الذكرة 77 للإعلان العالمي: حماية الحقوق

كرامي من جامعة المدينة في الذكرة 77 للإعلان العالمي: حماية الحقوق أساس الاستقرار وبناء الدولة*
برعاية وحضور رئيس مجلس أمناء جامعة المدينة رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي، أحيت جامعة المدينة، بالتعاون مع وكالة الأنباء الدولية لحقوق الإنسان المعتمدة لدى المجلس الدولي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة (إيكوسوك)، ولجنة الحريات المجتمعية، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في احتفال أكاديمي وحقوقي أُقيم في حرم الجامعة في مدينة طرابلس، لمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
حضر الاحتفال النائبان طه ناجي وجميل عبود وعقيلته دورين عبود، مدير وكالة الأنباء الدولية لحقوق الإنسان والممثل الأعلى للشؤون الخارجية في المجلس الدولي الدكتور هيثم بو سعيد، أمين فتوى طرابلس وشيخ قرائها الشيخ بلال بارودي ممثلاً سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام، رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان الدكتور سالم فتحي يكن، رئيس أساقفة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلاً بالمونسنيور جوزيف غبش، وممثلون عن النواب أشرف ريفي وأديب عبد المسيح، رئيس مجلس إدارة مستشفى الإسلامي كميل قصير، رئيس رابطة مخاتير طرابلس حسام التوم، رئيس بلدية طرابلس ممثلا بعضو المجلس المحامي عبدالله زيادة، رئيس بلدية القلمون رواد الحلو، أعضاء مجلس بلدية الميناء، نقيب المحامين مروان ضاهر ممثلاً بالمحامية رنا دبليز، ورئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي الدكتور هاني الشعراني، إلى جانب ممثلين عن بلديتي طرابلس والميناء، إضافة إلى فعاليات دبلوماسية وأمنية وعسكرية وأكاديمية واجتماعية، وممثل عن نقابة الصيادلة، وعضو هيئة الحريات والأمن المجتمعي الأستاذ يعقوب مطر، وعضو المجلس التنفيذي ورئيس هيئة الحريات والأمن المجتمعي الأستاذ أديب أسعد، ورئيس جامعة المدينة الدكتور وليد داغر، القنصل غابي ابو رجيلي، المحامي علي أعد ممثلا رئيس المجلس العلوي، إضافة إلى حشد واسع من الحقوقيين والإعلاميين والأكاديميين.
استُهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى كلمة الافتتاح عضو هيئة الحريات والأمن المجتمعي الأستاذ يعقوب مطر، حيث أكد أن إحياء هذه المناسبة لا يقتصر على الطابع الاحتفالي، بل يشكّل محطة تأمل ومراجعة، تجمع بين فكر القانون وروح الأخلاق، وبين سلطة الدولة وضمير المجتمع، وبين القيم الدينية وسعي الإنسان الدائم نحو الكرامة والعدالة.
وأشار مطر إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يُعدّ دستوراً أخلاقياً للإنسانية وخارطة طريق لبناء مجتمع أكثر عدلاً وسلاماً، مؤكداً أن المرحلة الراهنة تتطلب تحويل ثقافة حقوق الإنسان إلى سلوك يومي وخطاب جامع، وترجمتها عملياً في الحق بالتعليم، والرعاية الصحية، والعمل اللائق، والعيش بكرامة، وصون الحريات الأساسية، وفي مقدّمها حرية الرأي والمعتقد والمساواة.
وشدد على أن الأمن والاستقرار يشكّلان الأساس الذي تُبنى عليه باقي الحقوق، موجهاً التحية إلى المؤسسات العسكرية والأمنية على دورها في حفظ السلم الأهلي ضمن إطار احترام القانون وحقوق الإنسان، ومؤكداً أن الحقوق لا تنفصل عن الواجبات، بل تقوم على التوازن بين الفرد والمجتمع، وبين الحق والمسؤولية.
بعدها، ألقى عضو المجلس التنفيذي ورئيس لجنة الحريات والأمن الشخصي في المجلس الدولي لحقوق الإنسان الأستاذ أديب أسعد كلمة، أكد فيها أن اليوم العالمي لحقوق الإنسان يجسّد القيم السامية التي يطمح إليها الإنسان، والمتمثلة بالكرامة والحرية والعدالة، باعتبارها الركائز الأساسية لحقوق الإنسان.
وأشار أسعد إلى أن اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون الأول شكّل محطة مفصلية في تاريخ البشرية، كونه وثيقة دولية تعترف بحق كل إنسان في العيش بكرامة، بعيداً عن أي تمييز قائم على اللون أو العرق أو الدين، داعياً إلى الالتزام بهذه المبادئ كنموذج يُحتذى في التشريعات والممارسات.
من جهته، أكد رئيس جامعة المدينة الدكتور وليد داغر أن الجامعة اختارت منذ تأسيسها أن تكون مساحة جامعة لكل اللبنانيين، ومنصة للحوار والعيش الواحد، لا المشترك فحسب. وأشار إلى أن دور الجامعة في حماية حقوق الإنسان لا يقتصر على قاعات الدرس، بل يمتد إلى المجتمع، من خلال إعداد طلاب يؤمنون بأن لبنان وطن واحد يجمع الجميع، وأن الإنسان هو القيمة العليا.
وشدد داغر على أن الجامعة تسعى إلى تخريج طلاب يكونون رسلاً لقيم العدالة والحرية والكرامة، وقادرين على نقل هذه الثقافة إلى محيطهم، مؤكداً التزام الجامعة بأن تكون جسراً للسلام ومساحة للتفاهم والتلاقي.
وفي كلمته، شدد رئيس مجلس أمناء جامعة المدينة معالي الوزير الأستاذ فيصل كرامي على أن حقوق الإنسان ليست شعارات تُرفع في المناسبات، بل حقوق طبيعية وأساسية يجب أن تُصان وتُحترم وتُطبّق في جميع دول العالم بلا استثناء. وأكد أن الوصول إلى التطبيق الفعلي لهذه الحقوق يشكّل المدخل الأساسي لمعالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وأشار كرامي إلى أن ما يشهده العالم، ولا سيما في غزة ولبنان وسوريا، من انتهاكات جسيمة، لا يمكن وصفه إلا كمأساة أخلاقية تصيب الضمير الإنساني في الصميم. وتوقف عند واقع حقوق الإنسان في لبنان، معتبراً أن التمييز بين المواطنين على أسس طائفية أو مناطقية يُعدّ من أخطر الانتهاكات المزمنة، ويعيق بناء دولة القانون والمؤسسات، مؤكداً أن اتفاق الطائف تضمّن الأسس الكفيلة بمعالجة هذه الإشكاليات.
كما شدد على أن حماية الحقوق تستند إلى ركيزتين أساسيتين هما القانون العادل والقضاء المستقل، معتبراً أن الأمن الاجتماعي حق إنساني لا يتحقق إلا بوجود سلطة قانونية قادرة وعادلة، وختم بالتأكيد على الانحياز الدائم إلى الإنسان وحقوقه وكرامته، داعياً إلى توسيع دائرة النقاش والمشاركة.
وشهد الاحتفال مداخلات دينية شددت على أن كرامة الإنسان هي جوهر الرسالات السماوية، وأن الحرية قيمة أساسية يجب أن تُمارس ضمن إطار يحفظ مصلحة المجتمع ويحترم القيم الأخلاقية، مع التأكيد على أهمية العيش الواحد والتعاون بين مختلف مكوّنات المجتمع.
واختُتم الاحتفال بكلمة مدير وكالة الأنباء الدولية لحقوق الإنسان، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في المجلس الدولي لحقوق الإنسان الدكتور هيثم بو سعيد، الذي أكد التزام الوكالة والمجلس بالمبادئ الدولية لحقوق الإنسان، محذراً من التراجع المقلق للحريات في عدد من دول العالم، ومن الانتهاكات المرتبطة بالتوقيف التعسفي والتعذيب وتقييد حرية التعبير.
وشدد بو سعيد على مسؤولية الدولة اللبنانية في حماية الحقوق ضمن إطار سيادة القانون، وعلى ضرورة تعزيز التعاون بين السلطات والمؤسسات الأمنية والقضائية والمجتمع المدني، مؤكداً أن الوقاية من الانتهاكات لا تقل أهمية عن معالجتها، وأن بناء منظومة حقوقية متينة يشكّل استثماراً في الاستقرار والأمن الوطني. واعتبر أن اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو مناسبة لتجديد الالتزام، لا للاكتفاء بالتذكير، وللتأكيد على أن صون الكرامة الإنسانية هو معيار التحضر وشرط الاستقرار ومفتاح السلام .