اللقاءات الرئاسية من بعبدا الى عين التينة «مَكانك راوِح»

اللقاءات الرئاسية من بعبدا الى عين التينة «مَكانك راوِح»

تكشف معلومات مستقاة من أكثر من مرجع رئاسي وسياسي، بأنه، وفي الأيام المقبلة ستتبلور الصِيَغ والمخارج التي تم بحثها بين الرؤساء الثلاثة، خصوصاً في خلوة الإستقلال، وبعد زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عين التينة، إذ علم أنه تم طرح بعض المخارج خلال لقائه ورئيس المجلس نبيه بري، حول استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، ومن ثم كيفية الوصول إلى إعادة التئام مجلس الوزراء وتفعيل عمل الحكومة، وينقل بأن بري كان حاسماً في هذه المسألة، لأنه يرى أن الحكومة، وحتى الساعة، لم تنجز أو قامت بخطوات لاقت تشجيعاً وقبولاً عند الناس، وإن كانت لا تتحمّل وزر وأعباء المراحل السابقة، إنما كان من المنتظر أن تكون الأمور أفضل مما هي عليه بكثير.


وعلى خط استقالة وزير الإعلام، ثمة أجواء تفضي إلى صعوبات عادت إلى الواجهة من جديد على خط هذه الإستقالة، وتحديداً عند الفريق الداعم لقرداحي، إذ هناك من يشير إلى ترقّب وانتظار لما ستؤول إليه بعض المحطات الداخلية والإقليمية، وفي ظل الحراك العربي والدولي، وصولاً إلى جولات رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون ونجيب ميقاتي إلى بعض الدول العربية والإقليمية، لا سيما على صعيد الوساطات التي تُبحث من أجل حل الأزمة اللبنانية ـ الخليجية.


في هذا الإطار، تؤكد المعلومات، أن الترقّب من قبل أهل الحكم وكافة الطبقة السياسية، إنما يتركّز على متابعة ومواكبة المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، لأن لذلك تأثيرات بالغة الأهمية على صعيد الوضع اللبناني من جوانبه كافة، بما في ذلك أزمته مع دول الخليج، فقد تكون أي إيجابيات في هذه المفاوضات منطلقاً إلى تسوية عابرة تعيد مجلس الوزراء إلى الإنعقاد، وكذلك حصول الإستحقاقات الدستورية في موعدها، ومن ثم إيجاد الحلول وانطلاق الحوار مع الدول الخليجية، وإلا إذا فشلت هذه المفاوضات، فمن الطبيعي سيبقى الوضع في لبنان على ما هو عليه، لا بل سيشهد المزيد من الإنهيار على جميع المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية.


وبمعنى أوضح، يجزم بعض المتابعين، بأن الموضوع النووي وما يجري في فيينا، إنما هو موضع رهان أساسي على مستوى الملف اللبناني، لما لذلك من ترابط بين المكوّنات السياسية اللبنانية وبعض المحاور الإقليمية، وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، في ضوء النتائج التي ستتمخّض عن هذه المفاوضات التي وحتى الآن لن يرشح منها أي معلومات حاسمة، ووفق المتابعين، فإن الوضع يدور على طريقة «المدّ والجزر وشدّ الحبال»، ولكن بالمحصلة، فإن مشهدية فيينا لن تطول حتى يظهر منها الدخان الأبيض أو الأسود.

وفي غضون ذلك، وإزاء هذه الأوضاع، فإن البلد سيبقى يدور في حلقة مفرغة، وينقل أحد المسؤولين السياسيين البارزين، بأنه، وحتى اليوم، ليس هنالك أي خرق على مسار عودة انعقاد مجلس الوزراء، والأمور لا تزال تراوح مكانها، بحيث لم يرشح عن لقاء بري وميقاتي أي إيجابيات، إذ كشف كل منهما ما لديه من معلومات ومعطيات، وتوصلا إلى نتيجة متقاربة بينهما، مفادها أنه ومنذ لقاء بعبدا الثلاثي لم يحصل أي تقدّم، أو أن هناك سيناريو أو صيغة ما يمكن الــسير بها لحل المعضلات القائمة حول أكثر من ملف، وقد يكون الشأن القضائي على خلفية انفجار مرفأ بيروت العقدة الأساس، والتي تعتبر من الملفات الشائكة، لما يعتريها من تعقيدات، وحساسية هذا الملف تحول دون عودة الحكومة إلى الإنعقاد، لأن أي مخرج أو حل لهذا الملف يحمل الكثير من الصعوبات على المستويات السياسية والقضائية والشعبية، وبالتالي، فإن الجميع يترقّب ما يجري في فيينا، وصولاً إلى استمرار البحث عن مخارج في الداخل، وعندئذٍ قد تتوضّح معالم الصورة السياسية والحكومية، وأيضاً على صعيد الإستحقاقات الدستورية المرتقبة وفي طليعتها الإنتخابات النيابية.

فادي عيد