هكذا ينظر "التيار" الى التعيينات الساخنة

هكذا ينظر "التيار" الى التعيينات الساخنة

أسعد بشارة - الجمهورية

ليس جديداً الكلام الذي قاله الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، وليس جديداً أنّ الرئيس ميشال عون قبل انتخابه وبعد انتخابه يعتمد موقفاً لا يتغيّر من مركزية دور الدولة في الدفاع عن لبنان، ومن الاستعانة بسلاح المقاومة إذا اقتضى الأمر. هذا ما تقوله أوساط «التيار الوطني الحر»، رداً على الحملات التي تساق بعد كلام نصرالله، فهذه الحملات في رأي أوساط «التيار» لا تقدم ولا تؤخر، والهدف منها التصويب على العهد ودوره في حماية الاستقرار.

وتشير الاوساط الى أنّ مسلسل استهداف العهد مستمر قبل انتخاب الرئيس عون وبعده، تارة باستهداف الوزير جبران باسيل، وطوراً بحملات التيئيس الاقتصادي وتعميم السلبية، لكن هذا كله لن يؤثر في العهد، ولن يغيّر اقتناعاته.

وتلفت الاوساط الى حملة أخرى شُنّت على الوزير باسيل في ما يتعلق بمسؤول «جيش لحد»، إذ اتُهم بتسهيل قدومه الى لبنان، وفي هذا الاتهام تناقض واضح، وعلى من يقومون بالحملات ان يختاروا، إما أن يكون باسيل على لائحة العقوبات الاميركية، او أن يكون في موقع تسهيل عودة جماعة «جيش لحد»، فلا حلّ وسطاً بين التناقضين.

هي حملة إلهاء، كما تقول الاوساط، لصرف الانظار عن ورشة إعداد موازنة عام 2020 التي تجري على قدم وساق، كما عن مجموعة الإنجازات التي تتحقق لطيّ صفحة الإرث الاقتصادي الثقيل، ولاستعادة التوازن في الدولة ومؤسساتها، وفق معادلة أرساها الرئيس عون، وهي أنّ ما للمسيحيين للمسيحيين، وأنّ كل المواقع التي كان مسيطراً عليها في الإدارة ستعود الى المسيحيين، ولن يتمكن أيّ طرف بعد اليوم من السيطرة عليها، سواء أكان حليفاً ام خصماً في السياسة.


تكشف الاوساط أنّ ورشة التعيينات، تجري وستُستكمل، وفقاً لهذه الاهداف، وسيتم ملء شواغر الادارة، خصوصاً في الفئة الاولى، بمَن يمثل المسيحيين، أمّا الفئات الاخرى فلا تنازل فيها عن سقف التوازن العددي، في انتظار بتّ طلب تعديل وتفسير المواد الدستورية التي تؤمّن العيش المشترك وتتناغم والميثاق الوطني.

بعد التعيينات في المجلس الدستوري والقضاء، سيأتي حسب الاوساط موعد بتّ التعيينات الاخرى في المواقع الهامة، ومنها «الميدل ايست» والمرفأ والضمان الاجتماعي، وغيرها من المواقع.

وتكشف الاوساط انّ «التيار» مصرّ في «الميدل ايست» على فصل موقع المدير العام عن موقع رئيس مجلس الإدارة، اللذين كان يشغلهما معاً محمد الحوت، وتشير الى أنّ موقع رئاسة مجلس إدارة «الميدل ايست» من المواقع المسيحية التي لا تنازل عنها، كما تشير الى أن لا تنازل عن موقع رئاسة مجلس ادارة الضمان، وهناك كلام واضح مع الرئيس نبيه بري بهذا الخصوص، كذلك لا تنازل في تعيين إدارة المرفأ، وكذلك في رئاسة مجلس إدارة كهرباء لبنان وأعضاء مجلس الإدارة.

أخيراً كما تقول الاوساط اقترب الجميع من الاقتناع بأن لا مجال للسيطرة على هذه المواقع، وتحديداً لا مجال لأيّ زعامة درزية او سنّية او شيعية أن تعيّن ايّاً كان في موقع يخصّ المسيحيين، ومَن اراد من هذه القيادات أن يعيّن في هذه المواقع، إكراماً لهذا الطرف أو ذاك، فلا مانع باعتماد المقايضة، اي في تبادل ايّ موقع مسيحي بموقع مسلم، فعصر «البخششة» من كيس الآخرين انتهى.

تشير الاوساط الى انّ التفاهم بين الوزير باسيل والرئيس الحريري لا بد سيحصل رغم بعض الصعوبات، كما سيحصل مع الرئيس نبيه بري، وستكون النتيجة ملء جميع الشواغر في الإدارة، للانطلاق الى تفعيل عملها، بما يؤدي الى السير بمسار طوارئ اداري، يوقظ الإدارات النائمة، ويجعلها تواكب خطة الطوارئ الاقتصادية، أما باقي ما يثار حول التعيينات فهو مجرّد تشويش لن يلبث إلّا أن ينطفئ. 


الجمهورية