الثورة بما مثلته من قيم ومبادئ ستظل على الدوام البوصلة الرشيدة للخروج من واقعنا المرير

الثورة بما مثلته من قيم ومبادئ ستظل على الدوام البوصلة الرشيدة للخروج من واقعنا المرير

في الذكرى ال 69 لثورة 23 تموز يوليو المجيدة التي كانت نقطة تحول في إحياء عروبة مصر وتطور فكرة القومية العربية في الوطن العربي وكانت استجابة طبيعية لأماني الشعب العربي من المحيط إلى الخليج لقد رسخت الثورة فكرة القومية العربية حتى أصبحت الفكرة السائدة على مستوى الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. 

لا يمكننا ان ننسى أن الميلاد الحقيقي لثورة 23 تموز يوليو كان على تراب فلسطين حيث كانت القضية الفلسطينية من أهم محفزاتها ودوافعها 

فقد أدرك الرئيس جمال عبد الناصر يومها أن تحرير فلسطين رهن بتحرير القاهرة ومعها كل العواصم العربية وأن تحرير القرار السياسي وتحرير الإرادة الوطنية والقومية هما الشرطان اللازمان لخوض صراع حقيقي لا ينتهي فقط بتحرير فلسطين بل وبتحقيق الوحدة العربية ومن ثم الانخراط في تأسيس مشروع حضاري نهضوي للأمة العربية فكانت ثورة 23 تموز يوليو هي أداة تحقيق هذه النقلة كما أرادها وتمناها مفجرها القائد جمال عبد الناصر. 

حيث عبر عن الوضع القائم بقوله: ما دامت المنطقة واحدة وأحوالها واحدة، ومشاكلها واحدة، ومستقبلها واحد، والعدو واحد مهما يحاول أن يضع على وجهه من أقنعة مختلفة فلماذا تتشتت جهودنا؟ وبناء عليه فإن ما قدمته ثورة 23 تموز يوليو للوعي والانتماء العربي للأمة العربية هو إكساب هذا الوعي والانتماء مسؤولية نضالية من أجل تحقيق أهداف الأمة.

تأتي ذكرى الثورة اليوم والأمة العربية تعيش واقعا سيئا ومأزوما نتيجة سياسات الخضوع للعصا الأميركية البعيدة كل البعد عن المصالح العربية والتي تسعى لسيادة العصر الصهيوني.

كما تأتي هذه الذكرى في ظل محاولة حصار مصر في حصتها من مياه النيل ولبنان يعاني ما يعانيه جراء سياسات التبعية وتعميم الفساد، الذي نتج عنه الظلم الاجتماعي والفقر و العوز، وتدمير أحلام الشباب في العيش بحرية وكرامة إنسانية. وأصبح لبنان فريسة للأمم تلعب بمصيره كيقما شاءت من أجل تطويعه وجلبه إلى حظيرة الغرب.

إن الأمل يبقى معولا على مصر في إصلاح ما يمكن إصلاحه من خلل أصاب الأمة العربية، فكلما استطاعت مصر أن تلعب دورا مميزا فى خدمة أهداف النضال العربي استطاعت أن تحقق النجاحات على المستوى المصري الداخلي، والعكس صحيح تماما فانكفاء مصر عن دورها القومي العربي وعن التزاماتها العربية يؤدى إلى طمع الدول الأخرى فيها حتى يصل الأمر إلى التهديد بالعطش.

هذه الثورة بما مثلته من قيم ومبادئ ستظل على الدوام البوصلة الرشيدة للخروج من واقعنا المرير والمهدد بشتى أنواع الأخطار لا سيما على مستوى الوحدة، وهي ستبقى دائما المنارة التي نتمسك بالاهتداء بها في هذا الزمن العربي الرديء لمعالجة مشكلات الحاضر والسعي لمستقبل مشرق وأفضل.

خالد المعلم

أمين الإعلام في حزب الاتحاد