والد الطفلة ملكة يروي ما حصل مع ابنته.. "من لديه كهرباء؟ أريد كهرباء حالا"

والد الطفلة ملكة يروي ما حصل مع ابنته.. "من لديه كهرباء؟ أريد كهرباء حالا"

لم تؤد جزيئات الحلول في مسألة تأمين المازوت إلى المناطق الطرابلسية لعودة الأمور إلى طبيعتها في المدينة لا سيما وأن مسألة انقطاع الكهرباء والإشتراك في طرابلس ما زالت على حالها، وعلى الطرقات مشهد الطوابير أمام المحطات يتكرر ويزداد، وكل الزيادات التي طالت أسعار المحروقات لم تشر إلى الحل المنتظر أبداً.


وتزامناً، يؤدي الإنقطاع المتواصل للكهرباء في طرابلس إلى موجة غضب عارمة، ولو خفّت حدّتها بعض الشيء يوم أمس الذي شهد زيارة مفاجئة لقائد الجيش العماد جوزاف عون إلى طرابلس للإطلاع على الأوضاع. الكل في طرابلس وخارجها سمع بقصة الطفلة الصغيرة ملكة الحموي من منطقة المنكوبين؛ التي خرج بها والدها إلى الشارع باحثاً عن كهرباء لإنقاذ طفلته التي كانت تحتاج لتشغيل جهاز الأوكسيجين ولم يكن هناك لا كهرباء ولا إشتراك في المنطقة. يروي الوالد فاروق الحموي لـ"نداء الوطن" ما حصل مع طفلته ويقول: "نادت عليّ والدتي وأنا نائم فاستيقظت على صوتها وهي تقول لي بأن ملكة متعبة وبحاجة إلى أوكسيجين. نهضت بسرعة ورأيت أن الكهرباء مقطوعة فخرجت إلى الشارع وأنا أصرخ: من لديه كهرباء؟ أريد كهرباء حالاً... إبنتي في خطر، وما هي إلا بضع دقائق حتى دخلت أحد المستوصفات في المنطقة وشغّلت الكهرباء وأنا من دون وعي والخوف يتملّكني على طفلتي الصغيرة... ما هذا الإستهتار الذي وضعنا فيه نوابنا ومسؤولونا في هذا البلد؟ لا شغل ولا خدمات ولا طبابة ولا شيء يذكر، وماذا بعد كل هذا الوجع والتعب؟ لو كانت ملكة ابنة نائب أو زعيم؛ هل كانوا يتركونها هكذا؟ الأوضاع التي نعيشها صعبة جداً وهناك حالات صعبة جداً وأصعب من حالة ابنتي حتى، فمن سيشعر بهؤلاء؟ أشكر كل من وقف إلى جانبي من الشعب والناس، وكل من يقف إلى جانب الناس أينما كانوا في طرابلس وكل لبنان، ولكن هؤلاء الزعماء لا يشعرون بوجع الشعب المظلوم بعدما أفقروه وسرقوا أمواله. إن ابنتي بحاجة إلى علاج لمدة 6 أشهر وكل ما يهمني اليوم أن يشفيها الله من ألمها وألا تصاب بأي مكروه".


  


 


 

مبادرات للمساندة

وعلى غرار ما حصل مع الطفلة ملكة؛ ثمة أطفال كثر في طرابلس وغير طرابلس يعيشون على الأوكسيجين سواء في المستشفيات أو حتى في المنازل؛ ولا شك أن انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى تعريض حياة هؤلاء للخطر في أي لحظة. وانطلقت في طرابلس بعض المبادرات الفردية من أشخاص أو مؤسسات، تمثّلت بإعلان أصحابها تأمين الكهرباء على نفقتهم لمن يحتاجها، ولا سيما للحالات المرضية كحالة الطفلة ملكة. وأول من كان أطلق أولى تلك المبادرات في المدينة مطعم وصالة "تريبولي بارك" لصاحبه عبد الله خربطلي؛ لتنطلق بعدها المبادرات في ذات السياق. مدير المطعم بلال مرعي قال لـ "نداء الوطن": "إن مبادرتنا أطلقناها لجميع أهالي طرابلس المحتاجين للكهرباء لا سيما المحتاجون منهم للأوكسيجين وفي جميع الأوقات. أي شخص بحاجة للكهرباء يأتي إلى صالتنا في أبي سمراء أو يتصل بنا لنكون جاهزين لتلبية النداء، وبالفعل جاءت اتصالات كثيرة ونحن هنا على أتمّ الجهوزية". أضاف: "لن نقفل بابنا في وجه أي شخص من أهلنا. صحيح أن الأزمة كبيرة وشاقة على الجميع، ولكن بمزيد من التعاون والتضامن والتكاتف بين بعضنا البعض سنخرج منها إن شاء الله وهذا الوقت هو وقت التضامن مع بعضنا، وكل من يستطيع تقديم أي شيء لصالح الناس المحتاجة في هذه الظروف فلا يقصّر".


مايز عبيد - نداء الوطن