مؤتمر "تمكين الشباب الآن": تسليط الضوء على الحاجة الملحة لاعتماد نهج الوقاية المدرسية في ظل الأزمات المتواصلة في لبنان

مؤتمر "تمكين الشباب الآن": تسليط الضوء على الحاجة الملحة لاعتماد نهج الوقاية المدرسية في ظل الأزمات المتواصلة في   لبنان


برعاية معالي السيدة حنين السيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية، وبالشراكة مع إعلان أوفييدو للوقاية، نظّمت مؤسسة "سيناكل دو لا لوميار (CDLL) "مؤتمرها الوطني تحت عنوان "تمكين الشباب الآن"، وذلك ضمن حوار مع خبراء حول الوقاية المدرسية، في فندق لو رويال - ضبية. وقد شكل هذا المؤتمر نقطة انطلاق لاستراتيجية طويلة الأمد تركز على خلق بيئة مدرسية داعمة، والتشديد على التدّخل المبكر، وتعزيز عوامل الحماية، ودعم الصحة النفسية، ومعالجة جذور السلوكيات الخطرة.

على مدى السنوات الست الماضية، واجه النظام التعليمي في لبنان أزمات متعدّدة أدّت إلى تعطيل التعلّم وأثّرت سلباً على الصحة النفسيّة للطلاب. وفي هذا السياق، جاء المؤتمر ليجمع أكثر من 130 جهة فاعلة معنيّة لاستكشاف كيف يمكن لبرامج الوقائية في المدارس أن تسهم في تعزيز البينة الداعمة، وتعزيز الصحة النفسية، ومواجهة التحديات النفسي ، الاجتماعية التي تواجه الشباب في ظل حالة عدم الاستقرار المستمرة.

وقد شدّدت معالي الوزيرة حنين السيد على الأهمية البالغة لدور الوقاية وأثر هذه البرامج في بلد يُقدّر فيه أن نحو طفل من كل ثلاثة خارج النظام المدرسي، مؤكّدة أن "الوقاية ليست ترفاً، بل هي ضرورة ملحة وخط الدفاع الأول عن مجتمعاتنا"، ومجدّدة التزام الوزارة بجعل مكافحة الإدمان والوقاية أولوية وطنية.

شارك في المؤتمر عدد من صانعي السياسات والخبراء الذين عرضوا تحديات وممارسات وقائية ناجحة، وأكدّوا على الحاجة إلى حلول تشاركية تأخذ في الاعتبار خصوصية السياقات الثقافية والاجتماعية، من أجل حماية حق الأطفال في الوقاية والصحة النفسية.

ودعا المشاركون إلى تحرّك وقائي عاجل على مستوى النظام التربوي، معتبرين أن المدارس هي البيئة الأهم للتدخل المبكر.

وقد أشار البروفسور سامي ريشا إلى أهمية التدخل المبكر قائلاً: "كل شيء يبدأ في سنوات الدراسة، فثلثا الاضطرابات النفسية تبدأ قبل سن ال21، ما يجعل من المدارس المجتمع الأكثر أهمية للاستهداف، حيث تكون فرص التعافي أكبر لدى الأطفال والمراهقين"

كما تم التأكيد على أهمية اعتماد استراتيجيات مخصصة بحسب السياق المحلي. وفي هذا الإطار، صرّح السيد أوريول إسكوليس: "المدارس هي محرّكات التغيير. وبالتعاون مع الخبراء المعنيين، يجب على المدارس أن تصّمم وتكيّف التدخل الأنسب لبيئتها الخاصة اذ لا وجود لحل واحد يناسب الجميع."

وقد أجمعت المداخلات على ضرورة اعتماد مقاربة وطنية متكاملة تشمل كل من المؤسسات الرسمية والخاصة، ومن بينهم النائب نعمة افرام الذي قال: "نحن نواجه قاتلاً صامتاً، تهديداً مباشراً للعائلة والشباب، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الخطر الاجتماعي."

وأكد الدكتور وديع معلوف بدوره أن "الشباب ليسوا مجرد متلقّين، بل يمكنهم أن يكونوا شركاء فاعلين في صياغة البرامج والسياسات المؤثرة"

ومن ناحيته، شدّد الأب يوسف نصر على أن "هذا العمل لا يمكن أن ينجح دون أن يكون الأهل شركاء فعليين في هذه الجهود."

وفي هذا السياق، أكّدت السيدة ثرّيا افرام بارود، رئيسة CDLL ، على "الحاجة الماسة إلى حوار مفتوح لتطوير استراتيجيات فعالة وأنظمة دعم متكاملة."


ومن بين الشخصيات والخبراء الذين ساهموا في المؤتمر:

• سعادة النائب السيد نعمة افرام، رئيس مجلس إدارة مجموعة إندفكو، المموّل الرئيسي لبرنامج الوقاية المدرسية

• الأب يوسف نصر، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان.

• البروفسور سامي ريشا، عضو مراسل في الأكاديمية الفرنسية الوطنية للطب.

• السيدة ثريا افرام بارود، رئيسة ومؤسسة شريكة لCDLL

• الدكتور رافي كيبيكيان، المدير التنفيذي CDLLJ

• عدد من مديري المدارس من بينهم الأخت ابتسام سعد، الدكتور أرمين أورنيشليان، السيدة ماريتا افرام.

ومن بين الخبراء الدوليين المشاركين:

الدكتور وديع معلوف، المنسق العالمي لبرنامج الوقاية من المخدرات، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات (UNODC).والجريمة

• السيد أوريول إسكوليس من إسبانيا، أخصائي نفسي والمنسّق العالمي لإعلان أوفييدو للوقاية.

وقد اختُتم المؤتمر بحفل تواصل لتعزيز الشراكات الهادفة إلى توسيع نطاق الجهود الوقائية الفعالة على مستوى الشباب في لبنان.

وأعربت مؤسسة CDLL عن امتنانها لجميع الشركاء والمتحدثين والمشاركين على التزامهم في دعم أجيال قوية ومتمتعة بصحة نفسية سليمة.

CDLL نبذة عن

سي.دي.أل.أل منظمة غير حكومية تُعنى بالشباب، تتمتع بخبرة تمتد ل19 عاماً في مجالي العلاج والوقاية، وتسعى إلى تمكين الأطفال والشباب ومقدّمي الرعاية من خلال برامج وقاية مدرسية ومجتمعية، إلى جانب برامج تعافٍ في مجال الصحة النفسية والإدمان.

في عام 2017، أطلقت CDLL أول منصة معلوماتية باللغة العربية حول المخدرات، وقدّمت منهجاً الكترونياً حول الصحة النفسية للشباب بثلاث لغات لفائدة المعلمين.

ويعد برنامج (Wellbeing and Mentally Healthy (WAMH أبرز برامجها، حيث دعم أكثر من 50 مدرسة وأثر

إيجابياً على أكثر من 23,200 طالب ومقدّم رعاية، من خلال التصدي لآثار الصدمات، والنزوح، والضائقة الاقتصادية، وعدم الاستقرار الاجتماعي، موفراً دعماً نفسيا-اجتماعياً واستراتيجيات وقائية فعّالة.

للمزيد من المعلومات:

وديعة روكز: 70/281088

www.cdll.org.lb