خاص: في زمن الانهيار العربي الإسلامي : الانحياز الأميركي والتبعية والتخاذل تهمش القرار 2728 المجحف والمستخف وإبادة الفلسطنيين متزايدة

خاص: في  زمن الانهيار العربي الإسلامي : الانحياز الأميركي والتبعية والتخاذل تهمش القرار 2728 المجحف والمستخف وإبادة الفلسطنيين متزايدة

المؤرخ والكاتب السياسي د. حسن محمود  قبيسي  


لا جدال في أن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني التلمودي لفلسطين عدوان دائم و مستمر ، والتصدي له و مجاهدته «فرض عين» و«فرض كفاية » (فرض العين يكون إن اعتدي على المسلمين؛ وجب على المعتدى عليهم جميعًا أن يدفعوا الشر عنهم، أما فرضالكفاية في الفقه الإسلامي هو الفرض الذي إذا أدته فئة من المسلمين قادرة على الانتصار سقط عن الباقي، ويؤثم القادر منهم أن قعد عنه . وهذا ما حمل عربًا مسلمين على المجاهدة نصرة بعنوان سياسي معاصر «وحدة الساحات» ، والكلام حول زج آخرين في مجريات ذلك الفرض ، و التسبب في أذيتهم خلافًا لرغبتهم، أو تجنبًا لمخاطر أكبر، فذلك حديث آخر.)                                                مقاومة ذلك العدوان المستمر منذ أكثر من قرن ؛حق فلسطيني وواجب . 


وحكم الجهاد دفاعًا عن فلسطين ينطبق أيضًا على جميع العرب وبينهم اللبنانيين، (وتخاذل كبيرمن سواهم أن اقتصرت تبعات المقاومة عليهم وحدهم من بين كل العرب المعرضة بلادهم لواقع فلسطين ، ولا نكتب مصيرها ، فهي وإن غُلِبت ستغلب وتتحرر) المعنيين مباشرة بإدعاءات الصهاينة التلموديين.  


*****         


ولكل شكل من أشكال المقاومة العسكرية، أكانت حرب عصابات بتكتيك «اضرب و اهرب» أم «اضرب واصمد» أم «حرب مواقع» أو ميدانيةتقليدية ، والمدنية و السياسية متكاملة تعبئة وإعدادًا و تخطيطًا وحسابات ردات الفعل المتوقعة وتداعياتها ، لكلٍ مستلزماتهاواستعداداتها وعدتها التي لا يُستغنى عنها وعديدها ، أن غفل القائد عن أي منها ، وقع في المحظور وجاءت النتائج على غير النصرالمرتجى، ويكون المعيار في المحصلة وحدها دون البطولات الميدانية مهما عظمت، وتكون كل التضحيات خسائر لا أثمان الصمود ، فالمعيار و التثمين نكرر في المحصلة ، وتحقيق الأهداف التي انطلقت العملية أو نشبت المعركة أو شنت الحرب من أجلها.      وتبقى نقطة مهمة ، ما يصلح ويكفي لكمين مسلح للإيقاع بالعدو، هو دون ما يكفي لتنفيذ عملية محدودة، وبالطبع دون ما تحتاجه الحرب، وفي كل الحالات ، قد تُعرف لحظة البدء ، ولكن تبقى فترة لإتمام المهمة (الكمين) أومدة العملية أو زمن الحرب في عالم التخمين . 


*****


أوقعت عملية « طوفان الأقصى »  في صفوف العدو التلمودي الصهيوني وفق الأرقام «الإسرائيلية» 1160 قتيلًا مغتصبًا لأرض فلسطين . كما اعتُقل حينها نحو 250 رهينة ،ما زال 130 منهم رهائن بأيد فلسطينية ، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا مصرعهم نتيجة القصف الصهيوني لغزة و حصارها  ؟ .


وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» الإثنين ارتفاع حصيلة الحرب في القطاع إلى 32333 شهيدًا و74694 جريحًا مدنيين ،معظمهم من الأطفال والنساء.


في عمليتها أعلنت « حماس » مطالبها : فك الحصار عن غزة ، ووقف التعدي على حرمة المسجد الأقصى واستفزازات الصهاينة للمصلين في رحابه، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني .  


في المقابل تعهد نتناياهو وحكومته ب«القضاءعلى حماس» التي تعتبرها هي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، وشنّت ضدّها عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.


ميدانياً، لا ينفكّ الوضع في غزّة يزداد سوءًا بالنسبة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة والذين يخضعون لحصار كامل والمهددين بمجاعة، وفقاً للأمم المتحدة ومنظمات دولية.


ولا تزال رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح بسبب العدوان الهمجي مهدّدة اليوم بعملية برية واسعة النطاق تعدّ لها حكومة العدو الصهيوني ، ويخشى المجتمع الدولي من مخاطرها على المدنيين الفلسطينيين النازحين عنوة إليها .


الدمار و التخريب وتراجع« حماس » القسري عن مطالبها بعد الوضع المتردي و المستجد والاكتفاء بمطالب الانسحاب من غزة بعد احتلال معظم مناطقها من جديد إثر عملية « طوفان الأقصى » ،والاكتفاء بالمطالبة بإطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل تحريرإعداد من المعتقلين في سجون العدو، خاضعة  ( الأعداد ) بعديدها وبأحكام صادرة بحقهم لتداعيات العدوان. 


كل ذلك يدعو للتساؤل في أي خانة يُصنف ما وقع منذ السابع من تشرين الأول 2024؟


لأنه لابد من مراجعة نقدية؛ والكبير من يقدم على عملية نقد ذاتي تسبق أي عملية نقد من آخرين ، حتى لو كانوا شركاء. ولأننا لم نسمع طوال أكثر من ستة شهور من الفواجع و المجازر والكوارثوالتجويع والتشريد و الاغتيالات في حرب« طوفان الأقصى» ، من أي مسؤول عربي أو مسلم طرف في التصدي غير إدعاءات النصر، ولم نلمس من المطبعين إلا الوساطات والمبادرات «الحيادية» . 


السؤال اليوم ، والأمور قد وصلت إلى ما وصلت إليها ، نتيجة الاحتضان الأميركي الشامل للكيان الصهيوني، والإرهاب الصهيوني وانتحارية نتنياهو وإفلاسه السياسي ، والتبعية الأوروبية والعالمثالثية والانحياز العالمي الأعمى للإدارة الأميركية والكيان الصهيوني استلحاقًا، وتخاذل المطبعين والحيادين من العرب و المسلمين : السؤال هل من مسؤولين عرب أو مسلمين ؟ وما حيثية التهم ومدى مصداقيتها ؟. 


مامن أحد اليوم في الكون فوق الشبهات وفوق التشكيك. وكي لا نقحم أحدًا في دائرة التشكيك وكَيْل الاتهامات وقد تكون محقة أو في طياتها افتراء، نتسائل ،وللقادم من الأيام أن تكشف : هل ماجرى كان نتيجة حسابات خاطئة ، أم قصور فهم وغباء ، أم خيانة . 


*****


فهل يضع قرار مجلس الأمن 2728 الصادر يوم الإثنين 25 أذار/ مارس 2024 والذي تمّ تبنّيه بغالبية 14 صوتًا مؤيّدًا وامتناع عضو واحد عن التصويت هو الولايات المتحدة، حدًا للمجازر في غزة .  


شدد القرار على ضرورة امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، و«شجب» جميع الهجمات ضد المدنيين و«جميع أعمال الإرهاب»، وأشار إلى أنه من غير القانوني احتجاز الرهائن بموجب القانون الدولي. وأعرب مقدمو المشروع أيضاً عن قلقهم العميق «إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة»، ودعوا إلى بذل مزيد من الجهود لتوسيع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وطالب مشروع القرار «بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، كما طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».


وفي ردات فعل الأطراف المعنية اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية بذريعة معيبة هي أنه لم يدن « حركة حماس » رغم أنه لم يتجرأ على الإشارة إلى همجية العدو الصهيوني ولا إلى مجازره، اعتبرته غير قابل للتنفيذ.


و رفضته حكومة الكيان الصهيوني وأعلنت امتعاضها من حليفهاالأميركي لعدم تصويته ضدّ القرار كما فعل مرارًا. 


ومن جهتها، رحّبت «حماس» بقرار مجلس الأمن واتّهمت «إسرائيل» بـ«إفشال» الجهود الرامية للتوصّل إلى اتّفاق يرسي هدنة مؤقتة ويتيح إطلاق سراح رهائن صهاينة وأسرى فلسطينيين في سجون العدو الصهيوني لم يأتِ على ذكرهم .


الموقفان الأميركي والصهيوني حسما الموضوع رفضًا للقرارالمجحف. 


وهشاشة المجتمع الدولي وضعف التخاذل العربي والإسلامي ، واستسلام الجماهير بغياب القائد والبرامج التحررية؛ كفيلة بطي صفحته .