رفح: مجازر ونزوح الآلاف… ومخاوف من «تجويع ممنهج»

رفح: مجازر ونزوح الآلاف… ومخاوف من «تجويع ممنهج»

«القدس العربي»: نفذت إسرائيل، أمس الأربعاء، غارات على مناطق في غزة، لا سيما رفح، موقعة شهداء ومصابين، وسط اشتباكات مع فصائل المقاومة شرق المدينة المحاذية لمصر، فيما ظل القطاع محروما من أي مساعدات بعد إغلاق تل أبيب المعبرين الرئيسيين، وسط تحذيرات من «موجة تجويع» في الجنوب تماثل تلك التي تسبب بها الاحتلال في الشمال، وعلى وقع نزوج عشرات الآلاف.

وأعلنت كل من كتائب «القسّام» و»سرايا القدس» خوضهما اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال، المتوغلة شرق رفح.

وقالت «القسّام» في بيان إن مقاتليها «يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة»، في حين أعلنت «سرايا القدس» أن «مجاهدينا يخوضون اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والمناسبة مع جنود وآليات العدو المتوغلة شرق مدينة رفح».

كذلك أفادت وسائل إعلام عبرية بأن 8 صواريخ أطلقت من رفح باتجاه مستوطنات الغلاف، دون اعتراض أي منها.

وفي الموازاة، استمرت الغارات الدامية على رفح. وألقت الطائرات الحربية قنابل بأوزان كبيرة على العديد من المنازل، ما أدى إلى تسويتها بالأرض، وكان أغلب هذه المنازل يقطنها مواطنون بينهم أطفال.

وأفادت مصادر طبية في المستشفى الكويتي في رفح بأن «35 شهيداً و129 إصابة وصلوا المستشفى خلال 24 ساعة». وذكرت أن «من بين الشهداء أطفالا ونساء وصلوا عبارة عن أشلاء جراء استهداف عدد من المنازل على رؤوس من فيها».

وبخصوص المساعدات، أدعى جيش الاحتلال إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.

إلا أن جولييت توما المتحدثة باسم «الأونروا» (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) وهيئة المعابر الفلسطينية، نفتا ذلك.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من «موجة تجويع» تسعى إسرائيل لفرضها في جنوب القطاع، على غرار ما حدث في شماله خلال الأشهر الماضية.

وفيما يخص النزوح، استمرت قوات جيش الاحتلال في إطلاق القنابل الدخانية على المناطق المهددة بالإخلاء القسري شرق رفح. وهذه القنابل تحدث ضبابا كبيرا في المنطقة، وتحجب رؤية المواطنين، وتعيق عمليات خروجهم من المنطقة.

ولوحظ استمرار خروج السكان من أطراف تلك المناطق المهددة، حيث يضعون أمتعتهم على عربات تجرها حيوانات، وأخرى على متن سيارات وعربات نقل.

ووفق (الأونروا)، غادر نحو 10 آلاف فلسطيني رفح منذ يوم الإثنين. فيما أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد المغادرين بلغ عشرات الآلاف.

وفي بقية مناطق غزة، نفذت قوات الاحتلال مجازر، حيث أدت غارة جوية على شقة في بناية سكنية لعائلة اللوح، في منطقة عسقولة، شرق مدينة غزة، إلى استشهاد المواطن نعيم اللوح، وزوجته وأطفاله الخمسة. في غضون ذلك، انتشلت الطواقم العاملة من مسعفين وكوادر طبية ومواطنين، 49 شهيدا من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء.

وبذلك يرتفع عدد المقابر الجماعية التي تم العثور عليها داخل المستشفيات إلى 7 مقابر، وانتشال 520 شهيداً من هذه المقابر.