"اسرائيل" مُستمرّة في قضم أراضٍ لبنانية

"اسرائيل" مُستمرّة في قضم أراضٍ لبنانية

باشرَ جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء الماضي في تركيب مكعّبات اسمنتية بالقرب من الطريق العسكري المُحاذي لموقع تلّة الحماري مقابل بلدة الوزاني. وتابعها يومَ أمس بأعمال حفر ورفع للسواتر الترابية خلف الجدار الإسمنتي في محلّة العبارة مقابل بلدة كفركلا، مثبتاً حوالي 23 "بلوكاً" ومتقدّماً 20 متراً داخل أراضٍ لبنانية (مُتحفّظ عليها)، هذا التطوّر الأمني تحدّث عنه وزير الدفاع الياس بوصعب أول من أمس، لكن الحكومة واجهته بصمت مُريب وغير مبرّر حتى الآن، وفق ما اشارت صحيفة "الاخبار".

هذا الأمر أثاره في لقاء الأربعاء النيابي الرئيس نبيه بري، مُتسائلاً "أين التصدّي لقضم العدو الإسرائيلي لـ 20 متراً في إحدى النقاط المتحفّظ عليها؟". ونقل عنه النوّاب قوله "يلوموننا على الربط بين حدودنا البرية والبحرية ويستغربون تمسّكنا بالمقاومة التي هي في أبسط الأحوال مصلحة للبنان". فيما وصفت مصادر مطلعة الوضع في الجنوب بـ"التطوّر الخطير"، و"محاولة من قبل العدو لجسّ النبض بهدف التمادي لقضم أجزاء واسعة من الحدود تبدأ من النقاط المتحفّظ عليها في البرّ، بما يعني مُصادرتها، حتى تمتد إلى الحقل النفطي البحري وحرمان لبنان منه".

وتابعت الصحيفة ان ما حصل في اليومين الماضيين، هو خرق قديم متجدّد. يقوم به العدو من موقع "معيان باروخ" العكسري (قرب مستوطنة تحمل الاسم نفسه)، مقابل محلة الميسات جنوب قرية الوزاني. 

ولفتت الصحيفة الى ان هذه المنطقة تقع في أرض لبنانية خالصة مئة في المئة، استناداً الى الحدود الدولية التاريخية، من خارج الخط الأزرق. لكنها، في نظر تدخُل قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، ضمن المناطق "المتنازع عليها"، وممنوع البناء فيها، مع أن الموقع المعادي يخترق الحدود اللبنانية أصلاً من خلال شريط شائك، بينما ما يقوم به العدو حالياً هو تركيب البلوكات لبناء جدار وفرض أمر واقع جديد، تماماً كما حصل في العديسة ونقطة الـ B1 عند رأس الناقورة. ففي أيار الماضي، رُصد تحرّك إسرائيلي في هذه النقطة (أقصى الجنوب اللبناني في رأس الناقورة) حيث دخلت إلى المنطقة 3 جرافات تابعة لقوات الاحتلال.

الى ذلك قال الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي إن "مراقبي القوات الدولية يتابعون ما يحصل في الوزاني منذ أيام"، واضاف إن "قائد قوات الطوارئ ستيفانو دل كول يتولّى التواصل مع الأطراف لحل الوضع في هذه المنطقة المتحفّظ عليها، التي تقع جنوب الخط الأزرق. وقد أبدت هذه الأطراف استعداداً للنقاش في هذه النقطة من أصل 13 نقطة أخرى".

من جهتها قالت مصادر سياسية إن "هذا التوقيت مناسب جداً للجانب الإسرائيلي الذي سيسعى في ظل انشغال أركان الدولة إلى كسب المزيد من أوراق التفاوض بما يتناسب مع مصلحته، أي ضمّ ما يستطيع من النقاط واحتلالها فتصبح خارج أي تفاوض مستقبلي".

ووصفت المصادر سكوت الدولة اللبنانية "بالخطأ المُميت، لأنه يمسح جهوداً كبيرة قام بها الجانب اللبناني خلال وبعد تفويض الولايات المتحدة بهذا الملف برعاية الأمم المتحدة، حين تمسّك بكامل بنود آلية التفاوض بشأن ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. وأساس هذه الآلية التلازم في الترسيم بين الحدود البرية والبحرية، لأن أي تنازل بالأمتار في نقاط البر يمكن أن يخسّر لبنان كيلومترات عدة من مياهه البحرية وبالتالي ثروته النفطية، وهو ما تحققه إسرائيل اليوم من دون تفاوض، بالقوة والأمر الواقع".