لماذا نرفض التفاوض المباشر بين لبنان والكيان المحتل؟

لماذا نرفض التفاوض المباشر بين لبنان والكيان المحتل؟

يعود الحديث اليوم في لبنان إلى ملف التفاوض المباشر مع الكيان المحتل، وهو نقاش يثير استغراباً واسعاً لدى اللبنانيين، وخاصة أبناء الجنوب الذين دفعوا أثماناً باهظة من دمائهم وأرضهم وبيوتهم خلال عقود من الاعتداءات والاحتلال.


إنّ التساؤل الأساسي الذي يطرحه الناس هو:

لماذا تدخل دولتنا في تفاوض مباشر مع طرفٍ هو نفسه الذي اعتدى على أرضنا، واحتل بلداتنا، ونكّل بشعبنا، ولا يزال يطمع بمواردنا وحدودنا؟


أسباب الرفض الشعبي


1. التفاوض يعطي شرعية لمعتدٍ ما زال يحتل أرضاً لبنانية مثل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنقاط الخمس، من دون أي التزام واضح بالانسحاب الكامل.


2. الكيان ما زال يهدّد لبنان يومياً عبر الخروقات الجوية والاعتداءات المتكررة على الجنوب.


3. لا مساواة بين دولة تبحث عن الحفاظ على سيادتها، وطرف قائم على سياسة القوة وفرض الأمر الواقع.


4. المخاوف من أن يكون التفاوض مدخلاً لفرض تطبيع سياسي أو أمني بغطاء “ترسيم” أو “ضمانات”، فيما جوهره تنازلات تمسّ حقوق اللبنانيين.


5. أبناء الجنوب تحديداً يعرفون حقيقة هذا العدو لأنهم عاشوا الاحتلال والتهجير والمجازر، ويعتبرون أي حوار مباشر مكافأة لمرتكب الجرائم بحقهم.


موقفنا


نحن أبناء الجنوب خاصة، ولبنان عامة، نرفض أي تفاوض مباشر مع الكيان المحتل.

نرفض ذلك ليس عن عناد أو انفعال، بل عن قناعة وطنية بأن حقوقنا لا تُستعاد بعقد الطاولات مع المعتدي، بل بالثبات على موقف يحفظ كرامة لبنان وسيادته.


إنّ الدولة مدعوة إلى التذكير بأن قوة لبنان كانت دائماً في وحدة شعبه، وفي تمسكه بحقه، وفي عدم الانزلاق إلى مسارات قد تُفهم على أنها تنازل عن الأرض أو عن دماء الشهداء.