اردنا ان نبني السلام ونحمي المجتمعات البشرية."

يشار الى الحضور كانوا جالوا في ارجاء المتحف برفقة المدير الذي اطلعهم على اهمية الموجدات من مؤلفات ورسومات ورسائل جبران،


جولة في الوادي


وكان الوزير سلامة جال قبل الاحتفال، في دير مار اليشاع الأثري في وادي قاديشا، حيث استقبله النائب السابق إسحاق ممثلا النائبة جعجع، رئيس اتحاد بلديات الجبة إيلي مخلوف، رئيس واعضاء لجنة جبران نائب رئيس بلدية بشري، رئيس الدير الأب جوزيف مسلم والمرشد السياحي جوني نعمة الذي عرض بشكل تفصيلي المراحل التاريخية التي مرت على الوادي واديارها، إضافة إلى المعالم الأثرية الموجودة في المنطقة.


كما استمع سلامة ومستقبلوه الى كلمة ترحيبية من الأب مسلّم وصلى الجميع على مدفن الأب القديس أنطوان طربيه. وقدم مسلم للوزير هدايا تذكارية قبل أن ينتقلوا إلى المتحف.