وزعت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان البيان الاتي:

"عرضت المفوضية الأوروبية والممثلة العليا اليوم استراتيجية جديدة تطمح لتعزيز علاقات الاتحاد الأوروبي مع شركائه في جنوب المتوسط. واستنادًا إلى روابطنا التاريخية والثقافية، سيركز ميثاق المتوسط على مجالات الاهتمام المشترك حيث نتشارك التحديات والتطلعات.
سيعزز ميثاق المتوسط التعاون والروابط الاقتصادية بين شواطئ البحر الأبيض المتوسط وخارجه. وسيساهم في بناء مساحة متوسطية مشتركة ومترابطة ومزدهرة وآمنة وقادرة على الصمود.
يقوم الميثاق على مبادئ الملكية المشتركة، والصياغة المشتركة، والمسؤولية المشتركة، ويتبنى نهجًا عمليًا يتمحور حول مبادرات ملموسة من شأنها أن تحقق قيمة مضافة للشعوب والاقتصادات على جميع ضفاف المتوسط. الهدف هو تحقيق منافع متبادلة - من إنتاج الطاقة النظيفة، إلى فتح المجال للاستثمارات الخاصة. وسيتم تحقيق ذلك من خلال تفعيل مشاريع إقليمية توفر فرصًا للأشخاص والشركات على حد سواء، مع التركيز بشكل خاص على الشباب والنساء والشركات الصغيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يُتيح الميثاق فرصةً لتعزيز تعاوننا في مجالات الأمن، والتأهب، وإدارة الهجرة. وتأتي المجالات ذات الاهتمام المشترك - مثل الأمن البحري، ومتانة البنى التحتية الحيوية، والتدخل الأجنبي - من بين الإجراءات التي تم تحديدها لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال السلام والأمن.
ثلاث ركائز
الشعوب كقوة دافعة للتغيير والتواصل والابتكار - يشمل ذلك إجراءات تتعلق بتعزيز التعليم العالي، والتدريب المهني، والمهارات وفرص العمل، وتمكين الشباب والمجتمع المدني، والتنقل، والثقافة، والسياحة، والرياضة، مع التركيز بشكل كبير على الشباب. ستكون جامعة البحر الأبيض المتوسط مشروعًا رائدًا في إطار هذه الركيزة، وستربط الطلاب من ضفاف البحر الأبيض المتوسط. كما سيتم توسيع نطاق أنظمة التعليم والتدريب التقني والمهني القائمة حاليا. كما سيعمل الاتحاد الأوروبي، في إطار آلية التراث، على تعزيز التراث الثقافي، ودعم الفنانين، وإحياء السياحة بشكل مستدام.
اقتصادات أقوى وأكثر استدامة وتكاملًا - يشمل ذلك إجراءات تتعلق بتحديث علاقات التجارة والاستثمار، وتعزيز الطاقة والتقنيات النظيفة، ومرونة المياه، والاقتصاد الأزرق والزراعة، والترابط الرقمي وترابط وسائل النقل، بالإضافة إلى خلق فرص العمل. في هذا السياق، ستكون مبادرة الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة عبر المتوسط (T-MED) ومبادرة StartUp4Med من بين المشاريع الرائدة في هذا المحور. كما سيعمل الشركاء على تعزيز تكامل سلاسل التوريد، بما في ذلك في قطاعي الصحة والزراعة، بالإضافة إلى المواد الأولية الأساسية. كما سيُقرّب الربط الفعال والآمن والموثوق للبنى التحتية الرقمية بين الاقتصادات والمواطنين، بينما سيتم تعزيز اقتصاد أزرق أكثر استدامةً وتجددًا في حوض البحر الأبيض المتوسط.
الأمن والتأهب وإدارة الهجرة - يشمل ذلك إجراءاتٍ لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وزيادة التأهب الإقليمي، والتعاون على نهج شامل للهجرة. وستشمل المبادرات ذات الأولوية التأهب للكوارث في منطقة المتوسط والقدرة على الصمود. وسيتم الترويج لنهج شامل لإدارة الهجرة، بالإضافة إلى نهج مشترك للإدارة المتكاملة للحدود والأمن، والذي سيشمل شراكاتٍ عملية لمكافحة تهريب المهاجرين. وسيتم إنشاء منتدى إقليمي للاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط بشأن السلام والأمن.
كما يُتيح الميثاق التعاون مع شركاء من خارج منطقة جنوب المتوسط، من بينهم الخليج، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وغرب البلقان، بالإضافة إلى تركيا. وسيكون تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، هدفًا رئيسيًا للميثاق.
الخطوات التالية
يُقترح أن يُعتمد الميثاق سياسيًا من الاتحاد الأوروبي والشركاء في جنوب المتوسط في نوفمبر 2025، بمناسبة الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة.
ستُحوّل المبادرات المقترحة في إطار الميثاق إلى خطة عمل مُخصصة، تُحدد الدول المشاركة والجهات المعنية في كل مبادرة. ومن المقرر إصدار خطة العمل الأولية في الربع الأول من عام 2026.
ستكون خطة العمل وثيقة حية يُمكن إضافة مبادرات جديدة إليها مع مرور الوقت. وستُدعى المنظمات الإقليمية والمجتمع المدني ومنظمات الشباب لدعم تنفيذها، بينما ستتطلع مؤسسات الاتحاد الأوروبي بانتظام على مراحل إطلاقها.
خلفية
يأتي الميثاق نتيجة عملية تشاورية موسعة وشاملة، شاركت فيها مجموعة واسعة من الجهات المعنية، بما في ذلك الشركاء في جنوب المتوسط، والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، والدول المجاورة في المنطقة الكبرى، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر والمنظمات الثقافية والاقتصادية.
في عام 1995، أُطلقت عملية برشلونة، عقب توقيع إعلان برشلونة، للتعاون متعدد الأطراف في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي عام 2021، عززت أجندة المتوسط التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل التنمية البشرية والحوكمة والقدرة على الصمود والعمل المناخي والنمو الاقتصادي الشامل.
كما شكّلت الخطة الاقتصادية والاستثمارية ذات الصلة نقطة انطلاق تسمح للاتحاد الأوروبي باقتراح مبادرات ملموسة ومتابعتها. ويهدف ميثاق اليوم إلى مواصلة العمل المُنجز بطريقة أكثر تنسيقًا ومنهجية، وربطه بالإطار السياسي العام من خلال حوكمة أقوى، وإجراءات ملموسة، وملكية مشتركة".