سفير مصر: دعم لبنان مستمر في المجالات الاقتصادية والأمنية

سفير مصر: دعم لبنان مستمر في المجالات الاقتصادية والأمنية

عقد سفير مصر علاء موسى مؤتمرا صحفيا في مقر السفارة في بيروت، تناول فيه المستجدات على الساحة اللبنانية، وهنأ في مستهله اللبنانيين والدولة اللبنانية بالاعياد المجيدة، متمنيا أن يحل العام الجديد حاملا رياح السلام والأمن والاستقرار في لبنان وأن يكون أفضل من العام السابق ويشهد مزيدا من الازدهار".

وقال: "نحاول اليوم ان نلخص العناوين الرئيسية التي مررنا بها خلال العام الحالي في بعض الموضوعات الملحة والتي تم تداولها مؤخرا بشكل كبير. واسمحوا لي اولا ان أهنىء الحكومة ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام على نجاح الحكومة في إقرار مشروع قانون النظام المالي او الفجوة المالية، وهو خطوة مهمة بعد المطالبات العديدة، داخليا في لبنان أولا، وثانيا من مؤسسات التمويل الدولية، وهي خطوة مهمة للغاية ويعقبها بطبيعة الحال العديد من الخطوات وأدوارا قد تبدو هامة للغاية على صعيد مجلس النواب ومناقشته للقانون وهي خطوة مباركة وقد ابدى كل من تحدثت معهم تقديرا لهذا المجهود من الحكومة، فهنيئا لها هذا المشروع".

وعن زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى متبولي للبنان، اشار الى انه "تم في خلالها البحث في مواضيع عدة بعنوان رئيسي: دعم لبنان ودعم العهد الجديد والحكومة الجديدة"، وقال: "لقد تمت مناقشة دعم قطاع الطاقة في لبنان، وقد كان الرئيس متبولي مصرا على انجاز هذا الملف بشكل سريع وكان هناك توافقا مع الرئيس سلام من أجل اتخاذ خطوات سريعة في هذا الامر، وهو ما حصل. وبتاريخ اليوم يتم التوقيع على مذكرة تفاهم في اطار التعاون بين مصر ولبنان في مجال الطاقة ويتم من خلاله العمل على الكثير من المجالات الهامة للبنان، حيث تحظى بها مصر بخبرات وتجارب عريضة على مدار سنوات طويلة في هذا القطاع".

وعما يتعرض له لبنان من تهديدات في الجنوب وفي مناطق أخرى كثيرة، اكد انه "يتم العمل على تخفيف حدة التوتر فيه بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل المسؤولين في الدولة المصرية، وهو ما اكده وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بعد اجرائه اتصالات مكثفة مع مختلف الاطراف الرئيسية المعنية في الاقليم وخارج الاقليم، وسنعمل في مصر في الفترة المقبلة لمزيد من الجهود والتنسيق مع الشركاء لنصل الى تخفيض حدة التوتر، فقناعتنا ان عدم ادخال الوساطات والجهود سيكون لها عواقب غير محمودة"، وقال: "مستمرون بمساعينا ونتمنى ان نرى النتائج مطلع العام المقبل بمرحلة عنوانها نتائج اتفاق ٢٧ تشرين الثاني الماضي ولا بد من تطبيقه من مختلف الاطراف، كما انه لا بد من تطبيق القرار ١٧٠١ ايضا وهو مرجعنا  لتحسين الامور في هذا البلد".

واكد السفير المصري في حديثه مع مراسلي وسائل الاعلام، ردا على سؤال عن عواقب وخيمة على لبنان بعد التحذيرات الاسرائيلية وعن امكانية وجود انذار خفي للبنان، انه "لا يوجد انذار او تحذير او اي شيء من هذا القبيل للبنان، بل هناك اتفاقات قد تم توقيعها لمرجعيات يستند لها الجميع ولا بد من تطبيقها من مختلف الاطراف، والدولة اللبنانية قامت بجهود مهمة الى جانب الجيش اللبناني في الجنوب، ونحن كسفراء كنا شهود عيان على ذلك في الجنوب، لكن تقديرنا في المستقبل ان المخرج والحل الوحيد لما نحن فيه الآن، هو تطبيق هذه الاتفاقات والعودة دائما الى المرجعيات وما ننسقه مع الشركاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية".

وعن توجيهه دعوة ل"حزب الله" لزيارة مصر، بعد زيارة الحزب لقطر وقبلها لتركيا، وعن حمل مدير المخابرات المصرية مبادرة للحزب تم رفضها، قال موسى: "العمل جار مع كل الاطراف اللبنانية على الصعد كافة بسبب تشابك الملفات، ونحن مصرون على بذل الجهود والتواصل مع الاطراف الاقليمية والدولية المعنية بهدف الوصول الى تهدئة حدة التوتر وخفض مستويات التصعيد"، واوضح ان "هذه الجهود تنطلق من قناعة راسخة بان العمل المتواصل والتنسيق المستمر من شأنه ان يفضي في نهاية المطاف الى نتائج ايجابية"، مشيرا الى ان وزير الخارجية المصري "كان قد اكد اخيرا وجود اتصالات مكثفة ومستمرة مع جميع الاطراف في هذا الاطار".

ولفت الى ان "القاهرة تعمل في هذه المرحلة على استكشاف ارضية مشتركة مع الاطراف الاقليمية والدولية، بما يسمح بالتحرك قدما بخطوات عملية من شأنها اعادة بناء الثقة"، معربا عن امله في "ان يشهد العام المقبل مزيدا من المؤشرات الايجابية على هذا الصعيد".

وعن طبيعة الاتصالات مع مختلف القوى، شدد موسى على ان "لغة مصر واحدة مع الجميع، سواء مع الاطراف داخل لبنان او خارجه، وتتركز على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق ال27 من تشرين الثاني من العام الماضي والمرجعيات التي يستند اليها هذا الاتفاق"، موضحا ان "مصر تحث جميع الاطراف على التفاعل الايجابي خلال المرحلة المقبلة"، مؤكدا ان "الجهود لا تقتصر على الساحة اللبنانية فحسب، بل تشمل ايضا الاطراف الخارجية المؤثرة".

وفي ما يتعلق بالجانب الاسرائيلي، اشار السفير المصري الى تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الاخيرة التي اكد فيها "وجود تواصل مع الجانب الاسرائيلي لحثه على الالتزام بالاتفاقات القائمة"، موضحا ان "هذا المسار يتم بالتوازي مع التواصل مع بقية الاطراف، على امل ان تثمر هذه الجهود المستمرة نتائج ايجابية في المستقبل".

وعن تساؤلات حول المخاطر المتصاعدة في المنطقة، اعتبر موسى ان "ما تشهده الساحة الاقليمية من تطورات وتصعيد مستمر ينذر بمزيد من الاخطار، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا لخفض حدة التوتر والتصعيد"، مؤكدا ان "هذا هو جوهر التحرك المصري الحالي، بالتعاون مع الشركاء الاقليميين والدوليين، وصولا الى التطبيق الكامل للاتفاقات الموقعة".

وعن ملف التعاون الاقتصادي، لا سيما في قطاع الطاقة، كشف السفير المصري عن "وجود اطار عام للتعاون بين مصر ولبنان يهدف الى دعم قطاع الطاقة اللبناني بشكل اساسي"، مشيرا الى ان "ازمة الكهرباء في لبنان تمثل مشكلة مزمنة تتطلب حلا جذريا وسريعا".

واوضح ان مصر "تضع خبراتها وامكاناتها في مجال الطاقة في خدمة لبنان، سواء على مستوى محطات الكهرباء او غيرها من البنى التحتية، للمساهمة في رفع كفاية القطاع اللبناني وقدرته على تجاوز التحديات القائمة"، ولفت الى ان "هذا التعاون يعكس التزاما مصريا واضحا، يقابله التزام من الحكومة اللبنانية، الامر الذي يبشر بخطوات عملية سريعة على ارض الواقع".

وختم مؤكدا أن "هذا الملف طال امده واثقل كاهل الشعب اللبناني لسنوات، ونأمل أن تشهد المرحلة المقبلة اشارات ايجابية ملموسة وخطوات تنفيذية فعلية تسهم في التخفيف من معاناة اللبنانيين".