نصيحة إلى الأصدقاء في "التيار الحر": إنكفئوا طوعاً عن الترشح
يوم السبت 5 كانون الأول 2021، وفي عيد البربارة، حصل شيءٌ استثنائيٌّ قد يصير مفصلاً تاريخيّاً.
فقد كُشِفَ القناع بشكلٍ سافِرٍ عن المطلوب دوليّاً وخليجيّاً من لبنان لإعادته الى مَصَاف الدول وإخراجه من كونه ساحة مستباحة لهيمنات خارجة عن تاريخه وهويّته.
الرئيس الفرنسي ووليّ العهد السعودي حادثا رئيس الحكومة اللبنانيّة وتمّ التوافق على خريطة طريق واضحة لا غموض ولا تأويل ولا لبس فيها وهي الالتزام:
- بالدستور اللبناني والطائف،
- وبالقرارات الدوليّة 1559و 1680و 1701، والقرارات ذات الصلة،
- وبحَصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعيّة،
- وبألّا يكون لبنان منطلقاً لأيّة أعمال إرهابيّة،
- وبضبط الحدود، وبمحاربة الفساد ووقف تجارة المخدّرات،
- وبإجراء الإصلاحات في المالية والطاقة!!، هلّا لاحظتم؟ الطاقة.
هي خريطة طريق نرفعها منذ سنوات ونناضل من أجلها لأنّنا لا نضع رؤوسنا كالنعامة في الرمال، ونحن، ولغاية تاريخه، ضُدّ هذه السلطة ورموزها لأنها تستبيح الدستور والطائف والقرارات الدوليّة والحدود وما بعد بعد الحدود والمال العام وخزينة الدولة تحت عناوين لم تَعُد تنطلي على أحد كمِثل الحفاظ على السيادة والعزّة والكرامة ومنعاً للذلّ والذلّة.
لعلّ الثنائي الحاكم، "حزب الله" والتيّار الحرّ، يَعِي أنّه لم يعد هناك من ورقة توت تَسْتُر عورات هذا العهد الذي يُكمِل فينا نزولاً الى ما بعد بعد قعر جهنّم. اللهمّ إلّا إذا كانت القصور والمربّعات الأمنيّة تعيش على كوكب آخر ولا ينقصها الدواء والاستشفاء والغذاء والمازوت والمحروقات والكهرباء ووو..
فهل سيطرأ جديد على اصطفاف "دولتنا" وانحيازها الى محور الحروب والانهيارات والجوع والعوز والخروج على الإرادة الدوليّة؟
سنرى.
وفي ظلّ الوضع الخطير الذي أوصلونا إليه، يستمرّ التيّار الوطني الحرّ بمجلسه السياسي بمخاطبة الناس وكأنهم غير مدركين للحقائق.
فهو في بيانه الأخير،
- يبدي استياءه من استمرار تعطيل مجلس الوزراء.
وكأنّ الشعب والمعارضة والسياديّين هم المُعَطِّلون للحكومة، وليس التيّار وحلفاؤه في انتظار مقايضات نيابيّة ورئاسيّة بدأت تظهر ملامحها للعلن على حساب تطيير التحقيق في تفجير المرفأ، وتطيير حق المنتشرين في اختيار نوّاب وطنهم الـ 128،
لا "سرّ مخبّى" في لبنان.
- "والأهضم"، ما ورد في بيان التيّار الحرّ لناحية مطالبته الحكومة بتعيين بديل لحاكم مصرف لبنان !!
هل تستضعفون ذاكرتنا الى هذا الحدّ فننسى أنّكم، مع فخامة الرئيس وبإجماع وزراء التيّار في الحكومة وعلى رأسهم الوزير باسيل، قد جدّدتم للحاكم لأسباب انتم تعرفونها؟
- أمّا الاخطر فهو اعتبار التيّار الحرّ أنّ الانتخابات النيابيّة المقبلة ستكون بمثابة استفتاء اللبنانيّين حول نظامهم!!
مهلاً مهلاً، لا يا سادة، الانتخابات النيابية المقبلة ستكون بمثابة استفتاء اللبنانيّين حول مدى رضاهم عن أدائكم وسياساتكم وارتباطاتكم و"مكيافيليّتكم" التي ما زالت تستعملنا حطباً في أتون مصالحكم الخاصة وأحلامكم الرئاسيّة المستحيلة. نظامنا ممتاز إنّما المشكلة في منظومتكم. وأخيراً نصيحة الى الأصدقاء في التيّار الحرّ،
إنكفئوا طوعاً عن الترشّح ولو لدورة نيابيّة واحدة، وادرسوا تجربتكم واستخلصوا العِبَر قبل أن تُعَبِّر صناديق الاقتراع عن خيبة الناس وسُخطهم من جهنّم فتُصدَمون.
إنكفئوا.
شربل عازار