وداعا يا علي

وداعا يا علي

غالب قنديل


الزميل الراحل علي المسمار وجه إعلامي لا يُنسى بابتسامته، التي لم تغب في أحلك الظروف، وحملت الى الناس أمل الصمود وبشارة النصر في كثير من المعارك، وهو الشاهد الشهيد، الذي خاضها بجوارحه عبر شاشة المنار مع رفيقاته ورفاقه، الذين واكبوا ملاحم البطولة والشرف، وحملوا دماءهم على أكفّهم في جميع معارك الدفاع عن لبنان وسورية وفلسطين. 


الزميل علي المسمار، الذي يرحل عنَا، كان مثالا في الطيبة والإخلاص، جميل العشر، طيّب الروح، حتى في سنوات الألم، عندما داهمه المرض اللعين، لم تفارقه تلك الابتسامة. وكم أملنا أن يتغلب عليه، ويعود الى الشاشة رفيق يومياتنا، بنبرته المحبّبة وبصوته الشجي، وبمحيّاه الجميل.


الأستاذ علي المسمار يأسر عارفيه بتهذيبه الشديد وبخفره الراقي، وكما كان على الشاشة كان في الحياة شديد التهذيب والتواضع، مخلصا لفكرة المقاومة، أمينا لذكرى الشهداء، وفيّا للقيم التي آمنوا بها. نفتقد صوته المتهدج في سيرة الأبطال، ولحماسه الرائع في ذروة النزال. إنه صوت الناس، وهو الروح المقاوِمة، التي حملها الأثير في معارك الشرف، وهي الروح التي تقاتل، كما قال القائد الشهيد عماد مغنية.


وداعا أيها الزميل والأخ العزيز، الذي تصافحني ابتسامته قبل أن يلقي التحية، وتبرق عيناه بمآثر البطولة والشرف على الشاشة، فتبثّ أملا وإيمانا عميقا في كل من يشاهده.


إيها الصادق الوفي في التزامك، وفي مبادئك التي لم تفرّط بها أبدا.


سلام لمحيّاك، الذي سنحفظ صورته دائما، ولنبرتك في زمن النزال تهب المستمع قوة وبأسا، وتزيده صمودا وإيمانا بالنصر. لقد كنت في أيامنا الصعبة رسالة صمود وبشارة انتصار. وعرفنا متأخرين كم كابدت لتخفي آلامك عنّا حتى لا تنغّص احتفالنا بنصر تزفه الينا، ولتترك الصورة لنقاء الشهداء ودمائهم. وهي صورة حملها الينا وجهك وبشّرنا بها صوتُك المتهدّج في نعي الأبطال، والثابت في إعلان إرادة المقاومة والصمود حتى النصر.


أيها الزميل الراحل لقد آلمنا ألمك في السنوات الأخيرة منذ غياب ابتسامتك المحبّبة عن شاشة المنار، ولكنك كنت حاضرا وستبقى في كل انتصار يزفه زملاؤك، ومع كل شهيد تقدمّه المقاومة، التي آمنت بها ووهبتها حياتك وأنفاسك حتى الرمق الأخير.


وداعا يا علي.