بعد تعيينه محافظاً لبيروت… القاضي عبود لـ”النهار”: سأكون إلى جانب المظلوم والفقير

بعد تعيينه محافظاً لبيروت… القاضي عبود لـ”النهار”: سأكون إلى جانب المظلوم والفقير

بقلم كلوديت سركيس/ النهار


في إطار التعيينات التي أقرها مجلس الوزراء، عُيّن القاضي مروان عبود محافظاً لبيروت خلفاً للقاضي زياد شبيب بانتهاء ولايته. يدخل المحافظ الجديد للعاصمة عتبة مسؤولية جديدة، والرهان فيها على قماشته النبيلة بسلوكيته وإنسانيته المنحازة دوماً إلى الحق والناس والفقراء. هو الذي رفع الصوت في الأمس البعيد لشعوره بوجع الضمير لأن المحاسبة في هيئة التأديب العليا في الملفات التي تسلمتها تقتصر على الصغار. ووصل المطاف به إلى طلب نقله حتى إلى مركز أدنى في السلم والامتيازات والراتب. وهكذا حصل ونُقل إلى رئاسة غرفة في ديوان المحاسبة. وقتذاك كتبت “النهار” عن حال القاضي “الإنسان الآدمي”؛ وحزّ ما نشرَته في وجدان متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذوكس المطران الياس عوده، وتقديره الموقف الذي اتخذه القاضي عبود بأن يأتي يوم لإنصافه. وأتى هذا اليوم، وطرح اسمه محافظاً لبيروت. وبارك هذا الطرح بطريرك أنطاكيا يوحنا العاشر وأيّده رئيس الجمهورية ميشال #عون.


القاضي عبود متزوج من السيدة ماري ميسي. تنقّل في مراكز قضائية عدة. بدأ مهماته القضائية مراقباً في ديوان المحاسبة، ثم شغل الغرفة الأولى في الديوان خلال ولاية القاضي رشيد حطيط رئاسة هذه المؤسسة الرقابية، فمحامياً عاماً لدى الديوان، ليعيَّن عام 2012 رئيساً للهيئة العليا للتأديب حتى عام 2019. ذاع صيت القاضي عبود خلال ولايته رئاسة هذه الهيئة، حيث شهدت هيئة تأديب رؤساء البلديات خلال ولاية الوزير الأسبق للداخلية. وكانت المرة الأولى التي يجري خلالها ملاحقة رؤساء البلديات. لغياب إمكان ملاحقة الفساد حينذاك، ولأنه لم يُحَل أمام الهيئة العليا للتأديب إلا المرتكبون الصغار، يومذاك قال القاضي عبود لـ”النهار” إنه يشعر “بوجع ضمير” إزاء هذا الواقع. وكان من أبرز الأسباب التي حدت به إلى طلب نقله من رئاسة هذه الهيئة حتى لو كان هذا التشكيل إلى مركز أقل من الذي يتسلمه وراتب أدنى وفقدانه امتيازات الفئة الأولى. وهكذا حصل وعُين رئيساً لإحدى غرف ديوان المحاسبة.


السلوكية التي رافقت القاضي عبود في مسيرته المهنية شكلت الحافز الأول في تبوئه محافظية بيروت. وجرى طرح اسمه لهذا المنصب في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها لبنان. ويقول لـ”النهار” عن تعيينه: “هذه مكافأة لي بسبب سلوكي في حياتي عموماً، وفكروا بي في هذه الأيام الصعبة وعينوني محافظاً لبيروت. هذه فرصة أتيحت لي لأجسّد ما كنت أنادي به على أرض الواقع. سأكون الإنسان الذي يقف إلى جانب الفقير والمظلوم، ويسعى إلى الحفاظ على البيئة والطابع الأثري لمدينة بيروت، المحب لكل أبنائه والمتضع. أنا إلى جانب الناس وهم يعرفونني. اللقمة التي في فمي ليست لي. سأكون إلى جانبهم في هذه الفترة الصعبة التي يجتازونها. وسأحاول بكل ما أوتيت حلّ المشاكل المزمنة التي تعاني العاصمة منها مع المراجع المعنية، وبحصول التعاون، ومنها مشكلة النفايات”، مضيفاً أن “خبرتي في مجال البلديات التي اكتسبتها من مهماتي الرقابية في ديوان المحاسبة حيث كانت رقابة قانونية فحسب، إلا أن الأمور تختلف عملياً في الواقع. سأعيش هذا الواقع على حقيقته لأتبيّنه فأقف على أبرز المشاكل والإشكاليات”، مؤكداً “سأتعاون مع مجلس بلدية بيروت الذي يمثل أبناء بيروت بعد انتخابه لإيجاد حل للمشكلات التي يعاني منها الناس”. وشدد القاضي عبود: “لن أضع المتاريس. ولن أهدر وقتي بالحرب. سأمضيه في العمل ونأمل خيراً، مثلما آمل أن يقدّرني الله على العمل في سبيل بيروت الجوهرة، وألا يخيب ظن من وضعوا ثقتهم بي”.