عين الفاتيكان على لبنان مسيحيّي الجنوب

عين الفاتيكان على لبنان مسيحيّي الجنوب

بات معلوماً حجم الضغط الذي يمارسه الفاتيكان لتحييد لبنان عن الحرب الدائرة في غزّة، فعينه على لبنان ومسيحيّي الجنوب. وفي السياق، قالت صحيفة "الأخبار": "منذ بداية الصراع، دخل الكرسيّ الرسوليّ على خطّ الاتصالات الجارية لوقف الحرب في غزّة ومنع تمدّدها. ولا يزال البابا فرنسيس ودوائر الفاتيكان الديبلوماسيّة على تواصل دائم مع واشنطن وباريس وعواصم عربيّة في هذا الشأن، وكانت لافتة في هذا السياق زيارة أمين سرّ الفاتيكان للعلاقات مع الدول بول ريشار غالاغر للأردن الشهر الفائت.


وفي ما يتعلق بلبنان، يأخذ اهتمام الفاتيكان مستويين: الأوّل عام، والثاني مسيحيّ بحكم موقع الكرسيّ الرسوليّ وعلاقته بمسيحيّي


لبنان".


أضافت الصحيفة: "في الشقّ الأوّل، لا يزال الفاتيكان يعمل على ضبط إيقاع الحرب، التي تصله التهديدات بتوسّعها إلى لبنان. وهو لذلك، بادر منذ اندلاع الحرب في غزّة، إلى الضغط كي لا يدخل لبنان ككلّ في تجربة الحروب السابقة".


وتابعت: "يردّد البابا فرنسيس في دعواته إلى وقف إطلاق النار بأن يشمل ذلك لبنان، وهو كرّر اهتمامه بذلك في عيد الفصح. ومع الاعتراف بأنّ الفاتيكان لا يملك عدّة كافية للجم الاندفاعة نحو الحرب، ويراهن على العلاقة التي تربط البابا مع الرئيس الأميركيّ الكاثوليكيّ جو بايدن، إلاّ أنّه، في المقابل، يرى كغيره من عواصم فاعلة أنّ لبنان لا يتصرّف على قدر الخطر المحدق به".


وأردفت: "يخشى الديبلوماسيّون الفاتيكانيّون من ألاّ تجد الجهود المبذولة من جانبهم صدى داخليّاً يؤدّي إلى نجاح الاتصالات المشتركة لتحييد لبنان. ومع ذلك، فإنّ ثمّة حرصاً فاتيكانيّاً على عدم التخلّي عن المساعي المبذولة. وفي الوقت نفسه، حثّ لبنان على ملاقاة الفاتيكان وغيره في منتصف الطريق".


وقالت الصحيفة: "في الشقّ الثاني، لم يصل الفاتيكان بعد إلى مرحلة تسمية موفد بابويّ إلى البلدات المسيحيّة الحدوديّة، على غرار عام 1985 عندما عيّن البابا يوحنا بولس الثاني موفداً بابويّاً إلى جزّين أقام فيها هو المونسنيور سيلستينو بوهيغاز، لكنّ الكرسيّ الرسوليّ يحاول، منذ اندلاع حرب غزّة، التعامل مع تطوّرات الجنوب من زاوية مشابهة، بالتعبير عن الاهتمام والقلق على وجود المسيحيّين في المناطق الحدوديّة، وبالزيارات المتكرّرة للسفير البابوي بابلو بورجيا للمنطقة بإيعاز فاتيكانيّ وبمبادرة شخصيّة منه أيضاً، وبالمشاركة في لقاءات شعبيّة وفي معظم الاحتفالات الدينية الكبرى، بما يعادل الاهتمام الذي كان يوليه بوهيغاز لمسيحيي المنطقة في تلك المرحلة التي امتدت الى أواخر التسعينيّات".