جدعون افتتح مركزا للتجديد التربوي لتطوير وتحديث التعليم وحض الأهالي والطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي "بحذر

جدعون افتتح مركزا للتجديد التربوي لتطوير وتحديث التعليم وحض الأهالي والطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي "بحذر

افتتح رئيس جمعية تحديث وتطوير التعليم (MADE) الخبير اللبناني الأوروبي الدكتور بيار جدعون، مراكز للتجديد التربوي، "تجمع بين المؤهلات، والكفايات، والمهارات، والتربية". 

وقال جدعون: "إن المؤهلات تُشير إلى الاعتراف الرسمي بمستوى الكفايات، والتي تُثبت عادةً بشهادة أو إفادة مُعتمدة رسميًا. أما الكفاية، فتُشير إلى قدرة الشخص العملية على توظيف معارفه ومهاراته وقدراته الشخصية للتصرف بفاعلية في موقف عمل مُحدد".

وشدّد على "أهميّة التعليم المبني على الكفايات أي المعرفة، والمهارات، والمواقف المبنية على الأخلاق والقيم روحية كانت، مجتمعيّة، و/أو عالميّة شاملة. وبالأخص التركيز على الكفاية الرقمية التي تواكب كل انسان في تحوّله الرقمي"، مشددا على "أهمية الذكاء الاصطناعي على الرغم من كل ما تحمله هذه التكنولوجيا من سيئات والاحتياطات التي يجب أن ينتبه اليها كل مستخدم لروبوتات الدردشة أو المحادثة".

وتزامنا مع افتتاح "مركز التجديد التربوي لتطوير وتحديث التعليم"، استضافت إدارة الليسيه باتريوت، ممثلة بمسؤولين من مجلس الأمناء الآنسة منى عثمان والحاج حسين عثمان، ومدير الليسيه الأستاذ علي ماجد، والمبتكر موسى سويدان صاحب مؤسسة روبوتيكس، الدكتور بيار جدعون، في ورشة علمية تفاعلية حملت عنوان: "استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية: الفرص والتحديات"، حذر خلالها الأهل بشكل عام، والطالبات والطلاب بشكل خاص، من أنه " لا يصدّق الا ربع جواب (البيانات) من أصل كل ثلاثة أجوبة تجيبه بها أدوات الذكاء الاصطناعي".

وقال جدعون: "علينا جميعا أن نطوّر معارفنا حول الذكاء الاصطناعي، وبالأخص التعلم الآلي والتعلّم العميق لكي نفهم كيفيّة عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي أو "Generative AI".

اضاف: "أفضّل استخدام "التدريب الآلي" بدلا من "التعلّم الآلي" لكي لا نترجم حرفيا كلمة "Machine Learning" كون التعلّم أو التدريب الآلي يعمل على تطوير خوارزميات ونماذج تُمكّن أجهزة كالكمبيوتر من التعلم من البيانات واتخاذ التنبؤات أو اتخاذ القرارات دون الحاجة إلى برمجة صريحة".

أهميّة التفكير الناقد 

وشرح جدعون للمشاركين في الورشة ما يعنيه بالتفكير الناقد قائلا: "أمام البيانات الجديدة التي نحصل عليها من روبوت المحادثة أو ال "Chatbot" يجب أن نفكّر دائما بالآتي: "هل المعلومات صحيحة؟ وإذا كانت صحيحة، هل هي دقيقة؟ وإذا كانت دقيقة، هل هي مفيدة؟".

اضاف: "لا تقبلوا بأول جواب ينتجه لكم روبوت المحادثة الذي تستخدمونه، إن كان شات جي بي تي، بربلكستي، بويي، كوبيلوت، جيميناي، أو غيرهم. أجيبوا كلا منهم بالآتي: "أعرفك بأنك خبير في الموضوع ... (الذي تعملون عليه)، وأعرف أنه باستطاعتك اعطائي جوابا أفضل. وأطلبوا منه أن يبحث من جديد ... فتجدوا أنه يحترمكم أكثر، ويتكلم معكم بطريقة علمية أفضل، ويحاول اجابتكم بشكل أفضل وهكذا من جواب الى جواب تلاحظون أن أجوبته تتحسن، ولا تكتفوا بالبحث في أداة واحدة، بل استخدموا عدة أدوات. ولا تنسوا أن تستخدموا التفكير الناقد للبيانات التي حصلتم عليها، فهذا يساعدكم في النجاح من بداية الطريق ويلهمكم كمساعد ذكي في ما تبحثون عليه".

وربط جدعون هذه المفاهيم بمثال المصنع قائلا: "إذا كان الذكاء الاصطناعي يشبه مصنعا ينتج آلات ذكيّة كالسيارة ذاتية القيادة، فالتعلّم أو التدريب الآلي يشبه قسما متخصصا في هذا المصنع يركّز على تعليم الآلات كيفيّة التعلّم من البيانات كالتوصيات في نتفلكس. أما التعلّم العميق فيشبه فريقا متقدما في مجال التعلم أو التدريب الآلي يستخدم أدوات متخصصة (كالشبكات العصبية) لمهام أكثر تعقيدًا كالتعرّف على الكلام في سيري أو الكسا. وهذا التطوّر التكنولوجي أعطانا ما يعرف اليوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي الملخص بالأجنبية ب "GenAI" والذي يشكّل مجموعة فرعيّة من التعلم العميق تسمح بإنشاء النصوص والصور ومقاطع الفيديو والأصوات. وهنا بيت القصيد. فمن النص نستطيع أن نولّد نصوصا أخرى وبالطبع أبيات شعر ... ومن النص نستطيع توليد صور. ومن الصور نستطيع توليد صور أخرى ... ومن الصور نستطيع أن نولد فيلما". 

وشاهد المشاركون عملية رقمنة لوحة زيتية انطباعيّة تُظهر العادات اللبنانيّة القديمة في صناعة الخبز المرقوق، وكيفية توليد نصوص حول الخبز المرقوق، ومن بعدها تحويل اللوحة الى فيديو للخبز المرقوق مع اضافة أغنية "طيّب يا مرقوق بلادي" في الفيديو.

وقدّم جدعون مقاربة شاملة حول أثر الذكاء الاصطناعي على الثقافة العربية، وتحوّلات سوق العمل، وكيفية إعداد الطلاب لمهن المستقبل. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهوماً نظرياً، بل أصبح جزءاً لصيقاً من التعليم، والبحث العلمي، والرعاية الصحية، وصولاً إلى التطبيقات اليومية التي تُعيد تشكيل حياتنا.

وتوقف عند التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الرقمي، مشيراً إلى أن التطور التقني يقدّم فرصاً كبيرة للحفاظ على التراث، إذا ما استُثمرت أدوات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.

وشهدت الورشة تفاعلاً لافتاً من التلامذة والمعلمين، خصوصاً في محاور:

– مستقبل الوظائف في عصر الأتمتة،

– مستويات كفايات الذكاء الاصطناعي المطلوبة للطلاب،

– دور المدارس في تهيئة الجيل الجديد للكفايات والمهارات التقنية، النقدية، والإبداعية.

وأتت هذه الخطوة ضمن مسار تبنّته الليسيه باتريوت لتحديث مقارباتها التعليمية، وتعزيز ثقافة الابتكار والتعلم المستدام داخل المجتمع المدرسي، بما يواكب التطور.